الجمل سفينة الصحراء
– الجمل حيوان استخدمه الإنسان منذ آلاف السنين ، وقد حباه الله –عز وجل- بقدرات عظيمة تمكنه من تحمل السير لمسافات طويلة ، فوق تلال الرمال الناعمة ، وسط صحراء قاحلة يندر فيها الزرع والماء ، وتكثر فيها الرياح والعواصف الرملية الشديدة ؛ لذا أُطلق عليه « سفينة الصحراء » .
– صديق الصبر : إنه الجمل الذي لا بدَّ له أن يلفت انتباهنا ، ويثير اهتمامنا ..
– قال خالق الإبل وخالق كل شيء سبحانه : ” أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ “. (الغاشية : 17)
– وإذا ما نظرنا ؛ نرى ضخامة جسمه ، وقوة بنيانه ، وارتفاع قامته ، وطول عنقه !
لكننا إذا أمعنا النظر أكثر سوف نري عجبًا .
– للجمل جسم قوي كبير الحجم ، ويتراوح وزنه بين (450 – 650) كيلو جرامًا ، وقد يزيد على ذلك ، ويصل ارتفاعه إلى نحو المترين أو أكثر بقليل ، ويحمل هذا الجسم الكبير أربع أرجل طويلة وقوية ترفع جسم الجمل بعيدًا عن حرارة الرمال الشديدة ، كما تساعده على اتساع خطواته ، وخفة حركته ، وتنتهي كل رجل بوسادة عريضة من الدهن والألياف المرنة والتي تغلفها طبقة سميكة من الجلد ، وهي تشبه نعل الحذاء وتسمى «الخُف» ، وبواسطة هذا الخًف يستطيع أن يسير بسهولة فوق الرمال الناعمة ، دون أن تغوص أرجله فيها ؛ لأنه يتسع بصورة مدهشة أثناء السير ، كما يستطيع الجمل أن يسير فوق الصخور الصلبة شديدة الحرارة ، دون أن يشعر بأي تعب أو ألم بواسطة هذا الخُف السميك ، الذي يكاد يكون الإحساس منعدمًا فيه تمامًا ، ورأس الجمل مستطيل الشكل ومتوسط الحجم ، وله عينان كبيرتان تبصران جيدًا في الليل والنهار ، وهما محاطتان بأهداب ( رموش ) طويلة وكثيفة على الجفنين ، تحميهما من الرمال وحرارة الشمس المحرقة ، أما الأذنان فصغيرتان ، ويغطيهما شعر كثيف من كل جانب ، ليحميهما من رمال الصحراء .
وله حاسة سمع قوية جدًّا .
– تأرجح المسير من أهم الأمور التي قد يجهلها البعض ، أن الجمل يسير بطريقة تختلف عن طريقة سير الحيوانات الأخرى ، إذ إنه يحرك رجلي الجانب الأيمن معًا ، ويتبعهما برجلي الجانب الأيسر معًا ؛ وينتج عن هذه المشية تأرجح كل من يعتلى ظهره بصورة كبيرة .
– وتلد أنثى الجمل وهي واقفة ! ويستطيع الجمل العطشان أن يشرب أكثر من مئة لتر من الماء دفعة واحدة ، دون أن يحدث له أي ضرر ، ولا تبقى هذه المياه في أمعائه ، ولكنها تنساب داخل أنسجة جسمه فورًا .
– وحين يكون الجمل بحالة صحية جيدة نجد سنامه قائمًا ومكتظًّا ، وحين يكون مريضًا أو متعرضًا لفترة جوع طويلة نجد سنامه ضامرًا .
– أما جهازه الهضمي فيخلو من المرارة .
قدرات خاصة :
– الإبل تستطيع أن تشرب الماء المالح ولو من البحر المالح ! ولا يرتفع ضغطها ؛ لأن كليتها تصفي الماء لتشربه عذبًا ، فيفصل الماء عن الملح !
– الإبل تستطيع أن تأكل الأشواك ولا تتضرر معدتها أو أمعاؤها ؛ لأن لعابها ك (الأسيد) يذيب الأشواك فتأكلها كأنها خبزٌ وعجينٌ !!
– أهل البادية إذا وقع الشوك على أيديهم أو أرجلهم وضعوا لعاب الإبل عليه فيذيب الشوك !
– الإبل لها جفنان ؛ جفن شفاف والآخر من لحم ، فتستطيع أن تمشي مع غبار الصحراء ولا تتضرر عيناها ؛ لأنها تغلق جفنها الشفاف فقط .
– الإبل تستطيع أن تغير درجة حرارتها ؛ فترفع درجة حرارتها إذا كانت في أرض فيها ثلوج ، وتخفض درجة حرارتها في الأرض الصحراوية شديدة الحرارة !
– سبحان من هذا خَلْقُه .. سبحان ربيّ العظيم .
– انظروا ! كيف خُلقت ؟!
أسماء متنوعة :
– نظرًا لأهمية هذا الحيوان ؛ فقد ورد لفظ الإبل في القرآن الكريم مرتين ، والناقة سبع مرات ، والعير ثلاث مرات ، والبعير مرتين ، والجمل مرة واحدة .
– والجمل منذ ولادته له عدة مسميات ؛ فهو في عمر السنة الأولى «حوار» ، وفي السنة الثانية «صفرودا» ، وفي الثالثة «هيجا» ، وفي السنة الرابعة «اجدع» ، وفي السنة الخامسة «ثنيا» ، و«رباع» في السنة السادسة ، و«أول قطر» في السابعة ، و«جمل رأس» في الثامنة ..
– ثم إن هناك تسميات أخرى ذات استعمال يومي : «الإبل» تعني الجمل الصغير وقطيع الجمال ، و«الطرش» لجمال القافلة ، و«البعير» جمل الأحمال ، و«القعود» جمل الركوب ، و«الذلول» الجمل الأصيل ذكرًا أو أنثى .
منافع شتى للجمل :
– أما عن فوائد «سفينة الصحراء» ، فإنَّ لبن الإبل يتميز بجودته العالية ، وحلاوة طعمه ، وسهولة هضمه ، فهو قليل الدهون ، خفيف على المعدة ، غني بالفيتامينات والبروتينات والمعادن ، خاصة الكالسيوم ، كما يحتوي على مواد تقاوم السموم والبكتيريا ، وفيه مواد تقوى جهاز المناعة .
– ويُستخدم في علاج كثير من الأمراض خاصة أمراض البطن والكبد وغيرها ، وقد اشتكى بعض الناس إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- من مرض أصاب بطونهم ، فأمرهم أن يشربوا من ألبان الإبل ففعلوا ، وشُفوا بإذن الله .
مسميات الجمل :
- الناقة : هي الأنثى من الإبل ، والجمع نوق ، ويقال للذكر : جمل .
- الإبل : لفظ يطلق على الجمال والنوق معًا ، وهو اسم جمع لا واحد له من لفظه .
- البعير : ما صلح للركوب والحمل من الإبل ، ويقال للجمل والناقة .
- السليل : هو ولد الناقة لحظة ولادته .
- الحوار : هو ولد الناقة قبل أن يُفطَم .
- الفصيل : هو ولد الناقة إذا فُطم وأُبعد عن أمه .
” أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى ٱلإِبْلِ كَيْفَ خُلِقَتْ “. (الغاشية : 17)
” هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ بَلِ ٱلظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ “. (لقمان : 11)
سبحانه .. سبحانه ، لا أحصي ثناءً عليه .