على باب الله :
إذا قرأت قوله تعالى : ” أليس الله بكافٍ عبده ” ؛ فكل المخاوف تتبدد .
وإذا قرأت قوله تعالى : ” ادعوني أستجب لكم ” ؛ فكل الأحلام تتجدد .
إنها الثقة بالله والعمل على كسب رضاه .
سبحانه من إله .
- كُلٌّ من عند الله :
قال الله عز وجل :
” ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ وَتَطۡمَئنُّ قُلُوبُهُم بِذِكۡرِ ٱللَّهِۗ أَلَا بِذِكۡرِ ٱللَّهِ تَطۡمَئنُّ ٱلۡقُلُوبُ “. (الرعد : 28)
إيمانك بأن القادم مهما كان فهو من عند الله يمنحك طمأنينة كافية لتكمل ما تبقى من حياتك موقنًا بأن الحكمة الإلهية وإن عجزْت عن فهمها هي أفضل خياراتك ذلك اليقين مفتاحك للسكن و السكينة ودليلك لسلامك الداخلي وأمانك النفسي فلا تفرط به لأنك تستحق .
- كل المخاوف تتبدد :
لله در الشاعر الفلسطيني عمر اليافي القائل :
وإذا العناية لاحظتك عيونُها … لا تخشَ من بأسٍ فأنت تصانُ
وبكلّ أرضٍ قد نزلت قفارها … نم فالمخاوف كلّهنَّ أمانُ
واصطد بها العنقاء فهي حبائلٌ … واطعن بها الأعداء فهي سنانُ
وافتح كنوز الأرض فهي غرائمٌ … واقتد بها الجوزاء فهي عنانُ
- الاعتصام بالله ﷻ :
لله در القائل :
ما اعتصم أحدٌ بغيرِ الله إلا اضطرب ، وما نادى منادٍ غيرَ الله إلا استوحش .
وإنّ المرء ليُرزق السّكينة ، بكثرةِ اللجوء إلى الله وإلإقبالِ عليه .
ولولا اللجوء إلى الله ثم أكناف الدُّعاء لكنّا كقشّةٍ تتخبّط في رياح الأيام وتقلّباتها ، ولكنّنا نلوذُ إلى باب الله فنجد الأمان والطمأنينة والسلوى التي تعلو على كلّ هم ؛ فالحمد لله كثيرًا .
- الفضيل والصبي :
قال الفضيل بن عياض رحمه الله تعالى :
ﺗﻌﻠﻤﺖ ﺍﻟﺼﺒﺮ ﻣﻦ ﺻﺒﻲ ﺻﻐﻴﺮ ؛ ﺫﻫﺒﺖ ﻣﺮّﺓ ﺇﻟﻰ ﺍﻟﻤﺴﺠﺪ ، ﻓﻮﺟﺪﺕ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺩﺍﺧﻞ ﺩﺍﺭﻫﺎ ﺗﻀﺮﺏ ﺍﺑﻨﻬﺎ ﻭﻫﻮ ﻳﺼﺮﺥ ، ﻓﻔﺘﺢ ﺍﻟﺒﺎﺏ ﻭﻫﺮﺏ ، ﻓﺄﻏﻠﻘﺖ دونه ﺍﻟﺒﺎﺏ !
ﻗﺎﻝ : ﻓﻠﻘﻴﺖ ﺍﻟﻮﻟﺪ ﺑﻌﺪﻣﺎ ﺑﻜﻰ قليلًا ، نظر يمينًا ويسارًا فلم يجد له مأوى ، فرجع الي أمه فوجد الباب مغلقًا ، فوضع خده على عتبة الباب ونام .
فلما خرجت أمه ورأته على تلك الحال ، لم تملك إلا أن رمت بنفسها عليه وأخذت تُقَبِّله ، وتقول يا ولدي أين تذهب عني ؟ من يؤويك سواي ؟ ألم أقل لك لا تخالفني ؟!
ثم ضمته إلى صدرها وأدخلته إلى بيتها .
بكى ﺍﻟﻔﻀﻴﻞ ﺣﺘﻰ ﺍﺑﺘﻠﺖ ﻟﺤﻴﺘﻪ ﺑﺎﻟﺪﻣﻮﻉ ﻭﻗﺎﻝ : ﺳﺒﺤﺎﻥ ﺍﻟﻠﻪ ، ﻟﻮ ﺻﺒﺮ ﺍﻟﻌﺒﺪ ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺏ ﺍﻟﻠﻪ -ﻋﺰ ﻭﺟﻞ- ﻟﻔﺘﺢ ﺍﻟﻠﻪ ﻟﻪ !
ﻗﺎﻝ ﺃﺑﻮ ﺍﻟﺪﺭﺩﺍﺀ ﺭﺿﻲ ﺍﻟﻠﻪ ﻋﻨﻪ : ” ﺟﺪّﻭﺍ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ ، ﻓﺈﻧﻪ ﻣﻦ ﻳﻜﺜﺮ ﻗﺮﻉ ﺍﻟﺒﺎﺏ ، ﻳﻮﺷﻚ ﺃﻥ ﻳُﻔﺘَﺢ ﻟﻪ “.
فيا من لم يشعر بحلاوة الصيام والقيام والصدقة وتلاوة القرآن حتى الآن ، لا تيأس ولا تترك باب الله ؛ فإنه يوشك أن يُفتَح لك .. اصبر قليلًا فقط .. لعل الله أن يفتح لك أبواب رحمته وعطائه .
ندعوكم لقراءة : حسن الظن بالله
- جوامع الدعاء :
عن عائشة رضي الله عنها قالت : دخل عليَّ النبي ﷺ وأنا أصلي ، وله حاجة ، فأبطأت عليه .
قال : « يا عائشة ؛ عليك بجُمَلِ الدعاء وجوامِعِه » ، فلما انصرفت قلت : يا رسول الله وما جمل الدعاء وجوامعه ؟
قال قولي : « اللهم إني أسألك من الخير كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم وأعوذ بك من الشر كله عاجله وآجله ما علمت منه وما لم أعلم ، وأسألك الجنة وما قرّب إليها من قول أو عمل ، وأعوذ بك من النار وما قرب إليها من قولٍ أو عمل .. وأسألك مما سألك به عبدك ونبيك محمد ﷺ وأعوذ بك مما تعوذ منه عبدك ونبيك محمد ﷺ وما قضيتَ لي من قضاء فاجعل عاقبته رشدا ».
( رواه البخاري في الأدب المفرد ).
والحديث رواه الإمام أحمد في المسند بلفظ قريب من هذا ، وقال الشيخ شعيب الأرناؤوط : إسناده صحيح ، ورواه ابن ماجه في سننه ، وابن حبان في صحيحه ، والطيالسي في مسنده بألفاظ متقاربة .
- شِعْرٌ وشِعر :
أشَعر المتنبي فقال :
أَوَدُّ مِنَ الأَيّامِ مالا تَوَدُّهُ … وَأَشكو إِلَيها بَينَنا وَهيَ جُندُهُ
فعارض محمود سامي البارودي المتنبي بقوله :
رَضِيتُ مِنَ الدُّنْيَا بِمَا لا أَوَدُّهُ … وَأَيُّ امْرِئٍ يَقْوَى عَلَى الدَّهْرِ زَنْدُهُ
- دروس عظيمة :
قال رجلٌ حكيم :
{ إنّ لنا في الكون من حولنا دروسًا عظيمة ، يقرأها المُتأمّل بعين البصيرة لتكون نبراسًا لهُ فيما يُواجهه في حياته ، فإنّ السُحُب إذا تراكمَت أمطرَت ، وإنّ السماء إذا أعتم ظلامها بزغ فجرها وأشرقَت ، وإنّ المخاض إذا اشتَدّ حانت ساعة الولادة ، كذلك الأيام إذا ضاقت انفرجَت }.
- عش مع الملك ﷻ :
قال الحافظ بن رجب رحمه الله :
{ من عاشَ مع الله طابَ عيشُه ، ومن عاشَ مع هواه طال طيشُه }.
الحوقلة : هي قول : لَا حَوْلَ وَلَا قُوَّةَ إِلَّا بِالله ، وهي من الأذكار الإسلامية ، وتُقال للدلالة على اعتراف العبد بعجزه عن القيام بأي أمر إلا بتوفيق الله له وتيسيره .
يقول الأستاذ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي :
{ إن كانت لك حاجة وليس لك قدرة ، فإن لك ربًّا له قدرة وليس له حاجة }.
والشيخ أحمد عيسى حسن المعصراوي ، هو شيخ عموم المقارئ المصرية السابق .
- لا يُقال لغيره سبحان :
سبحان الذي لا تسكن النفوس إلا بحبه ، ولا تطمئن القلوب إﻻ بذكره ، ولا يُدرك نجاح إلا بتوفيقه ، وﻻ يقع أمر إﻻ بإذنه ، ولا تُنال سعادة إﻻ بطاعته .
سبحانه ، سبحانه ، ولا يُقال لغيره : سبحان .