جزر المالديف دولة مسلمة تقع في المحيط الهندي .
نفخر -كمسلمين في كل مكان- بديننا العظيم الذي هو عند الله ( الإسلام ) ، كما قال الله تعالى في محكم التنزيل : ” إِنَّ ٱلدِّينَ عِندَ ٱللَّهِ ٱلإِسْلَامُ ” (آل عمران : 19) ، وقال أيضًا : ” وَمَن يَبْتَغِ غَيْرَ ٱلإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي ٱلآخِرَةِ مِنَ ٱلْخَاسِرِينَ ” (آل عمران : 85) .
فأنا مسلم وأفتخر بديني في كل مكان ، وأعتز بإسلامي ، وليعتز كل مسلم بإسلامه ؛ دينك ، دينك .. لحمك ، دمك .
رضينا بالله ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا .
ومع قصة دخول الإسلام إلى بلاد المالديف :
هي قصة أقرب إلى الأساطير ، وقد وثّقها الرحالة ابن بطوطة في كتابه ( تحفة النُظّار في عجائب الأمصار وغرائب الآثار ) ، والقصة منقوشة على لوحة جدارية بجانب الجامع الكبير في ماليه .
دخل الإسلام إلى تلك الجزر في بدايات القرن الخامس الهجري ( عام 1153م ) ..
عندما وصل إلى شواطئها شاب مسلم حافظ للقرآن الكريم من المغرب العربي اسمه ” أبو البركات يوسف البربري ” ..
يُقال إن السفينة التي كان يُبحر بها تحطّمت قبالة شواطئ إحدى تلك الجزر ، وقذفته الأمواج إلى الشاطئ حيث عالجه واعتنى به أحد الصيادين مع أسرته ، واستضافه في بيته ، حيث تعلّم لغة السكان ..
وذات يوم رأى ذلك الشاب الصياد وزوجته يبكيان بحرقة ، وعلم منهما أن القرعة قد وقعت على ابنتهما الشابة لتقديمها قربانًا لوحش الجزيرة ، حيث اعتاد السكان أن يقدّموا للوحش فتاةً كل شهر ، يضعونها ليلًا عند طرف الغابة ، فيأتي الوحش ويأخذها ، ولا يتعرّض بعد ذلك للقرويين بسوء طوال الشهر !
قرر ذلك الشاب أن يذهب بدلًا من تلك الفتاة إلى الغابة ، وأخبر الصياد وأسرته أنه سيكون بخير بإذن الله تعالى ..
وفعلًا وضعوه في المكان المعهود ، فأخذ يقرأ من القرآن الكريم طوال الليل ، وكان يشعر بالوحش يقترب منه ، فإذا سمع الآيات يبتعد ، إلى أن أشرقت الشمس ..
وأعاد الشاب الكرّة ثلاث ليالٍ ؛ فذهب الوحش ولم يعد في الليلة الرابعة ، وتخلّص منه القرويون ..
عندما سمع السلطان ، وكان اسمه ” ماها كلامنجا ” بأمر ذلك الشاب ؛ استدعاه وسأله عن حقيقة الأمر ، فقرأ عليه القرآن الكريم ، وحدّثه عن الإسلام ، ودعاه إليه ؛
فدخل الملك في الإسلام ، وغيّر اسمه إلى ” محمد بن عبد الله ” ، وأسلم كل سكان البلاد ..
وقد أقام ذلك الشاب في تلك الجزر يُعلّم أهلها القرآن الكريم ، والفقه الشافعي ، والعلوم الدينية الأخرى التي كان يعرفها إلى أن توفّاه الله تعالى ، عليه سحائب الرحمات ..
وقبره ما زال موجودًا معروفًا في الجزيرة ، وقد بنوا بجانبه مسجدًا ..
سبحان الله .. رجل واحد ، أكرمه الله تعالى ، وجعل إسلام أمّة على يديه .
أدعوكم لقراءة : ولينصرن الله من ينصره
جزر المالديف :
وجزر المالديف دولة مسلمة تقع في المحيط الهندي ؛ وهي مجموعة جزر صغيرة يبلغ عددها 1190 جزيرة ، والمأهول منها 200 فقط .
عاصمتها ( ماليه ) كانت محمية بريطانية واستقلت في عام 1965م .. يبلغ عدد سكانها 309 آلاف نسمة ، كلهم مسلمون .
ونظام الحكم فيها جمهوري ، ورئيسها يُعيّن من قبل البرلمان ، ويكون التصويت للمسلمين فقط ، ودستورها ينص على أن جميع مواطنيها يجب أن يدينوا بديانة الإسلام ؛ وبالتالي فإن الشخص الذي يرغب أن يكون مواطنًا فيها عليه أن يكون مسلمًا ، ويُمنع أن يكون أي شخص غير مسلم مواطنًا فيها ، كما يشير دستورها إلى أن مبادئها الجمهورية هي المبادئ الإسلامية .
أما شعب المالديف فمتدين ، يحب الإسلام ويحرص على الآداب الإسلامية ؛ والسلوكيات الإسلامية واضحة للعيان ؛ فالحجاب منتشر ؛ ويحترم السكان الأذان ؛ ويقبلون على المساجد ؛ وتُغلق المطاعم نهارًا في شهر رمضان ؛ وتُمنع المجاهرة بالفطر فيه .
وتوجد بها هيئة عليا لمراقبة التطبيق الصحيح لأحكام الشرع الإسلامي في جميع المحاكم .
ويقوم رئيس الدولة بإلقاء خطبة الجمعة ، وإمامة الصلاة بالناس ، وإلقاء الوعظ والإرشاد في المناسبات الدينية والاجتماعية ، كما يقوم بإلقاء الدروس والنصائح في الإذاعة والتلفزيون ، بالإضافة إلى تدريس بعض المواد الدينية في كلية الدراسات الإسلامية ، وكذلك يقوم رئيسهم بإصدار صحيفة دينية أسبوعية باسم ( سبيل الدين ) منذ ثمانية عشر عامًا .
وأكثر أعضاء الحكومة في المالديف من خريجي الجامعات الإسلامية ، ومنهم وزير الحج .
نسبة الأمية في تلك البلاد طفيفة جدًّا لا تتجاوز 2% .. ورغم أن اللغة الرسمية ليست العربية إلاّ أنه لا يوجد بين السكان من لا يستطيع أن يقرأ في كتاب الله تعالى بنفسه ؛ وذلك بفضل مدارس تعليم القرآن الكريم .
أما السياحة فتُعتبر المصدر الثاني للدخل القومي بعد الصيد .
والسياحة في هذا البلد مضرب المثل ؛ حيث لا ابتذال فيها ولا تنازل عن المبادئ الإسلامية ؛ فيُمنع تقديم الخمور للسياح ، ويُلزم السائح باحترام قوانين البلاد الإسلامية , فلا يوجد عُري ولا خروج على الآداب العامة .
وقد خصصوا للسياح أربعًا وثمانين جزيرة منعزلة للسياحة فقط ، ولا يُسمح للسائح أن يذهب إلى الجزر المأهولة بالسكان المسلمين إلا إذا التزم بالآداب الإسلامية ، ولا يُسمح له ولا لغيره بإظهار الإفطار في نهار رمضان .
وعلى الرغم من صرامة تلك القوانين ؛ فقد انتعشت السياحة هناك كثيرًا ، ووصل عدد السياح عام 2007م إلى أكثر من ثمانية ملايين سائح ، وهو رقم ضخم بالمقارنة مع عدد السكان الذي لا يتجاوز ثلاثمائة ألف نسمة .
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين .