قال الله تعالي : ” إِنَّ الدِّينَ عِنْدَ اللَّهِ الإسلام “. (آل عمران : 19)
يقول العالم الجليل عبد العزيز بن باز -رحمه الله تعالى- :
الإسلام : هو الاستسلام لله والخضوع له بفعل أوامره وترك نواهيه .
الإسلام يعني : الانقياد والذل لله بتوحيده والإخلاص له ، وطاعة أوامره وترك نواهيه ، ومن ذلك : أداء الصلاة .. إيتاء الزكاة .. صوم رمضان .. حج البيت .. بر الوالدين .. صلة الرحم .. ترك المعاصي كلها داخلة في الإسلام .
وسُمِّي دين الله إسلامًا ؛ لأنه ذل لله وانقياد لطاعته وترك لمعصيته ، يقال : أسلم فلان لفلان يعني : ذل له وانقاد لأوامره .
وهو الانقياد لأوامر الله والطاعة لأوامر الله عن خشوع وعن ذل وعن انكسار وعن رغبة فيما عند الله مرضاة له سبحانه وتعالى .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” بدأ الإسلام غريبًا ، وسيعود غريبًا كما بدأ ، فطوبى للغرباء “. (رواه مسلم)
وهذا الشيخ بكر أبو زيد -رحمه الله تعالى- في كتابه حراسة الفضيلة :
اعلم -ثبَّت الله قلبك- أنَّ الإسلام لا يموت ، لكنه يمر بفترات تمحيص ينجو فيها أهل الصدق ، ويسقط فيها مرضى القلوب في أوحال الانتكاسة ، فاصبر واحتسب ..
واعلم أنه ستمر بك أيامٌ عجاف ، القابض فيها على دينه كالقابض على الجمر ، سيُحزنك الواقع ، وتؤلمك المناظر ، هذه المشاعر عظيمةٌ عند الله ، ودليل خيرٍ وقر في قلبك ، لا تنحرها بسكين الانتكاسة ..!
ويا أخي لا يغرنَّك في طريق الحق قلة السالكين ، ولا يغرنَّك في طريق الباطل كثرة الهالكين ، أنت الجماعة ولو كنتَ وحدك ” إنَّ إبراهيمَ كان أُمَّة ” ..
كن غريبًا .. وطوبى للغرباء !
اِعلم أنَّ خروجك من قافلة الخير لا يضر أحدًا سِواك ! ووجودك فيها فضلٌ من الله عليك ونعمةٌ أنعم بها عليك ، والخروج منها هو الخسران المبين ..!
واعلم أنَّ شريعة السماء تسير غير آبهة بأسماء المتخاذلين ، تسقط أسماء وتعلو أسماء :
” وَإِنْ تَتَوَلَّوْا يَسْتَبْدِلْ قَوْمًا غَيْرَكُمْ ثُمَّ لَا يَكُونُوا أَمْثَالَكُمْ “. (محمد : 38)