هذا خلق الله

لبن العصفور

– لبن العصفور :

يُضرَب به المثل للدلالة علي جلب المستحيل .

ونحن نتساءل : هل للعصفور لبن فعلًا ؟!

وإجابة السؤال للوهلة الأولى سيكون : بالطبع لا ؛ فاللبن أو الحليب المعروف لنا مصدره الثدييات فقط على اختلاف أنواعها ، وهي من تملك القدرة علي إفراز هذه المادة ، كما أن الطيور ليست من الثدييات .

إذن ما هو لبن العصفور؟!

وُجد أنه في زمن حضانة البيض يتحور النسيج الداخلي لحويصلة الطائر مكونًا مادة دهنية ؛ فيزداد سُمك الغشاء المبطن لهذه الحويصلة فيبلغ في الإناث ملليمترًا ونصف ، وفي الذكور ثلاثة ملليمترات ، فتتكون مادة أشبه في تركيبها بالحليب العادي إلا أنها تكون علي هيئة فتات هش تحتوي في تركيبها علي مادة عالية التركيز من البروتينات والدهون ، وسكر اللاكتوز ، وهي تتشابه في التركيب مع مكونات لبن الأبقار والجاموس .

يبدأ إنتاج لبن الحويصلة قبل بضعة أيام من فقس البيض ، وغالبًا ما ينقطع الأبوان لتناول الطعام في هذه المرحلة من أجل أن يكونا قادرين على تزويد الفراخ بالمادة اللبنية الخالية من البذور ، و التي تكون الفراخ الصغيرة غير قادرة على هضمها .

تتم تغذية الفراخ الصغيرة بلبن الحويصلة النقي خلال الأسبوع الأول من عمرها أو نحو ذلك .
بعد هذا يبدأ الأبوان بإدخال نسبة من غذاء البالغين .

ولعلنا جميعًا نرى كيف تضع العصفورة منقارها في فم فراخها معتقدين أنها تطعمهم فقط حبة شعير أو قمح ، ولكنها في الواقع تطعمهم لبنًا حقيقيًّا يكون في الحويصلة ، وتقوم باسترجاعه إلى فمها ؛ ومن ثم إلى منقارها ومنه إلى فراخها .

فسبحان من خلق فسوى فأبدع .. سبحان الله العظيم .

ندعوكم لقراءة : الخالق المبدع

من عجيب صنعه :

قال الشافعي : ورقة التوت تدل على الله سبحانه وتعالى .. قالوا : كيف ذلك يا إمام ؟
قال الإمام : ” تأكلها الدودة فتخرج حريرًا طريًا ، وتأكلها النحلة فتخرجها عسلًا شهيًا ، وتأكلها الشاة فتخرج لبنًا صفيًا ، وتأكلها الغزالة فتخرجها مسكًا زكيًا ؛ فالمادة واحدة ، والصفة مختلفة ، فمن الصانع ؟
إنه الله جل في علاه .
” هَـٰذَا خَلْقُ ٱللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ ٱلَّذِينَ مِن دُونِهِ “. (لقمان : 11)

وشَبَّه الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله كيفية الخلق ، بقلعة حصينة ملساء لا فرجة فيها ، ظاهرها كالفضة المذابة ، وباطنها كالذهب الإبريز ، ثم انشقت الجدران ، وخرج من القلعة حيوان سميع بصير !!
وعني بالقلعة : البيضة ، وبالحيوان : الفرخ ، وبالفضة : البياض ، وبالذهب : الصفار ، وكيف خُلق منها حيوان ” الكتكوت ” ، يسمع ويبصر ، ويغدو ويروح .. أفيحدث هذا من ذاك بلا صانع ؟!

– قدرة الملك عز وجل :

قال البخاري : قوله : ” وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ ” ، حدثنا آدم ، حدثنا شيبان ، عن منصور ، عن إبراهيم ، عن عبيدة ، عن عبد الله بن مسعود قال : جاء حبر من الأحبار إلى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال : يا محمد : إنا نجد أن الله -عز وجل- يجعل السماوات على إصبع ، والأرضين على إصبع ، والشجر على إصبع ، والماء والثرى على إصبع ، وسائر الخلائق على إصبع .. فيقول : أنا الملك .. فضحك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- حتى بدت نواجذه ، تصديقًا لقول الحبر ، ثم قرأ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- : ” وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدْرِهِ وَٱلأَرْضُ جَمِيعًا قَبْضَتُهُ يَوْمَ ٱلْقِيَـٰمَةِ وَٱلسَّمَـٰوٰتُ مَطْوِيَّاتٌ بِيَمِينِهِ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَىٰ عَمَّا يُشْرِكُونَ ” (الزمر : 67).

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى