العجب العجاب

سب الوالدين

سب الوالدين :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” إنَّ مِن أكْبَرِ الكَبائِرِ أنْ يَلْعَنَ الرَّجُلُ والِدَيْهِ .. قيلَ : يا رَسولَ اللَّهِ ، وكيفَ يَلْعَنُ الرَّجُلُ والِدَيْهِ ؟ قالَ : يَسُبُّ الرَّجُلُ أبا الرَّجُلِ ، فَيَسُبُّ أباهُ ، ويَسُبُّ أُمَّهُ “.
( متفق عليه ).

كرم الله تعالى الوالدين ، وخصوصًا الأم ، في قرآن كريم نتلوه آناء الليل ، وآناء النهار .

وحثنا رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم على الإحسان إليهما في أحاديث صحيحة ، نقرأها ونسمعها ليل نهار .

ثم يأتي هذا الفسل ( الحُطَيْئة ) الشاعر ليذم أمه قائلًا في شعر نضعه في سلة المهملات :

تنحي فاجلسي بعيدًا عني … أراح الله منك العالمينا

أغربالًا إذا استودعت سرًّا … وكانونًا على المتحدثينا

حياتك ماعلمت حياة سوء … وموتك قد يسر الصالحينا !!

( الكانون : الذي يجلس حتى يتبين الأخبار والأحاديث ؛ لينقلها ).

ونقول لهذا الحطيئة : أنت لا تعرف من أمر دينك شيئًا ؛ كأنك حاطبٌ بليل ، لا دراية عندك بالبر .

والشيء يُعرَف بنقيضه ؛ فالنور يزداد بهاءً حين تعترضه قطع الظلام .

إذا كانت الطباع طباع سوء … فلا أدب يفيد ولا أديب

لابد من احترام الوالدين ، وتعظيم حقهما ، أيها الحطيئة ، وكل حطيئة ؛ وذلك بألا نسيء إليهما بأي نوع من الإساءة ، حتى ولو بالتأفف يا حطيئة ؛ ” فَلَا تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلَا تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا “ ، ولكنك قلت ، وبئس ما قلت : أراح الله منك العالمينا !!!

لقد أراح الله منك الإنس والجن ، مهما تميزت في أي فن .

ندعوكم لقراءة : العقوق ضياع للحقوق

  • ولله در شارح الحديث القائل :

في هذا الحديثِ يَحكي عبدُاللهِ بنُ عمرٍو رَضيَ اللهُ عنهما أنَّ رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أخبر أنَّ مِن أكبرِ الكبائرِ ، أي : كبُرَ مِن المعاصي وعظُمَ مِن الذُّنوبِ أن يَلعَنَ الرَّجلُ والدَيْه ، بسَبِّهما وشَتْمِهما ، وهو نَوعٌ مِن العقوقِ ، وكُفران الحُقوقِ ، وهو إساءةٌ في مقابلةِ إحسانِ الوالِدَينِ ، فتعجَّب الصَّحابةُ رَضِيَ اللهُ عنهم ، وسألوا النَّبيَّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم : وكيف يَلعَنُ الرَّجلُ والديه ؟! هو استِبعادٌ من السَّائِلِ ؛ لأنَّ الطَّبعَ والفِطرةَ يتنافيانِ مع لَعنِ الوالدينِ ، فأجاب النَّبيُّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم أنَّ ذلك يكونُ بأن يَشتِمَ رَجُلٌ أبَا رَجُلٍ آخَرَ ، فيسُبُّ المشْتومُ أبا الشَّاتمِ ويسُبُّ أمَّه ، فبَيَّن أنَّه وإن لم يتعاطَ الابنُ السَّبَّ بنَفْسِه ، فقد يقَعُ منه التسَبُّبُ ، فإذا كان التسَبُّبُ في لَعنِ الوالِدَينِ من أكبَرِ الكبائِرِ فالتصريحُ بلَعْنِهما أشَدُّ .

وفي الحَديثِ : التحذيرُ من سب الوالدين والتسَبُّبِ في إيذاءِ الوالِدَين وإن لم يقَعْ ذلك صريحًا من الابنِ .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى