ربنا الله ﷻ

لفظ الجلالة في القرآن

لفظ الجلالة في القرآن :

لله در الإمام الشافعي القائل :

يا صاحبَ الهمِّ إنَّ الهمَّ مُنْفَرِجٌ … أَبْشِرْ بخيرٍ فإنَّ الفارجَ اللهُ

اليأسُ يَقْطَعُ أحيانًا بصاحِبِهِ … لا تَيْأسَنَّ فإنَّ الكافيَ اللهُ

اللهُ يُحْدِثُ بعدَ العُسرِ مَيْسَرَةً … لا تَجْزَعَنَّ فإنَّ القاسمَ اللهُ

إذا بُلِيتَ فثقْ باللهِ، وارْضَ بهِ … إنَّ الذي يَكْشِفُ البَلْوَى هو اللهُ

واللهِ مَا لَكَ غيرُ اللهِ مِن أحدٍ … فحَسْبُك اللهُ في كلٍّ لكَ اللهُ

ورد ذكر لفظ الجلالة ” الله ” في القرآن الكريم المُحكم 2699 مرة ، موزعة على 85 سورة .

أما السور التي لم يرد فيها اسم الجلالة فعددها تسع وعشرون سورة ؛ كلها في النصف الثاني من القرآن الكريم وهي : القمر ، الرحمن ، الواقعة ، القلم ، القيامة ، المرسلات ، عم ، عبس ، المطففين ، الطارق ، الفجر ، البلد ، الليل ، الضحى ، الشرح ، القدر ، الزلزلة ، العاديات ، القارعة ، التكاثر ، العصر ، الفيل ، قريشز، الماعون ، الكوثر ، الكافرون ، المسد ، الفلق ، الناس .

أما غير هذه السور فقد ورد فيها اسم الجلالة إما مكررًا أكثر من مرة وإما مرة واحدة ، وقد جاء مفردًا في ثلاث عشرة سورة هي : السجدة ، ق ، الحاقة ، المعارج ، النازعات ، التكوير ، الانفطار ، الانشقاق ، الأعلى ، الغاشية ، التين ، العلق ، الهمزة ، وهي كذلك كلها في النصف الثاني من القرآن الكريم .

وفي بعض السور تجد كل آية ذُكر فيها اسم الجلالة مرة أو أكثر جاء ذلك في سورة المجادلة .

الله عزّ وجلّ : هو : عَلَمٌ على ربّنا الإله المستحقّ للعبادة سبحانه وتعالى .

– معنى لفظ الجلالة وأصل اشتقاقه :

اختلف العلماء في كون لفظ الجلالة مشتقّا أو جامدًا على قولين :

الأوّل : أنّه مشتقّ من الألوهيّة والإلهيّة ، وهي العبوديّة ، تقول العرب : أله الشّيءَ أي : عبده وذلّ له. فأصل كلمة ( الله ) كما قال الكسائي والفرّاء وأبو الهيثم : الإله ، حذفوا الهمزة وأدخلوا الألف واللاّم ، ثمّ أُدغمت اللاّم في الأخرى .

فالله جلّ في علاه ، من إله بمعنى مألوه أي : معبود ، ككتاب بمعنى مكتوب ، وفراش بمعنى مفروش ، وبساط بمعنى مبسوط ، وإمام بمعنى مأموم يقصده النّاس .

وروى الطّبريّ عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال :
{ هو الّذي يألهُه كلّ شيءٍ ، ويعبده كلّ خلق }.

وعن الضحّاك عن ابن عبّاس رضي الله عنهما قال :
{ الله ذو الألوهيّة والعبوديّة على خلقه أجمعين }.

– الألوهية هي العبادة :

قال ابن سيده : والإلاهة والألوهة والألوهية : العبادة ، وقد قرأ ابن عبّاس : ( وَيَذَرَكَ وَإَلاَهَتَكَ ) -بكسر الهمزة- أي : وعبادتك .

القول الثّاني : أنّ لفظ الجلالة جامد ، ويُنقل القول بعدم اشتقاقه عن الخليل – كما في [ لسان العرب ] – وسيبويه – كما في [ أوضح البرهان في تفسير أمّ القرآن ] للمعصومي – وكثير من الأصوليّين ، ولكنْ في نسبة ذلك إلى سيبويه نظر .

وقال ابن القيّم في [ بدائع الفوائد ] (1/26) : { زعم أبو القاسم السّهيلي وشيخه ابن العربي أنّ اسم الله غيرُ مشتقّ }.

ندعوكم لقراءة : القرآن كتاب ربي

– مكانة هذا الاسم العظيم :

اسم ” الله ” جلّ جلاله هو الاسم الجامع ، وعلم الأعلام ، ولهذا كان له خصائص كثيرة ، منها :

1- أنّه علم اختصّ به ، وحتّى أعتى الجبابرة لم يتسمّ به .

2- تُضاف الأسماء إليه ، ولا يُضاف إليها ، فيقال : الرّحمن الرّحيم من أسماء الله ، ولا يقال : الله من أسماء الرّحمن الرّحيم ، حتّى إنّه قال :” وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا “. (الأعراف : 180)
وقال : ” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ . هُوَ اللَّهُ الَّذِي لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ “. (الحشر : 22-23)

3- أنّه لا يصحّ إسلام أحد من النّاس إلاّ بالنّطق به ، فلو قال : لا إله إلاّ الرّحمن ، لم يصحّ إسلامه عند جماهير العلماء .

4- ولا تنعقد صلاة أحد من النّاس إلاّ بالتلفّظ به ، فلو قال : الرّحمن أكبر ! لم تنعقد صلاته .

– معيار التميز :

كتب الدكتور أحمد محمد المناوي يقول :

ميّز اللَّه القرآن الكريم عن سائر كتبه ، بأن جعل اسمه أكثر كلمة تكرَّرت فيه .

وميّز اللَّه سورة الفاتحة ، وجعلها أعظم سور القرآن ، ولذلك وضع اسمه في أوّل آية فيها .

وميّز اللَّه سورة الإخلاص بأن جعلها تعدل ثلث القرآن ، ولذلك وضع اسمه في أوّل آية فيها .

وميّز اللَّه آية الكرسي بأن جعلها أعظم آية في القرآن ، ولذلك بدأها باسمه .

وميّز اللَّه عزّ وجلّ بعض السور ، كما ميّز بعض الآيات فوضع فيها اسمه .

إذًا معيار التميّز الأوّل هو اسم اللَّه !

إن عدد سور القرآن 114 سورة ورد اسم اللَّه في 85 سورة منها ، ولم يرد في 29 سورة .

عدد آيات القرآن 6236 آية ورد اسم اللَّه في 1825 آية منها ، ولم يرد في 4411 آية منها .

– آية الكرسي :

” اللّهُ لاَ إِلَـهَ إِلاَّ هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لاَ تَأْخُذُهُ سِنَةٌ وَلاَ نَوْمٌ لَّهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الأَرْضِ مَن ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلاَّ بِإِذْنِهِ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلاَ يُحِيطُونَ بِشَيْءٍ مِّنْ عِلْمِهِ إِلاَّ بِمَا شَاء وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَلاَ يَؤُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ “. (البقرة : 255)

زر الذهاب إلى الأعلى