كما يقول الكتاب

لا خوف ولا حزن

لا خوف ولا حزن :

قال الله تعالى في كتابه العزيز :

” قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.(البقرة : 38)

وعد الله جل في علاه مَنْ يعملون بما فيه الهداية إلى الحق ، ألا خوف عليهم فيما يستقبلونه من أمر الآخرة ولا هم يحزنون على ما فاتهم من أمور الدنيا .

كما قال في سورة طه :

” قَالَ ٱهْبِطَا مِنْهَا جَمِيعًا بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَنِ ٱتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَىٰ “. (طه : 123)

قال ابن عباس رضي الله عنهما : فلا يضل في الدنيا ولا يشقى في الآخرة .

– وهذه إحدى عشرة آية وردت في القرآن الكريم تحمل البشارة بأجمل وأرق عبارة ” لا خوف عليهم ولا هم يحزنون “ :

1- ” قُلْنَا اهْبِطُوا مِنْهَا جَمِيعًا ۖ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُم مِّنِّي هُدًى فَمَن تَبِعَ هُدَايَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(البقرة : 38).

2- ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَالَّذِينَ هَادُوا وَالنَّصَارَىٰ وَالصَّابِئِينَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَعَمِلَ صَالِحًا فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(البقرة : 62).

3- ” بَلَىٰ مَنْ أَسْلَمَ وَجْهَهُ لِلَّهِ وَهُوَ مُحْسِنٌ فَلَهُ أَجْرُهُ عِندَ رَبِّهِ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(البقرة : 112).

4- ” الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى ۙ لَّهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(البقرة : 262).

5- ” الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(البقرة : 274).

6- ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(البقرة : 277).

7- ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ . فَرِحِينَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَيَسْتَبْشِرُونَ بِالَّذِينَ لَمْ يَلْحَقُوا بِهِمْ مِنْ خَلْفِهِمْ أَلَّا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(آل عمران : 169-170).

8- ” وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنذِرِينَ ۖ فَمَنْ آمَنَ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(الأنعام : 48).

9- ” يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِّنكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي ۙ فَمَنِ اتَّقَىٰ وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(الأعراف : 35).

10- ” أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(يونس : 62).

11- ” إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ “.
(الأحقاف : 13).

ندعوكم لقراءة : مخير ومسير

– وقفات :

جاء قول الله تعالى : ( لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ ) في أكثر من عشر آيات من القرآن الكريم ، كلها في إطار التبشير من الله عز وجل لأصناف من عباده المؤمنين .

وهي بشارة لهؤلاء الأبرار الأطهار باستحالة حدوث الخوف والحزن سواء في الدنيا أو في الآخرة .

لغة وجيزة وجميلة : نزلت بلغة جميلة ، وجيزة ، قادرة على التعبير الجمالى والتصوير الفنى ، زينها الحسن والإبداع والإتقان .

– أولياء الله :

يقول الله تبارك وتعالى :

” أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ “ (يونس : 62) ، ثم فسرهم فقال : ” الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ “. (يونس : 63)

قال العلامة ابن باز رحمه الله تعالى :

فأولياء الله : هم أهل الإيمان والتقوى ، هم الذين أخلصوا لله العبادة ، واستقاموا على دينه ، واتقوه -جل وعلا- فأدوا فرائضه ، وتركوا محارمه ، ووقفوا عند حدوده ، هؤلاء هم أولياء الله ، أهل الإيمان والتقوى ، أهل البصيرة ، أهل الصدق الذين أخلصوا لله العبادة ، ولم يشركوا به شيئًا ، ثم أدوا فرائضه ، وابتعدوا عن محارمه ، ووقفوا عند حدوده ، هؤلاء هم أولياء الله ، ليس عليهم خوف ، ولا حزن ، بل لهم الجنة والكرامة والسعادة ، لهذه الآية الكريمة : ” أَلا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ “. (يونس : 62-63)

لا خوف عليهم في المستقبل ، ولا يحزنوا على ما خلفوا في الدنيا .

وهم المذكورون في قوله -جل وعلا- :

” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ هُمْ خَيْرُ الْبَرِيَّةِ * جَزَاؤُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذَلِكَ لِمَنْ خَشِيَ رَبَّهُ “. (البينة : 7-8)

وفي قوله سبحانه : ” إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ كَانَتْ لَهُمْ جَنَّاتُ الْفِرْدَوْسِ نُزُلًا * خَالِدِينَ فِيهَا لا يَبْغُونَ عَنْهَا حِوَلًا “. (الكهف : 107-108)

والآيات في هذا المعنى كثيرة .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى