ربنا الله ﷻ

الله لطيف بعباده

الله لطيف بعباده :

‏مَنْ يُحَدِّثكم عن زمنٍ مخيف ؛ حَدِّثُوه عن رب لطيف .

سبحان الله اللطيف ؛ لطفه يجري ، وأنت لا تدري .

عملنا خفيف ، وهو اللطيف .

  • لله در الإمام ابن القيم رحمه الله القائل في نونيته :

وهــو اللطيف بعبده ولعبده … واللطف في أوصافه نـوعـانِ

إدراك أسـرار الأمـور بخُـبره … واللـطف عند مواقع الإحـسانِ

فيـُريك عزته ويُبدي لطــفه … والعبد في الغفلات عن ذا الشانِ

  • معنى اللطيف :

قال ابن منظور في ” لسان العرب ” : { اللُّطف واللَّطف : البر والتكرمة والتَّحفِّي .. ومعنى اللطيف -والله أعلم- الرفيق بعباده }.

وقال الزجاج : { وهو في وصف الله يفيد أنه المحسن إلى عباده في خفاء وستر من حيث لا يعلمون ، ويسبب لهم أسباب معيشتهم من حيث لا يحتسبون }.

قال الطاهر بن عاشور :
{ واللطيف : من يعلم دقائق الأشياء ويسلك في إيصالها إلى من تصلح به مسلك الرفق ، فهو وصف مؤذن بالعلم والقدرة الكاملين ، أي يعلم ويقدر وينفذ قدرته }.

وقد بسط القرطبي أقوالًا عديدة في معنى ” لطيف بعباده ” ذكرها في كتابه [ الكتاب الأسنى في شرح أسماء الله الحسنى ] ، فمنها : { (ما قاله) ابن عباس : حفي بهم .. وعكرمة : بار بهم .. والسدي : رفيق بهم .. ومقاتل : لطيف بالبر والفاجر ، حيث لم يقتلهم جوعًا بمعاصيهم .. والقرظي : لطيف بهم في العرض والمحاسبة .. ومحمد بن علي الكتاني : اللطيف بمن لجأ إليه من عباده إذا يئس من الخلق توكل ورجع إليه ، فحينئذ يقبله ويقبل عليه .. وقيل : اللطيف الذي ينشر من عباده المناقب ويستر عليهم المثالب .. وقيل : هو الذي يقبل القليل ويبذل الجزيل .. وقيل : هو الذي يجبر الكسير وييسر العسير .. وقيل : هو الذي لا يخاف إلا عدله ولا يرجى إلا فضله .. وقيل : هو الذي لا يعاجل من عصاه ولا يخيب من رجاه .. وقيل : هو الذي لا يرد سائله ولا يوئس آمله .. وقيل : هو الذي يعفو عمن يهفو .. وقيل : هو الذي يرحم من لا يرحم نفسه }.

قال الله اللطيف الخبير :

” اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبَادِهِ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ “. (الشورى : 19)

الله لطيف بعباده ، يوسِّع الرزق على مَن يشاء ، ويضيِّقه على مَن يشاء وَفْق حكمته سبحانه ، وهو القوي الذي له القوة كلها ، العزيز في انتقامه من أهل معاصيه .

ندعوكم لقراءة : اللطيف الخبير

  • قال الإمام السعدي رحمه الله تعالى :

يخبر تعالى بلطفه بعباده ليعرفوه ويحبوه ، ويتعرضوا للطفه وكرمه ، واللطف من أوصافه تعالى معناه : الذي يدرك الضمائر والسرائر ، الذي يوصل عباده -وخصوصًا المؤمنين- إلى ما فيه الخير لهم من حيث لا يعلمون ولا يحتسبون .
فمن لطفه بعبده المؤمن ، أن هداه إلى الخير هداية لا تخطر بباله ، بما يَسَّر له من الأسباب الداعية إلى ذلك ، من فطرته على محبة الحق والانقياد له وإيزاعه تعالى لملائكته الكرام ، أن يثبتوا عباده المؤمنين ، ويحثوهم على الخير ، ويلقوا في قلوبهم من تزيين الحق ما يكون داعيًا لاتباعه .
ومن لطفه أن أمر المؤمنين ، بالعبادات الاجتماعية ، التي بها تقوى عزائمهم وتنبعث هممهم ، ويحصل منهم التنافس على الخير والرغبة فيه ، واقتداء بعضهم ببعض .
ومن لطفه ، أن قَيَّض لعبده كل سبب يعوقه ويحول بينه وبين المعاصي ، حتى إنه تعالى إذا علم أن الدنيا والمال والرياسة ونحوها مما يتنافس فيه أهل الدنيا ، تقطع عبده عن طاعته ، أو تحمله على الغفلة عنه ، أو على معصية صرفها عنه ، وقدر عليه رزقه ، ولهذا قال هنا : { يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ } بحسب اقتضاء حكمته ولطفه { وَهُوَ الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ } الذي له القوة كلها ، فلا حول ولا قوة لأحد من المخلوقين إلا به ، الذي دانت له جميع الأشياء .

  • وفي [ الوسيط ] للدكتور محمد سيد طنطاوي ، يقول :

بَيَّن الله -سبحانه- أنه رءوف رحيم بعباده فقال : اللَّهُ لَطِيفٌ بِعِبادِهِ ؛ أي : حفيٌّ بهم ، عطوف عليهم ، يفيض عليهم جميعًا من صنوف بره ما لا تحصيه العقول ؛ ومن مظاهر ذلك أنه لا يعاجلهم بالعقوبة ، مع مجاهرتهم بمعصيته ، وأنه يرزقهم جميعًا مع أن أكثرهم لا يشكرونه على نعمه .
وقوله يَرْزُقُ مَنْ يَشاءُ ؛ أي : يبسط رزقه ويوسعه لمن يشاء من خلقه وَهُوَ سبحانه الْقَوِيُّ الْعَزِيزُ ؛ أي : وهو العظيم القوة الغالب على كل من سواه .

  • كُنْ لطيفًا :

اسقِ الفؤاد محبةً وسلاما … وارسم على وجه الغريب وئاما

و اصنع جميلًا في الحياة فإنما … باللطف نبلغ في القلوب مقاما

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى