ربنا الله ﷻ

عندما يحبك الله

عندما يحبك الله :

إذا أحب الله تعالى العبد ؛ وهذا فيه إثبات صفة المحبة لله -تبارك وتعالى- أن الله يُحِب كما أنه يُحَب ، فالله يحب بعض الأعمال ، كما أنه يحب بعض عباده ؛ محبة تليق بجلاله وعظمته ، ليس كمحبة المخلوقين .

فالله تبارك وتعالى يحب المحسنين ، ويحب التوابين ، ويحب المتطهرين ، ويحب المتقين ، ويحب المتوكلين ، ويحب أصنافًا كثيرة من البشر ذكرهم في قرآن يُتلَى إلي يوم الدين .

فكن -يا من تريد أن يحبك الله- من هذه الأصناف الطيبة التي ذكرها رب العزة في كتابه العزيز ، أو ممن تحدث عنهم رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم في أحاديثه الشريفة .

قال الله تبارك وتعالى في محكم التنزيل :
” وَأَنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّـهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “. (البقرة : 195)

وقال سبحانه وبحمده :
” إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ التَّوَّابِينَ وَيُحِبُّ الْمُتَطَهِّرِينَ “. (البقرة : 222)

وقال عز وجل :
” بَلَى مَنْ أَوْفَىٰ بِعَهْدِهِ وَاتَّقَىٰ فَإِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَّقِينَ “. (آل عمران : 76)

وقال تعالى في عليائه :
” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ “. (آل عمران : 159)

وقال جل شأنه :
” إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِهِ صَفًّا كَأَنَّهُم بُنْيَانٌ مَّرْصُوصٌ “. (الصف : 4)

وقال تبارك اسمه :
” الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “. (آل عمران : 134)

وقال جل في علاه :
” لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا إِذَا مَا اتَّقَوا وَّآمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ ثُمَّ اتَّقَوا وَّآمَنُوا ثُمَّ اتَّقَوا وَّأَحْسَنُوا وَاللَّـهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ “. (المائدة : 93)

– وفي الحديث النبوي الشريف :

عن أبي هريرة رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :

” إن الله تعالى إذا أحب عبدًا دعا جبريل ، فقال : إني أحب فلانًا فأحببه ، فيحبه جبريل ، ثم ينادي في السماء ، فيقول : إن الله يحب فلانًا فأحبوه ، فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ، وإذا أبغض عبدًا دعا جبريل ، فيقول : إني أبغض فلانًا فأبغضه ، فيبغضه جبريل ، ثم ينادي في أهل السماء : إن الله يبغض فلانًا فأبغضوه ، ثم توضع له البغضاء في الأرض “.
( رواه البخاري ، كتاب بدء الخلق ، باب ذكر الملائكة ، برقم : 3209 ).

ندعوكم لقراءة : كن مع الله

– عندما يحبك الله :

عندما يُحبك الله ؛ يجعل عملك كله صالحًا ، ولوجهه الكريم خالصًا ، ولا يجعل فيه لأحدٍ غيره شيئًا .

عندما يحبك الله ؛ يوقظك لصلاة الفجر ، وكثير من الناس نيام .

عندما يحبك الله ؛ يصطفيك من بين عباده ويسوقك بلطفه الخفي العجيب إلى طاعةٍ أنت غافل عنها .

عندما يُحبك الله ؛ يختارك من بين خلقه -على كثرتهم- ويستخرجك لتساعد محتاجًا ضاقت عليه الحيلة ، فيرحمك كما رحمته ، ويكون هذا المحتاج رحمة بك وبركة عليك ، وأنت لا تدري !

عندما يحبك الله ؛ يجعلك بارًّا بوالديك ؛ كما يقول ربك ويأمر .

عندما يحبك الله ؛ يجعلك من أهل الإحسان إلى الجيران ، بل وإلى الناس جميعًا ، فهو القائل : ” وقولوا للناس حسنا “.

عندما يحبك الله ؛ يجعلك داعيًا إليه معرّفًا به وبشريعته ، تحمل في كلماتك نورًا يستضيء به جاهل ، ويهتدي به ضالٌّ ، ويستفيق به غافل .

عندما يُحبك الله ؛ يقيمك بين يديه في جوف الليل في وقت ينام فيه الخلق ، ويقطع آخرون ليلهم بالمعاصي والفجور .

عندما يحبك الله ؛ يقذف في قلبك حب كتابه ، ويشرح صدرك لمراجعته وضبطه .

عندما يحبك الله ؛ يحبب إليك العلم ، وييسر لك الأسباب ، ويصرف عنك الموانع ، ويجعل في قلبك نورًا ؛ فمنه تفهم وبه تبصر وتنتفع.

عندما يحبك الله ؛ سينعكس حُبُّه على وجهك ، ويسخر لك الأرض ومن عليها ، وستجده دائمًا عندما تحتاجه يراقبك ستشعر معه بالحماية والأمان .

عندما يُحبك الله ؛ يجعلك من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه .

عندما يحبك الله ؛ يجعلك ممن يتبعون رسوله محمدًا صلى الله عليه وسلم في أمره كله ، قال الملك جل في علاه :
” قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ۗ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَّحِيمٌ “. (آل عمران : 31)

زر الذهاب إلى الأعلى