كما يقول الكتاب

فاكهة الجنة

فاكهة الجنة :

قال الله تعالى في كتابه العزيز : ” وَفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ * لَّا مَقْطُوعَةٍ وَلَا مَمْنُوعَةٍ “. (الواقعة : 32-33)

فاكهة الجنة تختلف عن فاكهة الدنيا فى حالات خمس :

الحالة الأولى

– القلة والكثرة :

فاكهة الدنيا قليلة ؛ لأن مقدارها يتناسب مع قدرة من غرسها ورعاها وهم البشر .

بينما فاكهة الجنة كثيرة ..

” مُتَّكِئِينَ فِيهَا يَدْعُونَ فِيهَا بِفَاكِهَةٍ كَثِيرَةٍ وَشَرَابٍ “. (ص : 51)

” لَكُمْ فِيهَا فَاكِهَةٌ كَثِيرَةٌ مِّنْهَا تَأْكُلُونَ “. (الزخرف : 73)

فمقدار فاكهة الجنة يتناسب مع قدرة من غرسها ورعاها وهو رب البشر .

فهل هناك مقارنة بين قدرة البشر وبين قدرة رب البشر ؟!!

الحالة الثانية

– الانقطاع وعدم الانقطاع :

فاكهة الدنيا مقطوعة أي موسمية ؛ بمعنى أن فاكهة الصيف تنقطع فى فصل الشتاء وتختفى ، وفاكهة الشتاء تنقطع فى فصل الصيف وتختفى .

وفاكهة الجنة ليست مقطوعة ؛ فهى موجودة على الدوام ولا تنقطع ؛ لأن الجنة ليس فيها صيف ولا شتاء ..

” لَا يَرَوْنَ فِيهَا شَمْسًا وَلَا زَمْهَرِيرًا “. (الإنسان : 13)

” أُكُلُهَا دَآئِمٌ وِظِلُّهَا “. (الرعد : 35)

الحالة الثالثة

– المنع وعدم المنع :

فاكهة الدنيا ممنوعة ؛ بمعنى أن الفاكهة تكون موجودة فى موسمها ولكنك لا تستطيع أن تشتريها وتأكلها لسببين :
الأول : أنك لا تملك ثمنها لتشتريها .
الثانى : أنك تملك ثمنها وتستطيع شراءها ولكنك ممنوع من أكلها بأمر الطبيب لمرض فى جسمك .

وفاكهة الجنة ليست ممنوعة :
أولًا : أنك لا تحتاج إلى المال من أجل شرائها ، فكل ما فى الجنة مجانًا لا يُباع ولا يُشترى : ” لَهُم مَّا يَشَآءُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ “.
ثانيًا : الأجسام فى الجنة لا تمرض .

ندعوكم لقراءة : وكان سعيكم مشكورا

الحالة الرابعة

– كيفية الحصول عليها :

فاكهة الدنيا بالإضافة إلى قلتها فإننا نحصل عليها بالمشقة وبذل الجهد .

بينما فاكهة الجنة تحصل عليها دون مشقة أينما شئت ووقتما شئت وحيثما شئت ..

”  وَفَاكِهَةٍ مِّمَّا يَتَخَيَّرُونَ  “. ( الواقعة : 20)

” وَدَانِيَةً عَلَيْهِمْ ظِلَالُهَا وَذُلِّلَتْ قُطُوفُهَا تَذْلِيلًا “. (الإنسان : 14)

” يَدْعُونَ فِيهَا بِكلِّ فَاكِهَةٍ آمِنِينَ “. (الدخان : 55)

الحالة الخامسة

– الطعم :

ليس هناك مقارنة أو تشابه بين طعم فاكهة الدنيا وطعم فاكهة الجنة ..

” وَفَوَاكِهَ مِمَّا يَشْتَهُونَ “. (المرسلات : 42)

الجنة :

فيها ما لا عينٌ رأت ، ولا أُذنٌ سمعت ، ولا خَطَر على قلب بشر .
مصداقًا لقول النبي صلى الله عليه وسلم القائل : ” إن الله عز وجل قال : أعددت لعبادي الصالحين ما لا عينٌ رأت ، ولا أُذُنٌ سمعت ، ولا خَطَرَ على قلب بشر “. (رواه البخاري : 3244 – ومسلم : 2824)

الجنة :

إن سألت عن أشجارها فما فيها شجرة إلا وساقها من ذهب وفضة -لا من الحطب والخشب- ، وإن سألت عن ثمرها فأمثال القلال ؛ ألين من الزبد وأحلى من العسل ؛ كما قال ابن القيم رحمه الله تعالى .

اللهم إنا نسألك رضاك والجنة ، ونعوذ بك من سخطك والنار .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى