حكايات عصرية

ملحمة ” سان خوسيه “

ملحمة ” سان خوسيه ” :

هي مَلْحَمة ، هي مُلْهِمة ، هي حازمة ، هي حاسمة ، وفي النهاية هي باسمة .. تلك التي تابعها مليار مشاهد حول العالم من تشيلي ، لم يشاهد مثلها أحدٌ من جيلي .

وإليكم التفاصيل :

سانتياجو – وكالات الأنباء :

تابع العالم أجمع بإعجاب وتأثر شديدين عملية الإنقاذ الملحمية التي انتهت بنجاح فجر أمس مع خروج آخر العمال الـ33 الذين كانوا محتجزين تحت الأرض لأكثر من شهرين في قاع منجم سان خوسيه شمال تشيلي .

وقد خرج العمال من قاع المنجم في أقل من 22 ساعة بواسطة كبسولة معدة خصيصًا ، وتتسع لشخص واحد ، مزودة بالأكسجين ووسائل الاتصال ، أطلق عليها ” فينيكس ” أي طائر الفينيق ، حيث استغرقت عملية انتشال الشخص الواحد 50 دقيقة .

وكان آخر عمال المنجم الثلاثة والثلاثين الخارجين من عتمتهم هو” لويس أورزوا ” البالغ من العمر 54 عامًا ، وهو رئيس نوبة العمال ساعة وقوع الحادث .

وفي لحظة خروجه أطلق 33 بالونًا تحمل ألوان علم تشيلي في سماء ” مخيم الأمل ” الذي انتظرت فيه أُسر وأصدقاء العمال على أعصابهم خروج أحبائهم منذ الانهيار الأرضي الذي احتجزهم على عمق يزيد عن 700 متر تحت سطح الأرض في الخامس من أغسطس 2010م .

وقال ” أورزوا ” الذي تولى تنظيم حياة المجموعة بعد الحادث : ” شكرًا لتشيلي كلها ولكل الذين ساعدونا ، إنني فخور بكوني أعيش هنا ” ، وقام هذا الرجل بتقنين الغذاء بإعطاء كل من العمال ملعقتين من التونة المعلبة ونصف كوب من الحليب كل يومين إلى أن تمكن مسبار صغير من انتشال رسالة كتبت على قطعة ورق تحمل هذه العبارة التي أصبحت ذات شهرة عالمية : ” نحن ، الـ 33 بخير داخل الملجأ “.

وعانق زعيم ” الـ 33 ” طويلًا الرئيس التشيلي سيباستيان بينيرا الذي هنأه بحسن أداء واجبه كقائد ، بكونه آخر من خرج من العمال من المنجم ، وأعلن الرئيس التشيلي أن نحو مليار من مشاهدي التليفزيون حول العالم تابعوا عملية الإنقاذ والتي تكلفت ما بين 10 إلى 20 مليون دولار .

ووضع الرئيس التشيلي قطعة معدنية سميكة على فوهة النفق الذي تم حفره خصيصًا لإنجاز تلك المهمة وتم سده بإحكام مُنهيًا فصلًا في تاريخ تشيلي وشعبها .. وبعدها قام الرجلان وعمال الإنقاذ بترديد النشيد الوطني التشيلي واضعين خوذات المنجم على صدورهم .

وفي العاصمة سانتياجو ، التي تبعد عن موقع المنجم 800 كم جنوبًا ، جابت السيارات الشوارع مطلقة العنان لأبواقها تحية لإنقاذ حياة العمال الـ 33 كما احتفل الآلاف بصخب شديد بعودتهم سالمين إلى السطح في الساحة الرئيسية لمدينة كوبيابو المنجمية التي تضم 150 ألف نسمة .

وخلال شهرين أصبح العمال نجومًا عالميين فأرسلت إليهم قمصان موقعة من نجوم عالميين لكرة القدم كما وجه ناديا ريال مدريد الإسباني ومانشستر يونايتد الإنجليزي الدعوة إليهم لمتابعة مبارياتهم في أوربا ، وأهداهم رئيس شركة أبل ستيف جوبز أجهزة ” آي بود ” لمساعدتهم على تحمل معاناتهم التي أصبحت إلهامًا لمخرجين سينمائيين .

ومنذ انهيار المنجم يوم 5 أغسطس حشدت حكومة تشيلي وسائل جبارة لإنقاذ هؤلاء العمال ، وانتدبت وزيرًا يداوم يوميًا في مكان ، واستخدمت ثلاثة حفارات لحفر بئر الإخلاء ورافعات وكبسولات للإنقاذ صنعت خصيصًا في ورش البحرية .

عن جريدة الأخبار في 15 / 10 / 2010م صفحة ( شئون عربية وعالمية ).

ندعوكم لقراءة : جزر المالديف

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى