بر الوالدين يكفي
بر الوالدين يكفي :
قال ابن عباس رضي الله عنهما :
” ما من مؤمن له أبوان فيصبح ويمسي وهو محسنٌ إليهما إلا فتح الله له بابين من الجنة “.
كانت امرأة تعمل السحر ، فقدمت المدينة تسأل عن توبتها ، فسألت الصحابة ، فقالوا :
” لو كان أبواك حيين أو أحدهما يكفيانك “.
قال الحاكم : فيه إجماع الصحابة على أن بر الوالدين يكفيانها .
( جامع العلوم والحكم / ابن رجب ).
- بر الوالدين والجهاد :
بر الوالدين مُقَدَّم على الجهاد في سبيل الله ؛ وذلك مصداقًا لما رواه عبدالله بن مسعود رضي الله عنه ، عن المعلم صلى الله عليه وسلم ، قال ابن مسعود رضي الله عنه : سألتُ النبي صلى الله عليه وسلم : أيُّ العمل أحبُّ إلى الله ؟
قال : ” الصلاة على وقتها “ ، قلت : ثم أيّ ؟ قال : ” بر الوالدين ” ، قلتُ : ثم أيّ ؟ قال : ” الجهاد في سبيل الله “.
( متفق عليه ).
فهنيئًا ، ثم هنيئًا لمن جاهد نفسه وعصى الشيطان ، وأرضى الكريم المنان ؛ فبر والديه وقابل الإحسان بالإحسان ، ونال محبة الرحمن.
- مع الذكي الألمعي :
لما ماتت أم إياس بن معاوية المزني ( الذي كان مضرب المثل في الذكاء ) بكى .
فقيل له : ما يبكيك ؟
قال : كان لي بابان مفتوحان من الجنة فأُغلٌق أحدهما .
- مع الأحنف بن قيس :
سُئل الأحنف ( وكان مضرب المثل في الحلم ) عن المروءة .. فقال : التفقه في الدين ، وبرُّ الوالدين ، والصبر على النوائب .
- كن من الصديقين :
من حافظ على بر والديه فهو من الصديقين ؛ وفي هذا يقول الحافظ ابن حجر رحمه الله : المحافظة على بر الوالدين ، أمر لازم متكرر دائم ، لا يصبر على مراقبة أمر الله فيه إلا الصديقون .
- الشكر للوالدين :
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله :
ليعلم البار بالوالدين أنه مهما بالغ في برهما لم يفِ بشكرهما .
وقال أيضًا : برهما يكون بطاعتهما فيما يأمران به ما لم يأمرا بمحظور ، وتقديم أمرهما على فعل النافلة ، واجتناب ما نهيا عنه ، والإنفاق عليهما ، والمبالغة في خدمتهما ، واستعمال الأدب والهيبة لهما ، ويصبر على ما يكرهه مما يصدر عنهما .
تقديم خدمة الوالدة على صلاة النافلة : قال محمد بن المنكدر : بات أخي عمر يصلي ، وبت أغمز قدم أمي ، وما أحب أن ليلتي بليلته .. قال الحافظ ابن حجر رحمه الله في ذلك : وفيه إيثار إجابة الأم على صلاة التطوع ؛ لأن الاستمرار نافلة ، وإجابة الأم وبرها واجب .
عدم الرحلة في طلب العلم طاعةً للوالدة :
محمد بن بشار بن داود بن كيسان الحائك ، لم يرحل برًا بأمه ، واقتنع بحديث بلده .
ندعوكم لقراءة : جناح الذل من الرحمة
- أطاع أباه ؛ فأكرمه الله :
قال الحسن بن عبد الوهاب بن عبد الحكم : كنتُ قد اعتزمت على الخروج إلى سر من رأي ، في أيام المتوكل ، فبلغ ذلك والدي ، فقال لي : يا حسن ما هذا الذي بلغني عنك ؟
قلت : يا أبت ما أريد بذلك إلا التجارة .
فقال لي : إن خرجت لن أكلمك أبدًا .
فلم أخرج وأطعته .
فجلست ، فرزقني الله بعد ذلك فأكثر ، ولله الحمد .
- لا ، وألف لا للعقوق :
لا تكن عاقًّا لوالديك تحت جميع الظروف ، وقدِّم لهما كل معروف .
قال العلامة ابن عثيمين رحمه الله : تجد أهل العقوق دائمًا في حسرة ، وفي ضيق ، وفي وساوس ، وربما يُضيقُ رزقُهم ؛ بسبب عقوقهم ، وعدم القيام ببر الوالدين .
قال ابن حجر رحمه الله : من لم يبر والديه مع وفور حقهما عليه كان لغيرهما أقل برًّا .
- فيهما فجاهد :
ما أعظم هذا الدين ، وما أروع ما علمنا رسول رب العالمين ، فهو رؤوف رحيم بالمؤمنين .
هيا لنرى ونسمع ، ونسمع الدنيا بأسرها عن الرحمة المهداة ، والنعمة المسداة ، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، وهو ينصح الذي جاء ليجاهد في سبيل الله ، وله والدان ، وطلب منه أن يجاهد في والديه .
جَاءَ رَجُلٌ إلى النبيِّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ ، فَاسْتَأْذَنَهُ في الجِهَادِ ، فَقَالَ : ” أحَيٌّ والِدَاكَ؟ ” ، قَالَ : نَعَمْ ، قَالَ : ” فَفِيهِما فَجَاهِدْ “.