مصارف الزكاة :
الزكاة ركنٌ ركين من أركان الإسلام ، يؤتيه الكرام ، ويتجاوزه اللئام ، على مَرِّ الأيام .
وفي نقطة نظام ، يعلمنا ديننا أن أركان الإسلام : الشهادتان ، والصلاة والزكاة والحج والصيام ؛ يقول النبي عليه الصلاة والسلام :
” بُنِي الإسلام على خمس : شهادة أن لا إله إلا الله ، وأن محمدًا رسول الله ، وإقام الصلاة ، وإيتاء الزكاة ، وحج البيت ، وصوم رمضان “. (رواه البخاري ومسلم)
ومصارف الزكاة ذكرها ربنا على التمام ؛ يقول الملك العلَّام :
” إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاءِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللَّهِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۖ فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ ۗ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ “. (الآية 60 من سورة التوبة)
يا سلام .. يا سلام .. يا سلام ؛ تبارك ربنا ذو الجلال والإكرام .
تفسير كلمات القرآن -ما تيسر من سورة التوبة- (الآية : 60) :
شرح الكلمات :
الصدقات : جمع صدقة وهي هنا الزكاة المفروضة في الأموال .
للفقراء : جمع فقير وهو من ليس له ما يكفيه من القوت ولا يسأل الناس .
والمساكين : جمع مسكين وهو فقير ليس له ما يكفيه ويسأل الناس ويذل نفسه السؤال .
والعاملين عليها : أي على جمعها وجابتها وهم الموظفون لها .
والمؤلفة قلوبهم : هم أناس يرجى إسلامهم أو بقاؤهم عليه إن كانوا قد أسلموا وهم ذوو شأن وخطر ينفع الله بهم إن أسلموا وحسن إسلامهم .
وفي الرقاب : أي في فك الرقاب أي تحريرها من الرق ، فيعطى المكاتبون ما يسددون به نجوم أو أقساط كتابتهم .
وفي سبيل الله : أي الجهاد لإعداد العدة وتزويد المجاهدين بما يلزمهم من نفقة .
وابن السبيل : أي المسافر المنقطع عن بلاده ولو كان غنيًّا ببلاده .
فريضة من الله : أي فرضها الله تعالى فريضة على عباده المؤمنين .
ونأتي إلى معرفة المستحقين للزكاة الذين ذكرهم الله جل في علاه من خلال كتب التفسير المعتبرة :
ففي تفسير الجلالين :
«إنما الصدقات» الزكوات مصروفة «للفقراء» الذين لا يجدون ما يقع موقعًا من كفايتهم «والمساكين» الذين لا يجدون ما يكفيهم «والعاملين عليها» أي الصدقات من جاب وقاسم وكاتب وحاشر «والمؤلفة قلوبهم» ليسلموا أو يثبت إسلامهم أو يسلم نظراؤهم أو يذبوا عن المسلمين أقسام ، الأول والأخير لا يُعْطَيَان اليوم عند الشافعي رضي الله تعالى عنه لعز الإسلام بخلاف الآخرين فيعطيان على الأصح «وفي» فك «الرقاب» أي المكاتبين «والغارمين» أهل الدَّين إن استدانوا لغير معصية أو تابوا وليس لهم وفاء أو لإصلاح ذات البين ولو أغنياء «وفي سبيل الله» أي القائمين بالجهاد ممن لا فيء لهم ولو أغنياء «وابن السبيل» المنقطع في سفره «فريضة» نصب بفعله المقدر «من الله والله عليم» بخلقه «حكيم» في صنعه فلا يجوز صرفها لغير هؤلاء ولا منع صنف منهم إذا وُجِد ؛ فيقسمها الإمام عليهم على السواء وله تفضيل بعض آحاد الصنف على بعض ، وأفادت اللام وجوب استغراق أفراده لكن لا يجب على صاحب المال إذا قسم لعسره بل يكفي إعطاء ثلاثة من كل صنف ولا يكفي دونها كما أفادته صيغة الجمع وبيَّنت السنة أن شرط المُعْطَى منها الإسلام وأن لا يكون هاشميًّا ولا مطلبيًا .
وفي التفسير الميسر :
إنما تعطى الزكوات الواجبة للمحتاجين الذين لا يملكون شيئًا ، وللمساكين الذين لا يملكون كفايتهم ، وللسعاة الذين يجمعونها ، وللذين تؤلِّفون قلوبهم بها ممن يُرْجَى إسلامه أو قوة إيمانه أو نفعه للمسلمين ، أو تدفعون بها شرَّ أحد عن المسلمين ، وتعطى في عتق رقاب الأرقاء والمكاتبين ، وتعطى للغارمين لإصلاح ذات البين ، ولمن أثقلَتْهم الديون في غير فساد ولا تبذير فأعسروا ، وللغزاة في سبيل الله ، وللمسافر الذي انقطعت به النفقة ، هذه القسمة فريضة فرضها الله وقدَّرها .. والله عليم بمصالح عباده ، حكيم في تدبيره وشرعه .