صحابة أجلاء :
- ربيعة والجنة :
– ربيعة بن كعب الأسلمي -حارس رسول الله- ، طلب منه رسول الله -صلي الله عليه وسلم- أن يسأله ، فقال الصحابي الفقيه الذي تتوق نفسه إلى الجنة : ” أسألك مرافقتك في الجنة ” .. وأجابه رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” أَعِنِّي على نفسك بكثرة السجود “. (رواه مسلم)
- الأصيرم … الشهيد :
– عمرو بن ثابت ( الأصيرم ) قاتل في سبيل الله بعد أن أسلم مباشرة ، ولم يسجد لله سجدة ، وسقط شهيدًا في سبيل الله !!
- كَلَّمَهُ الله كفاحًا :
– الشهيد عبد الله بن عمرو بن حرام -رضي الله عنه- كلمه الله بغير حجاب بعد أن قُتل يوم أحد ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” يا جابر ! ألا أخبرك ما قال الله -عز وجل- لأبيك ” ، قلت : بلى يا رسول الله ، قال : ” ما كلم الله أحدًا إلا من وراء حجاب ، وكلم الله أباك كفاحًا ، فقال : يا عبدي تمن عليّ أعطك ، قال : يا رب تحييني فأقتل فيك ثانية ، قال : إنه سبق مني ” أنهم إليها لا يرجعون ” ، قال : يا رب فأبلغ من ورائي ” .. فأنزل الله -عز وجل- هذه الآية : ” وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُون “. (أخرجه الترمذي : 3013 ، وصححه الحاكم ، ووافقه الذهبي)
– وقال الشيخ محمد الغزالي في ( موكب الدعوة ) : { إن أبا جابر لم يستشعر وحشة لفراق أولاده ، ولم تستشرف نفسه للاطمئنان على فلذات كبده ، بل تطلع للعودة إلى الدنيا كيما يذهل مرة أخرى أحب شيء فيها ، ويتمشى بخطى ثابتة إلى ساحة القتال }.
- صهيب والتمر :
– عن صهيب قال : قدمت على النبي صلى الله عليه وسلم ، وبين يديه خبز وتمر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” ادنُ فكُل ” ، فأخذت آكل من التمر ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم : ” تأكل تمرًا وبك رمد ؟ ” ، قال : فقلت : إني أمضغ من ناحية أخرى ، فتبسم رسول الله صلى الله عليه وسلم . (أخرجه ابن سعد في الطبقات : 3 / 228 ، وابن ماجة في الطب : 3443)
- درس الحسن والحسين :
– دخل الحسن والحسين -رضي الله عنهما- المسجد فوجدا شيخًا يتوضأ فلا يحسن الوضوء ، فأرادا أن يرشداه إلى الطريقة الصحيحة في الوضوء ولكنهما خشيا أن يؤذيا شعوره ، فاتفقا على رأي حيث اقتربا من الرجل ، وقال كلٌّ منهما لأخيه إنه أحسن وأكمل منه وضوءًا ، فلما رأى الرجل وضوءهما رجع إلى نفسه وأدرك ما كان يقع فيه من الخطأ فقال لهما : { أحسنتما جميعًا في وضوئكما ، كما أحسنتما في إرشادي ، فبارك الله فيكما } .. وأعاد الرجل وضوءه .
- علي بن الحسين :
– لقب بـــ ( زين العابدين ) ، كما لقب بـــــــ ( السجّاد ) ، أمه ( سلافة بنت يزدجرد ) ملك الفرس ، وكان لا يأكل معها في طبق واحد خشية أن تنظر أمه إلى لقمة يكون قد أخذها ، ويكون بذلك قد عقّها !!!
- الحسن والبخيل :
– من أجمل ما قرأت : كلمة نُسبت للحسن بن علي -رضي الله عنهما- قال فيها : ” البخل جامع المساوئ والعيوب ، وقاطع المودات من القلوب “. (من كتاب لطائف الكلام لجمال محمود جادالله ص 138)
- الحسن وأخوه محمد :
– وقع خلاف بين الحسن بن علي -رضي الله عنهما- وأخيه محمد بن الحنفيه -رحمه الله- ، ومشي الناس بينهم بالنميمة ، فكتب إليه محمد بن الحنفيه : أما بعد ، فإن أبي وأباك علي بن أبي طالب ، لا تفضلني فيه ولا أفضلك ، وأمي امرأة من بني حنيفة ، وأمك فاطمة الزهراء -بنت رسول الله- ، فلو مُلأت الأرض بمثل أمي ، لكانت أمك خيرًا منها ، وقد قال جدك رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” …. وخيرهما الذي يبدأ بالسلام ” ، وإنك أحق بالفضل مني ، والسلام “. (الكشكول لبهاء الدين العاملي)
- زين العابدين عند الحجر :
– قال طاووس : سمعت علي بن الحسن وهو ساجد عند الحجر يقول : “عبيدك بفنائك ، سائلك بفنائك ، فقيرك بفنائك “.. قال طاووس : ” فوالله ما دعوت بها في كرب قط ؛ إلا كُشف عني “. (البداية والنهاية : 9 / 110)
- عمر بن أبي سلمة والإمامة :
– أَمَّ عمر بن أبي سلمة -ربيب رسول الله صلى الله عليه وسلم- الناس وعمره ست أو سبع سنوات .. وهو الذي قال له رسول الله : ” يا غلام ، سمِّ الله ، وكل بيمينك ، وكل مما يليك “.
- زيد وخزيمة والقرآن :
– في عهد الصديق أبي بكر رضي الله عنه طلب من زيد بن ثابت رضي الله عنه أن يتتبع القرآن ويجمعه بعد مقتل عدد كبير من حفظة القرآن في اليمامة ، فتتبعه زيد يجمعه من العسب واللخاف وصدور الرجال حتى وجد آخر سورة التوبة عند خزيمة الأنصاري -رضي الله عنه- ولم يجدها مع أحد غيره : ” لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم ” حتى خاتمة براءة ، فكانت الصحف عند أبي بكر حتى توفاه الله ، ثم عند عمر حياته ، ثم عند حفصة بنت عمر . (روى البخاري الحديث بطوله : 4986 فضائل القرآن – باب جمع القرآن)
– وكانت شهادة خزيمة الأنصاري تعدل شهادة رجلين مصداقًا لقول المعصوم صلى الله عليه وسلم لموقفه في تصديق رسول الله صلى الله عليه وسلم عند شراء الفرس من الأعرابي كما سيأتي .
- زيد وحذيفة والمصحف العثماني :
– عن أنس بن مالك -رضي الله عنه- أن حذيفة بن اليمان -رضي الله عنه- قدم على عثمان -رضي الله عنه- وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينيه وأذربيجان مع أهل العراق ، فأفزع حذيفة أختلافهم في القراءة ، فقال حذيفة لعثمان : ” يا أمير المؤمنين أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى “.
– فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك .. فأرسلت بها حفصة إلى عثمان ، فأمر زيد بن ثابت وعبدالله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبدالرحمن بن الحارث بن هشام ، فنسخوها في المصاحف ، وقال عثمان للرهط القرشيين الثلاثة : ” إذا اختلفتم أنتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم ” ، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد عثمان الصحف إلى حفصة ، فأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا ، وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف أن يحرق . (البخاري : 4987)
- أبو ذر يُبعث وحده :
– صحابي جليل عظيم القدر ، كنيته ( أبو ذر ) واسمه ( جندب بن جنادة ) ، قال عنه الصادق المصدوق صلى الله عليه وسلم : ” يرحمه الله ، يمشي وحده ، ويموت وحده ، ويبعث وحده “.
- خزيمة بن ثابت ( ذو الشهادتين ) :
– شهادة هذا الصحابي تعدل شهادة اثنين ؛ لأنه شهد للنبي صلى الله عليه وسلم أنه ابتاع فرسًا من أعرابي رغم أنه لم يشهد البيع والشراء ؛ لأن الأعرابي طلب شاهدًا .. رضي الله عنه وأرضاه .
- خالد والعزى :
– عندما قام خالد بن الوليد -رضوان الله عليه- بهدم العزى ، قال لها : ” يا عزى كفرانك لا سبحانك ، إني وجدت الله قد أهانك “.
- أول سفير في الإسلام :
– إنه مصعب بن عمير رضي الله عنه .
– بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم لأعظم مهمة في الحياة ، ألا وهي الدعوة إلى الله .. بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى المدينة المنورة ليكون أول سفير للإسلام .. إنه الداعية الشهير الذي أتاهم من بعيد ، وكان صوته أجمل من صوت الأغاريد ، أسلم على يديه خلق كثير ، وكان يدعى المقرئ ، فيا له من مقرئ سعيد .
– استشهد يوم أحد وهو يحمل اللواء .. نعم الشهيد .
كفــــــــــاه زادًا وزينًا أن يسـيــر إلى … يوم الحساب وذاك العقد في الجيد
- ابن عمر والمال :
– قيل لعبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- : توفي فلان الأنصاري ، قال : رحمه الله ، فقال : ترك مائة الف ، قال : ” لكن هي لم تتركه ! ” (صفة الصفة : 1 / 241)
- ابن عمر والعلم :
– ما هذا الفقه لعبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- ، وما هذا الورع ، حقًا ” ذرية بعضها من بعض ” ، كتب رجل إلى ابن عمر : أن اكتب إلى بالعلم كله .. فكتب إليه : ” إن العلم كثير ، ولكن إن استطعت أن تلقى الله خفيف الظهر من دماء الناس ، خميص البطن من أموالهم ، كاف اللسان عن أعراضهم ، لازمًا لأمر جماعتهم ، فافعل “. (سير أعلام النبلاء : 3 / 222)
- أبو الدرداء والأخوة :
– يقول رضي الله عنه عن الأخ : ” معاتبة الأخ خير لك من فقده ، ومن لك بأخيك كله ؟ “
– وقال : ” أعط أخاك ، ولِن له ، ولا تطع فيه حاسدًا فتكون مثله .. غدًا يأتيك الموت فيكفيك فقده ، وكيف تبكيه بعد الموت ، وفي الحياة ما كنت أديت حقه ؟ “. (رجال حول الرسول لخالد محمد خالد ص 363)
- بلال والسباق :
– سأل رجل بلال بن رباح -رضي الله عنه- ، فقال له : من سبق ؟ قال : ” سبق المقربون ” .. قال : إنما أسألك عن الخيل ؟ قال : ” وأنا أجيبك عن الخير “. (البيان والتبيين للجاحظ : ج8 / 282)
- معاوية وأخوه :
– جاء رجل إلى حاجب أمير المؤمنين معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- فقال له : ” قل لمعاوية : على الباب أخوك لأبيك وأمك ” ، أبلغ الحاجب معاوية فقال : قل له : ما أعرف هذا .. ثم قال : ائذن له ، فدخل ، فقال له : أي الإخوة أنت ؟ قال : ابن آدم وحواء ، فقال : يا غلام ، أعطه درهمًا .. فقال : تعطي أخاك لأبيك وأمك درهمًا ؟! فقال : ” لو أعطيت كل أخ لي من آدم وحواء ما بلغ الدرهم إليك “. (الأذكياء : ص 55)
- أسماء بنت عميس والأكابر :
– هي صاحبة الهجرتين ، وزوجة الشهيدين ، وزوجة الخليفتين .
– تزوجت -رضي الله عنها- جعفر بن أبي طالب ، ثم أبا بكر الصديق ، ثم علي بن أبي طالب . ( رضي الله عنهم )
- حادثة الأنصاري المؤمن :
– صحابي شاب أسلم كان عنده سبعة عشر عامًا ، ومات في الثامنة عشرة .. ففترة إسلامه كانت فقط لمدة سنة سبق فيها الكثير .
– قابله النبي صلى الله عليه وسلم في أحد الأيام .. فقال له النبي : ” كيف أصبحت يا حارثة ” ، فقال : أصبحت مؤمنًا حقًا يا رسول الله .. فقال له : ” يا حارثة انظر ماذا تقول .. فإن لكل قول حقيقة فما حقيقة إيمانك ؟ ” ، فقال حارثة : أصبحت وكأني أرى عرش ربي بارزًا ، وكأني أرى أهل الجنة يتنعمون في الجنة ، وكأني أرى أهل النار ييصطرخون في النار فعزفت نفسي عن الدنيا فأسهرت ليلي وأظمأت ناري .. فابتسم له النبي صلى الله عليه وسلم ، وقال : ” يا حارثة .. عرفت .. فالزم “.
– فقال : يا رسول الله ادع الله لي بالشهادة ، قال : فدعا له رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فنودي يومًا في الخيل ، فكان أول فارس ركب ، وأول فارس استشهد .. فبلغ ذلك أمه ، فجاءت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، فقالت : يا رسول الله ، إن يكن في الجنة لم أبك ولم أحزن ، وإن يكن في النار بكيت ما عشت في دار الدنيا .. فقال : ” يا أم حارثة ، إنها ليست بجنة ولكنها جنان ، والحارث في الفردوس الأعلى ” .. فرجعت وهي تضحك وتقول : بخ بخ لك يا حارث .
- عمرو بن العاص والرجال :
– يقسمهم رضي الله عنه إلى ثلاثة ، يقول : ” الرجال ثلاثة : رجل تام ، ونصف رجل ، ولا شيء “.
” فأما الرجل التام : فالذي يكمل دينه وعقله ، فإذا أراد أمرًا لم يمضه حتى يستشير أهل الرأي ، فإذا وافقوه حمد الله ، وأمضى رأيه ، فلا يزال مضيه موثقًا .
ونصف الرجل : الذي يكمل الله له دينه وعقله ، فإذا أراد أمرًا لم يستشر فيه أحدًا ، وقال : أي الناي كنت أطيعه أو أترك رأيي لرأيه ، فيصيب ويخطئ .
والذي لا شيء : من لا دين له ولا عقل له ، ولا يستشير في الأمر ، فلا يزال مخطئًا مدبرًا .
والله إني لأستشير في الأمر ختى خَدَمي “. (عن كتاب عمرو بن العاص للعقاد)
- عبدالله بن عمرو والمساكين :
– بفقه وفطنة وذكاء يتحدث التقي الورع ، أحد العبادلة الأتقياء الأنقياء الزهاد العباد العلماء عبدالله بن عمرو بن العاص فيقول : ” لأن أكون عاشر عشرة مساكين يوم القيامة أحب إلى من أن أكون عاشر عشرة أغنياء ؛ فإن الأكثرين هو الأقلون يوم القيامة ، إلا من قال هكذا وهكذا ، يقول : يتصدق يمينًا وشمالًا “. (حلية الأولياء لأبي نعيم : 1 / 288)
- ربيعة بن أمية :
– كان ربيعة بن أمية بن خلف يردد كلام رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع على جبل عرفة حتى يسمعه الناس .
– أبوه أمية بن خلف الكافر الذي عذب بلال بن رباح ، وكان أحد رؤوس قريش وكبارهم ، قُتل في غزوة بدر على يد بلال بن رباح رضي الله عنه .
– كان يعذب بلالًا بمكة على ترك الإسلام فيخرجه إلى رمضاء مكة إذا حميت ، فيضجعه على ظهره ثم يأمر بالصخرة العظيمة فتوضع على صدره ، ثم يقول : لا تزال هكذا أو تفارق دين محمد ، فيقول بلال : ” أحد أحد ” .. ثم أعتقه أبو بكر الصديق رضوان الله عليه .
– فسبحان الذي يخرج من ظهر الكافر مسلمًا موحدًا معينًا لرسول الله في الحج وعلى جبل عرفة .
- أنس يرى حبيبه :
– أنس بن مالك -رضي الله عنه- خادم رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال ذات يوم : ” خدمت رسول الله صلى الله عليه وسلم عشر سنين ، فوالله ما قال لي أف قط ، ولم يقل لشيء فعلته لم فعلت كذا ، ولا لشيء لم أفعله ألا فعلت كذا ” .. هذا الصحابي الجليل الذي لمس بنفسه خُلُق رسول الله صلى الله عليه وسلم وتواضعه وعظمته ، يقول : ” ما من ليلة إلا وأنا أرى فيها حبيبي ” .. ثم يبكي . (أخرجه ابن سعد : 7 / 20)
– يرى حبيبه المصطفى كل ليلة بعد موته صلى الله عليه وسلم ، ونحن نشتاق إلى رؤيته مرة واحدة في العمر .. فمن رآه في المنام فقد رأه حقًا ؛ فإن الشيطان لا يتمثل به صلوات ربي وسلامه عليه .