من المؤمنين رجال
من المؤمنين رجال بكل ما تحمله الكلمة من معني ، ومنهم :
1- يا خراشي :
– نداء اعتاده المصريون خلال فترة زمنية معينة .. تُرى ما أصل هذه الحكاية .. تعالوا نتعرف عليها من خلال الخبير والباحث في التراث المصري ليكشف لنا أصل الكلمة .
– قال الخبير والباحث في التراث المصري ( شعيب عبد الفتاح ) : إن أصل كلمة ” يا خراشي ” التي يقولها المصريون للتعبير عن حال صدمة أو مفاجأة ، يعود إلى ” محمد الخرشي ” – أول شيخ للجامع الأزهر الشريف .
– وبحسب موقع ( أخبار اليوم ) المصري ، فإن اسم هذا الشيخ الذي يعتبر أحد كبار العلماء المسلمين ” أبوعبد الله محمد بن جمال الدين عبد الله بن علي الخرشي المالكي ” ، ونطقها العامة وبعض المؤرخين في مصر ” الخراشي ” نسبة إلى قريته أبي خراش ، بمحافظة البحيرة .
– هذا وأشار شعيب عبد الفتاح أن الشيخ محمد الخرشي كان معروفًا بنصرته للحق وقوة كلمته ، وأن الكثيرين كانوا يستغيثون به لنصرتهم ونجدتهم من تعنت كبار الموظفين وقت أن كانت مصر ولاية عثمانية ، ووصل الأمر إلى أن صارت استغاثة ” يا خراشي ” هي النداء الشعبي لشيخ الأزهر ؛ كي ينصرهم علي الظلم الواقع عليهم .
– وأوضح أن كلمة ” يا خراشي ” كانت دليلًا على قوة الأزهر وشيخه .
– وكشفت ( أخبار اليوم ) أن الشيخ الخرشي تولى مشيخة الأزهر في سنة 1679م ، وكان يبلغ من العمر نحو 80 عامًا ، واستمر في المشيخة حتى توفي في عام 1690م عن عمر ناهز الـ91 عامًا ، ودُفن مع والده بوسط قرافة المجاورين ، الموجودة بالدرّاسة .
رحمه الله رحمة واسعة .
2- المنشاوي وعبد الناصر :
– رفض الشيخ ” محمد صديق المنشاوي ” قراءة القرآن أمام الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ؛ عندما دعاه أحد الوزراء آنذاك قائلًا :
{ سيكون لك الشرف بحضورك حفلًا يحضره الرئيس عبدالناصر } ، رد عليه المنشاوي قائلًا : { ولماذا لا يكون هذا الشرف لعبد الناصر نفسه أن يسمع القرآن بصوت محمد صديق المنشاوي } ..
وقال بعدها : { لقد أخطأ عبدالناصر حين أرسل إليّ أسوأ رسله } ، ولم يحضر هذا الحفل ولم يقرأ أمام عبدالناصر !!
– ولقد نشأ الشيخ -رحمه الله- في بيت قرآني ؛ فقد كان أبوه وجده من أشهر قراء القرآن الكريم في مصر ، ولاسيما في الصعيد .. ولقد استطاع المنشاوي أن يحجز مقعدًا رئيسيًّا بين عمالقة دولة التلاوة المصرية والعربية والإسلامية .
رحمه الله رحمة واسعة .
3- الإمام الباقلاني :
– الإمام ” أبو بكر الباقلاني ” كان معروفًا بالنباهة والذكاء ، وقوة الحُجة ، وذات يوم كان في مناظرة مع راهب نصراني ، قال له الراهب : أنتم المسلمون عنصريون !
رد عليه أبو بكر: ولماذا ؟
قال الراهب تبيحون لأنفسكم زواج الكتابية -اليهودية والنصرانية- ، ولكن لا تبيحون لغيركم الزواج ببناتكم .
رد عليه الإمام العلم بقوله :
{ نحن نتزوج اليهودية ؛ لأننا آمنا بموسى ، ونتزوج النصرانية لأننا آمنا بعيسى !
وأنتم متى ما آمنتم بمحمد زوجناكم بناتنا ! }
فسكت الراهب من الخجل .
كان القساوسة يخافون من مناظرته ، والنقاش معه في أمور الدين أمام الملأ !
– أرسله أحد ملوك العراق إلى القسطنطينية عاصمة المسيحية الشرقية آنذاك ؛ ليناظر القساوسة ، وعندما سمع ملك القسطنطينية عن قدومه أمر بأمر غريب !
أمر الملك أن يقصر بابه ؛ لكي ينحني الإمام أبو بكر الباقلاني ويظهر عليه الذل !
وعندما جاء الإمام الباقلاني فهم حيلة الملك ؛ فأدار ظهره ودخل على الملك بظهره ..
فأصبحت الإهانة متحولة إلى الملك أمام حراسه وأمام رجال دولته .
وعندما دخل قام بتحية الملك ورجاله ، وقال للراهب الأكبر : كيف حال الزوجة والأولاد ؟!
غضب الملك وقال له : ألم تعلم أن رهباننا لا يتزوجون ولا ينجبون الأطفال ؟
فرد عليه قائلًا : { الله أكبر ، تنزهون رهبانكم عن الزواج والإنجاب ، ثم تتهمون ربكم أنه تزوج مريم وأنجب عيسى ! }
فبُهت الحاكم من أعجوبة الرد ومن قوته ومن الدليل القوي والذي أصبح حاضرًا أمام الجميع وناسفًا لعقيدته !
غضب الملك ، وحاول إحراج الباقلاني ..
فقال ملك الروم : هل كان نبيكم يغزو ؟
قال أبو بكر الباقلاني : نعم .
قال الملك : فهل كان يقاتل في المقدمة ؟
قال أبو بكر : نعم .
قال الملك : فهل كان ينتصر ؟
قال أبو بكر : نعم ، قال الملك : فهل كان يُهزم ؟
قال أبو بكر : نعم .
قال الملك : عجيب نبي ويُهزم ؟
فقال أبو بكر : { أإله ويُصلَب ؟! }
وهنا نسف الباقلاني الملك الرومي وكل علمائه ورهبانه .
– هذه الشخصية العظيمة وصاحبة الحجة والقوة المعرفية هو ” أبو بكر الباقلاني البصري ” – المُلقب بشيخ السنة .
رحمه الله رحمة واسعة .
– الباقلاني في سطور :
القاضي أبو بكر الباقلاني ( 338 هـ – 403 هـ / 950 م – 1013 م ) هو : ” محمد بن الطيب بن محمد بن جعفر بن القاسم القاضي أبو بكر الباقلاني البصري ” ، المُلقب بشيخ السنة ، ولسان الأمة ، المتكلم على مذهب أهل السنة والجماعة ، وأهل الحديث وطريقة أبي الحسن الأشعري ، أحد كبار علماء عصره انتهت إليه رئاسة المذهب الأشعري ، وإليه انتهت رئاسة المالكية في وقته ، ويُعد من أكابر أئمة الأشاعرة بعد مؤسسها أبي الحسن الأشعري ، كما يُعد من مجددي المائة الرابعة .
– من ألقابه:
الإمام العلامة ، أوحد المتكلمين ، مقدم الأصوليين ، إمام الأصوليين ، قاضي السنة ، شيخ السنة ، لسان الأمة ، سيف أهل السنة ، إمام متكلمي أهل الحق ، ناصر السنة والدين ، لسان المتكلمين ، موضح البراهين ، قامع المبتدعين ، وقاطع المبطلين .
4- حقائق تاريخية :
– يقول المفكر الإسلامي الدكتور ” محمد عمارة ” -رحمه الله- :
في أحد المجالس ، التفت أحد المدعوين العلمانيين تجاهي ، وخاطبني مستهزئًا ، وقال :
هل أفهم من كتاباتك أنك تريد تطبيق أحكام الشريعة والعودة بنا إلى الوراء ؟
فأجبته متسائلًا :
- هل تقصد بالوراء يعني حوالي 100 سنة ، عندما كان السلطان عبدالحميد الثاني يحكم نصف الكرة الأرضية ؟
- أم عندما كان ملوك أوروبا يحكمون شعوبهم بتفويض من السلطان العثماني ؟
- أم قصدك إلى الوراء أكثر ، زمن حكم المماليك ، الذين أنقذوا العالم من المغول والتتار ؟
- أم إلى الوراء أكثر ، عندما حكم العباسيون نصف الأرض ؟
- أم إلى الوراء أيام الأمويين ؟ أم قبلهم سيدنا عمر الذي حكم أكثر الكرة الأرضية ؟
- أم قصدك عندما بدأ هارون الرشيد رسالته إلى ملك الروم نقفور : من هارون أمير المؤمنين إلى نقفور كلب الروم ؟
- أم إلى زمن عبدالرحمن الداخل ، الذي طوّق جيشه إيطاليا وفرنسا ؟!
- هذا سياسيًّا .. أما إن كان قصدك علميًّا عندما كان علماء العرب مثل ابن سينا والفارابي وابن جبير والخوارزمي وابن رشد وابن خلدون ….إلخ ، يعلّمون العالم العربي والغربي الطبّ والصيدلة والهندسة والفلك والشعر ؟!
- أم قصدك كرامة .. عندما عبث يهودي كافر بعباءة امرأة فصاحت وامعتصماه ؛ فجرّد المعتصم الجيش وطرد اليهود من أرض الدولة ؟
- أم قصدك عندما أنشأ المسلمون أول جامعة تعرفها أرض أوروبا في إسبانيا ؟ ومن وقتها أصبح الزيّ العربي « العباءة » هو لباس التخرج في كل جامعات العالم ، ولليوم وقبعة التخرج مسطّحة ؛ لأنه كان يتم وضع القرآن فوقها في احتفال للتخرج .
- أم قصدك لما كانت القاهرة أجمل مدينة بالعالم ؟
- أم عندما كان الدينار العراقي يساوي 483 دولارًا ؟
- أم عندما كان الهاربون من أوروبا الفقيرة يتوجهون إلى الإسكندرية ؟
- أم عندما طلبت أميركا من مصر إنقاذ أوروبا من المجاعة ؟
- منتظرك تشرح لي قصدك وتخبرني كم تريد أن نرجع إلى الوراء ؟
فبُهت .
وسبحان من يُغَيِّر ولا يتغير .. سبحانه من إله .