النخيل
النخلة أو النخل أو النخيل ، كلها مسميات لشيءٍ جميل ، مذكورة في كتاب الله العزيز الجليل ، ومذكورة أيضًا في التوراة والإنجيل .. أحبها رسولنا وأحبها جده إبراهيم الخليل ، هي شجرة طيبة لها أصلٌ أصيل .
شكلها فريد ، وطلعها نضيد ، وثمرها مفيد .
النَخْلَةُ ، جمعها : نَخْل ونَخِيْل .
هي نَخلة التَمْر أو نَخلة البَلَح .
هي شجرة تنتمي إلى الفصيلة الفوفلية ( النخلية سابقًا ) ، وهي شجرة معمرة ، لها ساق ( جذع ) غليظة .
أعلى ارتفاع مسجل لها وَصَل 28.20 مترًا لصنف أمْهَات بمصر .
تتوجها أوراق ريشية كبيرة ( السعف ).
بعد التلقيح يثمر العرجون عن أول طور من أطوار الثمر الخمسة والمُسَمَّى بالحَصَل ، فالبَلَح ( أخضر اللون ) ، فالبُسْر ( يحصل تلون وعادةً ما يكون أصفر ) ، فالرُطب ، وآخره التَمْر .
وفي عصر التوراة كانت النخلة شجرة معروفة في فلسطين ، وفينيقيا خصوصًا بصور وصيدا ( التي عرفها الإغريق والرومان باسم بلاد النخيل ) ، وأفاد المؤرخ اليهودي فلوفيوس جوزفوس في القرن الأول الميلادي عن وجود بساتين للنخيل في أريحا حول بحيرة طبريا على جبل الزيتون .
يُؤكل ثمر النخلة على شكل البسر أو الرطب ، ويؤكل لبعض الأصناف الأخرى على شكل تمر أو بعد أن يجف .
يتراوح طول البلحة من 2,5 – 7,5 سم وهي أسطوانية الشكل .
يبلغ إنتاج النخلة الواحدة حوالي 100 كيلو جرام ويصل إلى 400 كيلو جرام في بعض الأنواع .
يكون البلح بالعموم طريًّا أو نصف جاف أو جافًا ويابسًا .
والبلح ذو قيمة غذائية عالية ويمكن اعتباره غذاء كاملًا حيث يحتوي على السكريات والبروتين وأملاح مثل أملاح البوتاسيوم وفيتامينات .. وهو غذاء يمكن تخزينه بسهولة .
وينتج النخيل ثماره في منتصف الصيف وبعض أنواع النخيل قد يقدم ( يسبق ) في نضج ثماره أو قد يؤخر وذلك مرتبط بصنف النخلة ومكان تواجدها .
يستفيد منها الإنسان إضافة على ثمرها من حيث يصنع من أليافها الحبال ومواد حشوة الأثاث ، ومن أوراقها الزنابيل والقفف والقبعات الشعبية ، ومن جريدها تُصنع السلال ، وأوعية نقل الفواكه والخضراوات ، والأثاث الخفيف مثل الكراسي والأسرة ، ومن نوى التمر تُستخرج زيوت ، وتُستخدم البواقي كعلف للحيوانات .
أما جذع النخلة المقطوعة يستخدم لتسقيف المنازل الريفية ودعامات .
النخل يتحمل العطش وملوحة الأرض ، ويُزرع على شكل خطوط مستقيمة يُستفاد منها في توفير الظل لفسحة الأرض تحتها لزراعة الحمضيات والخضراوات مثل البقدونس وغيره من الخضراوات .
– النخلة .. أصلها ثابت وفرعها في السماء :
شجرة باسقة ، لها ارتباط خاص بالإنسان ، راسخة رسوخ الجبال ، شامخة شموخ الأبطال ، قوامها ممشوق ، وعذوقها دانية ، يهواها من يراها ، ويحبها أصحابها ويعشقها جيرانها ، لا يتساقط ورقها ، ولا يفسد نتاجها ، شكلها فريد ، وطلعها نضيد ، وطعمها لذيذ ، وثمرها مفيد ، هي النخلة ، الشجرة الطيبة كما ضُرب بها المثل في القرآن الكريم ، ” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ ” [إبراهيم : 24] ؛ وذلك لرسوخ أصلها ، وامتداد فروعها إلى السماء ، وهي فوق ذلك جميلة المنظر ، حسنة المخبر ، كثيرة الثمر ، تُؤتي أُكُلها كل حين بإذن ربها .
– النخلة في القرآن :
كما ورد ذكر النخلة في القرآن الكريم في مواضع كثيرة ، فذكرت بصيغة المفرد ( النخلة ) في موضعين :
” فَأَجَاءَهَا الْمَخَاضُ إِلَى جِذْعِ النَّخْلَةِ قَالَتْ يَا لَيْتَنِي مِتُّ قَبْلَ هَذَا وَكُنْتُ نَسْيًا مَنْسِيًّا “. [مريم : 23]
” وَهُزِّي إِلَيْكِ بِجِذْعِ النَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا “. [مريم : 25]
وذُكرت بصيغة المفرد بلفظ ( لينة ) في موضع واحد :
” مَا قَطَعْتُمْ مِنْ لِينَةٍ أَوْ تَرَكْتُمُوهَا قَائِمَةً عَلَى أُصُولِهَا فَبِإِذْنِ اللَّهِ وَلِيُخْزِيَ الْفَاسِقِينَ “. [الحشر : 5]
وذُكرت بصيغة اسم الجنس الجمعي الذي يفيد العموم ( نخل ) في ( 11 ) موضعًا في القرآن الكريم ، كما ذُكرت بصيغة الجمع الأخرى بلفظ ( النخيل ) في ( 7 ) آيات .
– النخلة في الحديث الشريف :
ورد ذكر النخلة في مواضع كثيرة في حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن ذلك أن النبي صلى الله عليه وسلم وصفها بالبركة ، وشَبَّه بركتها ببركة المسلم ، فعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال : كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقال : ” أَخْبِرُونِي بِشَجَرَةٍ تُشْبِهُ أَوْ كَالرَّجُلِ الْمُسْلِمِ لاَ يَتَحَاتُّ وَرَقُهَا وَلاَ وَلاَ وَلاَ ، تُؤْتِي أُكْلَهَا كُلَّ حِينٍ “.
قال ابن عمر : فَوَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، وَرَأَيْتُ أَبَا بَكْرٍ وَعُمَرَ لاَيَتَكَلَّمَانِ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ ، فَلَمَّا لَمْ يَقُولُوا شَيْئًا ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” هِيَ النَّخْلَةُ “.
فَلَمَّا قُمْنَا قُلْتُ لِعُمَرَ : يَا أَبَتَاهُ وَاللَّهِ لَقَدْ كَانَ وَقَعَ فِي نَفْسِي أَنَّهَا النَّخْلَةُ ، فَقَالَ : مَا مَنَعَكَ أَنْ تَكَلَّمَ ؟ قَالَ : لَمْ أَرَكُمْ تَكَلَّمُونَ ، فَكَرِهْتُ أَنْ أَتَكَلَّمَ أَوْ أَقُولَ شَيْئًا ، قَالَ عُمَرُ : لأَنْ تَكُونَ قُلْتَهَا أَحَبُّ إِلَىَّ مِنْ كَذَا وَكَذَا . [أخرجه البخاري]
– من بركة النخيل :
النخيل مبارك ؛ حيث يمكن إعادة استخدامه وتدويره ، ويُستفاد من كل جزء منه ؛ من الجذوع، والخوص ، والسعف ، والجريد ، والشوك ، والتليل ، والكرب ، والشماريخ ، والليف ، وغيرها .
وقد استُخدمت النخلة في بناء مسجد النبي صلى الله عليه وسلم ، فكانت أعمدة المسجد وسواريه من جذوع النخل ، وتم تظليل السقف بجريد النخل ، واستمر الأمر على ذلك إلى خلافة عثمان رضي الله عنه .
– تحنيك المولود :
وارتبطت النخلة بالمسلمين عَبْر سُنَّة النبي محمد صلى الله عليه وسلم في تحنيك المولود ، وفي السحور والإفطار في رمضان ، وفي العيد ، والصدقة وزكاة الفطر ، وغير ذلك .
– غذاء كامل متكامل :
يعتبر التمر أقرب ما يكون إلى الغذاء الكامل المتكامل ؛ فله فوائد غذائية وصحية كثيرة ، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الأهمية الغذائية للتمر ، فقال لزوجه عَائِشَةَ رضي الله عنها : ” يَا عَائِشَةُ، بَيْتٌ لاَ تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ ، يَا عَائِشَةُ بَيْتٌ لاَ تَمْرَ فِيهِ جِيَاعٌ أَهْلُهُ، أَوْ جَاعَ أَهْلُهُ ” ، قَالَهَا مَرَّتَيْنِ أَوْ ثَلاَثًا . [رواه مسلم]
كما أخبر النبي صلى الله عليه وسلم عن الفوائد الطبية للتمر ، وخاصة عجوة المدينة ، واحتوائها على مضادات للسموم والأكسدة ، فقال : ” مَنِ اصْطَبَحَ بِسَبْعِ تَمَرَاتٍ عَجْوَةٍ لَمْ يَضُرَّهُ ذَلِكَ الْيَوْمَ سَمٌّ وَلاَ سِحْرٌ “. [أخرجه البخاري]
– ما أروع النخلة :
أحضر أعرابي ابنه إلى العالِم الخليل بن أحمد الفراهيدي ؛ ليعلمه ، فقال الخليل للابن : امدح هذه النخلة .
قال الفتى : حلوٌ مُجتَنَاهَا ، باسقٌ مُنتَهَاهَا ، ناظرٌ أعلاها .
فقال الخليل : ذِمَّهَا .
قال : صعبةُ المُرْتَقَى ، بعيدةُ المُرْتَجَى ، محفوفةٌ بالأذى .
فقال الخليل : يا بُنَيّ ، نحن إلى التعلم منك أحوج .
– آيات ووقفات :
1- قال الله تعالى : ” وَهُوَ الَّذِي أَنزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجْنَا بِهِ نَبَاتَ كُلِّ شَيْءٍ فَأَخْرَجْنَا مِنْهُ خَضِرًا نُّخْرِجُ مِنْهُ حَبًّا مُّتَرَاكِبًا وَمِنَ النَّخْلِ مِن طَلْعِهَا قِنْوَانٌ دَانِيَةٌ وَجَنَّاتٍ مِّنْ أَعْنَابٍ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُشْتَبِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ ۗ انظُرُوا إِلَىٰ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَيَنْعِهِ ۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكُمْ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ “. [الأنعام : 99]
وفي التفسير : «ومن النخل من طلعها قنوان» أي : جمع قنو وهي عذوق الرطب ، «دانية» أي : قريبة من المتناول ، كما قال علي بن أبي طلحة الوالبي ، عن ابن عباس : «قنوان دانية» يعني بالقنوان الدانية : قصار النخل اللاصقة عذوقها بالأرض .. رواه ابن جرير .
قال ابن جرير : وأهل الحجاز يقولون : قنوان ، وقيس يقولون : قنوان ، وقال امرؤ القيس :
فأثت أعاليه وآدت أصوله ومال بقنوان من البسر أحمرا
قال : وتميم يقولون قنيان بالياء – قال : وهي جمع قنو ، كما أن «صنوان» جمع صنو .
وقوله : «وجنات من أعناب» أي : ونخرج منه جنات من أعناب ، وهذان النوعان هما أشرف عند أهل الحجاز ، وربما كانا خيار الثمار في الدنيا ، كما امتن تعالى بهما على عباده ، في قوله : ” وَمِن ثَمَرَاتِ ٱلنَّخِيلِ وَٱلأَعْنَابِ تَتَّخِذُونَ مِنْهُ سَكَرًا وَرِزْقًا حَسَنًا ” [النحل : 67] ، وكان ذلك قبل تحريم الخمر .
وقال : ” وَجَعَلْنَا فِيهَا جَنَّاتٍ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ “. [يس : 34]
2- قال تعالى : ” وَهُوَ ٱلَّذِيۤ أَنشَأَ جَنَّـٰتٍ مَّعْرُوشَـٰتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَـٰتٍ وَٱلنَّخْلَ وَٱلزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَٱلزَّيْتُونَ وَٱلرُّمَّانَ ” [الأنعام : 141] ، وقال عطاء الخرساني عن ابن عباس رضي الله عنهما : «معروشات» ما عرض من الكرم ، «وغير معروشات» ما لم يعرش بأن ارتفعت على ساق كالنخيل .
3- قال تعالى : ” وَٱضْرِبْ لهُمْ مَّثَلًا رَّجُلَيْنِ جَعَلْنَا لأَحَدِهِمَا جَنَّتَيْنِ مِنْ أَعْنَابٍ وَحَفَفْنَاهُمَا بِنَخْلٍ وَجَعَلْنَا بَيْنَهُمَا زَرْعًا * كِلْتَا ٱلْجَنَّتَيْنِ آتَتْ أُكُلَهَا وَلَمْ تَظْلِم مِّنْهُ شَيْئًا وَفَجَّرْنَا خِلالَهُمَا نَهَرًا ” [الكهف : 32-33] ، وحففناهما بنخل أي محوطتين بنخل محدق في جنباتهما ، وجعلنا بينهما زرعا وفي خلالهما الزروع ، وكل من الأشجار والزروع مثمر في غاية الجودة ولهذا قال تعالى : «كلتا الجنتين آتت اكلها» أي اخرجت ثمارها .
ومن هذه الآية الكريمة يتضح لنا أن استغلال الأرض بزراعة أشجار الفاكهة واحاطتها بالنخيل وزراعة المحاصيل الحولية بين الأشجار أمر موغل في القدم .
4- قال تعالى : ” وَزُرُوعٍ وَنَخْلٍ طَلْعُهَا هَضِيمٌ ” [الشعراء : 148] ، وهضيم أي لطيف لين .. وقد منّ الله سبحانه وتعالى بها على عباده حيث جعلها رزقًا لهم وظلًا من قيظهم وجمالًا لساحتهم .
5- قال تعالى : ” وَنَزَّلْنَا مِنَ ٱلسَّمَآءِ مَآءً مُّبَـٰرَكًا فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّـٰتٍ وَحَبَّ ٱلْحَصِيدِ * وَٱلنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَّهَا طَلْعٌ نَّضِيدٌ “. [ق : 9-10]وكيف لا يمكن للنخلة هذه القيمة ، وقد قام المسلمون الأوائل بتسجيل آيات من القرآن الكريم على عسيب سعفها ، وولد تحت جذعها نبي الله عيسى عليه السلام ، وأحياها الله تعالى لمريم البتول فأكلت منها رطبًا جنيًا .
قال تعالى : ” وَهُزِّىۤ إِلَيْكِ بِجِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ تُسَاقِطْ عَلَيْكِ رُطَبًا جَنِيًّا “. [مريم : 25]والنخلة مُسَخَّرة بأمر الله تعالى لعباده تأتيهم بالخير الوفير والرزق الكبير ، والنعم التي لا تُحصى ولا تُعد .
وقد ذكر الله النخلة في أماكن متعددة ، فهي من الجنة الأسيرة لمالكها ، التي يجد فيها الظل والماء الوفير ، وهي الأمنية الغالية لمن حرمها ولم يحصل عليها ، فهي تشبّه مرة العمل الصالح الذي يقوم به العبد ابتغاء رضوان الله ثم يبطل هذا العمل بالمنّ والأذى ، قال تعالى : ” أَيَوَدُّ أَحَدُكُمْ أَن تَكُونَ لَهُ جَنَّةٌ مِّن نَّخِيلٍ وَأَعْنَابٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا ٱلأَنْهَارُ لَهُ فِيهَا مِن كُلِّ ٱلثَّمَرَاتِ وَأَصَابَهُ ٱلْكِبَرُ وَلَهُ ذُرِّيَّةٌ ضُعَفَآءُ فَأَصَابَهَآ إِعْصَارٌ فِيهِ نَارٌ فَٱحْتَرَقَتْ “. [البقرة : 166]
ومرة يتكلم القرآن الكريم عن الاختلاف والتباين في ثمر النخيل ، اختلاف في شكله وحجمه ، واختلاف في لونه وصنعته ، واختلاف في صغره وكبره ، وكل هذه الاصناف تسقى من ماء واحد ، وتنبت في تربة واحدة ، ومع ذلك يوجد هذا التباين حتى في الطعوم ، قال تعالى : ” وَفِي ٱلأَرْضِ قِطَعٌ مُّتَجَاوِرَاتٌ وَجَنَّاتٌ مِّنْ أَعْنَابٍ وَزَرْعٌ وَنَخِيلٌ صِنْوَانٌ وَغَيْرُ صِنْوَانٍ يُسْقَىٰ بِمَآءٍ وَاحِدٍ وَنُفَضِّلُ بَعْضَهَا عَلَىٰ بَعْضٍ فِي ٱلأُكُلِ “. [الرعد : 4]
قال ابن عباس والضحاك وقتادة : «الصنوان» هي النخلات في أصل واحد أي الأم وبناتها حين تترك لكي تنمو الى جوارها وتثمر معها ، و«غير الصنوان» النخلات .
– أصناف النخيل :
سجلت المصادر العلمية وجود أكثر من 500 صنف من النخيل مسجلة في مختلف الأقطار التي تُزرع فيها ، 90% من هذه الأصناف توجد في الوطن العربي ، معظمها في الجزيرة العربية .
أهم الأصناف المزروعة في المملكة العربية السعودية هي :
- الأصناف الحلوة :
سُميت كذلك لحلاوة مذاقها فهي تؤكل بلحًا ورطبًا وتمرًا .. تنتشر زراعة الأصناف الحلوة في منطقة حائل والمدينة المنورة والقصيم وغيرها ، ولكن أطيب منابتها منطقة الجوف شمال المملكة العربية السعودية .
- الأصناف السكرية :
سُميت بهذا الاسم ؛ لأن مذاق تمرها كمذاق السكر ، وهي تُزرع في القصيم وفي وسط نجد ، وهي منتشرة في مختلف مناطق المملكة مثل صنف السكري .
- الأصناف البرحية :
وهي خيار تمر النخيل في ناحيتي طيب مذاقه بلحًا هضيم في ذاته ، مهضم ما قبله من الغداء ، وهذا الصنف منتشر في معظم مدن المملكة العربية السعودية ، وهو من أكثر أصناف النخل التي زُرعت في الولايات المتحدة الأمريكية .
والموطن الأصلي له العراق وخاصة منطقة البصرة .
- صنف الخلاص :
يُزرع في منطقة الإحساء شرقي المملكة العربية السعودية ، وهذا الصنف نقي ، وجودته عالية ، وطيب المذاق .
- صنف الصفري :
وتشتهر فيه مناطق جنوب نجد ومنطقة بيشة وتربة ورنيه .. وهو صنف لونه أصفر ويحافظ على لونه ومذاقه وصلاحيته للاستهلاك فترة أطول من أي صنف آخر من التمور ، وهو يؤكل رطبًا وتمرًا .
- صنف الغبرة :
تشتهر فيه المدينة المنورة .. وهذا الصنف من أفضل التمور وتسميتها مأخوذة من لون تمرها ذي الشكل العنبري .
- صنف الخضراوي :
اسمها من لونها .. وهو نخيل جيد ذو صفات عالمية ، ويُزرع في ليبيا وبلدان المغرب العربي ، ومنها انتشرت زراعته في البلدان الأخرى .. لونه أصفر مائل إلى الخضرة ، ولبلحه عند الاستواء بريق يكاد يشع كأنه مموه بالذهب .
- صنف نبتة سيف :
وهو من نخيل منطقة الرياض ، ويعتبر من أصناف النخيل الممتازة ، وهي أطيب نخلة في منطقة الرياض ، وتتساوى في جودتها مع أصناف الخلاص والبرحي والسكري .
- صنف نبتة سلطان :
هو صنف جديد وممتاز ، ولقد انتشرت زراعة هذه النخلة في مناطق المملكة العربية السعودية في السنين الأخيرة .
وهناك أصناف من النخيل تفوق الحصر في مختلف مناطق زراعة النخيل في العالم تحمل أسماء الأشخاص الذين استنبتوها أو المناطق التي استنبتت فيها أو تحمل أسماء أخرى من قبيل ما ذكر أعلاه .
– أنواع أخرى :
بالإضافة إلى نخيل البلح ، تُستخدم أنواع أشجار النخيل الأخرى في الكثير من الأعمال التنسيقية والتزينية للشوارع والجزر الوسطية والحدائق .
ويمكن تلخيص ذلك في الآتي :
الزراعة كنماذج فردية بعيدًا عن بعضها من الأشجار في الحدائق الطبيعية ، والمنتزهات العامة ، على أن يكون لكل شجرة نخيل شخصية مستقلة بذاتها .
ومن أهم الأنواع الملائمة للزراعة كنماذج فردية في التنسيق الخارجي : الكناري ، البلح ، كاميروبس ، ليفستونيا .
والزراعة في مجموعات بحيث تكون كل مجموعة مؤلفة من ثلاث إلى خمس نخلات من نوع واحد ، وتبعد كل مجموعة عن غيرها خمسة أمتار بحيث لا تقع ظلالها على بعضها .
ومن أهم الأنواع الملائمة للزراعة في مجموعات في الحدائق : النخيل المتقزم ، سابال (ذيل الطاووس) ، واشنجتونيا ، كاريوتا (ذيل السمكة) .
وتستخدم في تجميل الشوارع والميادين ، حيث يُستعمَل بعض أنواعها في تشجير جوانب الطرق أو وسط الجزر في الشوارع في صفوف منتظمة حيث لا تعوق حركة المرور لطبيعة نموها غير المتفرع ولتوفير الظل وجمال المنظر .
ومن أهم الأنواع الملائمة للزراعة في الشوارع : الكناري ، ليفستونيا ، سابال ، واشنجتونيا ، الملوكي الزراعة كمنظر أمامي للمباني الكبيرة ، خاصة الرسمية أو ذات الطابع الشرقي .
الزراعة كمنظر خلفي : ويُقصد به الزراعة خلف النباتات وفي خلفية المنظر وفي صفوف منتظمة بحيث يُستخدَم النخيل في تحديد أبعاد الحديقة عن طريق زراعته في المنظر الخلفي وتحديد منظر المنزل الخلفي ووضعه في برواز طبيعي جميل .
تستخدم أشجار النخيل صغيرة الحجم في الأصل كنباتات تنسيق داخلي وذلك لجمال أشكالها في الداخل .
ومن أهم الأنواع الملائمة للزراعة في أوعية التنسيق الداخلي : كاميدوريا ، روبليني ، كنثيا ، سيفورثيا .
– الكلمة الطيبة :
ما أروع هذا المثل -ورب الكعبة- ، ضربه الملك جل في علاه للناس ؛ لعلهم يتذكرون .
قال تعالى : ” أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ ٱللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي ٱلسَّمَآءِ * تُؤْتِيۤ أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ ٱللَّهُ ٱلأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ “. [إبراهيم : 24-25]
فالكلمة الطيبة صدقة آثارها ممتدة إلى يوم القيامة ، وهناك أشجار طول جذورها ثلاثون مترًا ممتدة هكذا ، كلمة ثابتة وفرعها في السماء فهذه الكلمة لها جذور عميقة متعلقة بمنهج الله ومتعلقة بوجودك في الدنيا ومتعلقة بالآخرة تنطلق هذه الكلمة الطيبة من مبادئ وقيم وصلة بالله تعالى .
من صفاتها أنها تؤلف القلوب ، وتصلح النفوس ، وتذهب الحزن ، وتزيل الغضب ، وتشعر بالسعادة ، فشَبَّه الله تعالى شجرة ” لا إله إلا الله ” في القلب بالشجرة الطيبة الثابتة الأصل الباسقة الفرع في السماء علوًا والتي لاتزال تؤتي ثمرتها كل حين ، فمن رسخت كلمة التوحيد في قلبه بحقيقتها ويشهد بها لسانه وتصدقها جوارحه ، فهذه الكلمة الطيبة تثمر كلامًا طيبًا يقارنه العمل الصالح فيرفع بهذا العمل إلى الكلم الطيب ، فإذا كانت النخلة شجرة طيبة فالمؤمن المشبه بها أولى ان يكون كذلك .
فكما أن الشجرة لا بد أن يكون لها عروق وساق وفروع وورق وثمر ، فكذلك شجرة الإيمان والإسلام فعروقها العلم والمعرفة واليقين ، وساقها الإخلاص ، وفروعها الأعمال ، وثمرتها ما توجبه الأعمال الصالحة من العمل الصالح .
فالكلمة الطيبة هي كلمة الإخلاص لله ، كلمة تحصل بها النجاة والفلاح .
– قالوا في النخل :
- كُنْ كالنخل عن الأحقاد مرتفعًا … يُرمَى بالحجر فيلقي أطيب الثمرِ
- شباب الوطن مثل النخل ، لا ينحني رأسه ، ولا ينثني لأحد أبدًا .
- كُن مثل النخل صبورًا لا تهزك الرياح ، قد تميل قليلًا ، لكنك تصمد في مكانك .
- مَثَلُ المؤمن كَمَثَل شجرة النخل ، فهي شجرة لا تسقط أوراقها ، ثابتة الشكل الظاهري ، وثابتة الأصل ، وتتصف بسمو الفرع ، والنفع الدائم .
- النخلة كريمة بعطائها ، حتى لو قطعت أطرافها .
- كن كالنخل كريمًا يكثر من الصدقة للطيور ، والعصافير .
- ألا ترى أن النخل ينمو في الفلا سمقًا … والورد يزهر في منتصف الحجرِ
- كن كالنخل يتحمل العطش ، وملوحة الأرض ، ويوفّر الظل لفسحة واسعة من الأرض .
- شجرة النخل هي شجرة التحدي ؛ فهي تعيش في البيئات القاسية ، ومورد متعدد الاستخدامات ، تثمر صيفًا ، وطرحها يؤكل طول العام .
- شجرة النخل رمز للصلابة والصبر .