تحية الإسلام

تحية الإسلام :

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

اللهم أنت السلام ، ومنك السلام ، وإليك السلام ، تباركت يا ذا الجلال والإكرام .

السلام ..

تحية أهل الإسلام ، تحية المسلمين الكرام ، المقتدين بسيد الأنام ، محمد عليه الصلاة وأزكى السلام .

وهي تحية أهل السُّنَّة ، تحية أهل الجَنَّة .

قال أحدهم : زمان كنت أتعجب أشد العجب عندما أرى أحد الناس وقد التزم ، نراه فجأة وقد تحول كلامه إلى : السلام عليكم ، جزاكم الله خيرًا ، اللهم بارك ، وهكذا ..

كنت أقول : صباح الخير ، ومساء الخير فيهما الدعاء بالخير ، وليست حرامًا ، وكلمة شكرًا كلمة جميلة ؛ فلماذا نُغَيِّر ما اعتدنا عليه ، طالما أنه ليس حرامًا ؟!

بعد ذلك ، شاء الله أن أفهم .
الموضوع باختصار هو اتباع ؛ ” وَمَآ آتَاكُمُ ٱلرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَٱنتَهُواْ “.
كما أن له حلاوة فى القلب قبل اللسان .
اتباع السُّنة أولى حتى لو كان غيرها ليس بحرام .
إنك تتشبه برسولك الكريم صلى الله عليه وسلم ، وبالسلف الصالح ؛ فقد كان هذا كلامهم .

إن ” شكرًا ” كلمة جميلة ، لكن من يقول لأخيه : ” جزاك الله خيرًا ” ؛ فقد أبلغ فى الثناء ، كما جاء فى الحديث الصحيح .

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

ليست مجرد تحية ؛ إنما هي تحية ودعاء وحسنات .
30 حسنة ، والله يضاعف لمن يشاء .
هي تحية الإسلام ، ولنا أن نفخر ونعتز بها ؛ فهي تعبر عن هويتنا كمسلمين ، ليست مثل : صباح الخير ، وهاى ، وغيرهما لكل الدنيا ، إلا نحن .

إنها ليست قصة ألفاظ ، بل هي قصة هوية يعتز بها المسلم .

الحمد لله على نعمة الإسلام .

اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك .

– تحية آدم وذريته :

روى البخاري (6227) ومسلم (2841) عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ” خَلَقَ اللَّهُ آدَمَ عَلَى صُورَتِهِ طُولُهُ سِتُّونَ ذِرَاعًا فَلَمَّا خَلَقَهُ قَالَ اذْهَبْ فَسَلِّمْ عَلَى أُولَئِكَ النَّفَرِ مِنْ الْمَلائِكَةِ جُلُوسٌ فَاسْتَمِعْ مَا يُحَيُّونَكَ فَإِنَّهَا تَحِيَّتُكَ وَتَحِيَّةُ ذُرِّيَّتِكَ فَقَالَ السَّلامُ عَلَيْكُمْ فَقَالُوا السَّلامُ عَلَيْكَ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَزَادُوهُ وَرَحْمَةُ اللَّهِ فَكُلُّ مَنْ يَدْخُلُ الْجَنَّةَ عَلَى صُورَةِ آدَمَ فَلَمْ يَزَلْ الْخَلْقُ يَنْقُصُ بَعْدُ حَتَّى الآن “.

– السلام في القرآن :

قال ربنا السلام : « يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَدْخُلُوا بُيُوتاً غَيْرَ بُيُوتِكُمْ حَتَّى تَسْتَأْنِسُوا وَتُسَلِّمُوا عَلَى أَهْلِهَا ». (النور : 27)

وقال عز من قائل : « فَإِذَا دَخَلْتُم بُيُوتًا فَسَلِّمُوا عَلَىٰ أَنفُسِكُمْ تَحِيَّةً مِّنْ عِندِ اللَّهِ مُبَارَكَةً طَيِّبَةً ». (النور : 61)

وقال تبارك تعالى : « وَإِذَا حُيِّيتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّوا بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا ». (النساء : 86)

– معنى السلام :

يقول الشيخ محمود المصري عن تحية الإسلام :

السلام هو الدعاء بالسلامة من كل آفة ، فإذا قلت لشخص «السلام عليكم» ؛ فهذا يعني أنك تدعو له بأن الله يسلمه من كل آفة : يسلمه من المرض ، من الجنون ، يسلمه من شر الناس ، يسلمه من المعاصي وأمراض القلوب ، يسلمه من النار .
فهو لفظ عام ، معناه : الدعاء للمسلم بالسلامة من كل آفة .

وكان من محبة الصحابة الكرام رضي الله عنهم لله عز وجل يقولون في صلاتهم : « السلام على الله من عباده ، السلام على جبريل ، السلام على فلان وفلان » ، فنهاهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقولوا : السلام على الله ، السلام على عباده ، وقال : « إن الله هو السلام » يعني : السالم من كل عيب ونقص -جل وعلا- ثم قال لهم : قولوا : « السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين ، فإنكم إذا قلتم ذلك سلمتم على كل عبد صالح في السماء والأرض ». (رواه البخاري)

– إفشاء السلام :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « والله لا تدخلوا الجنة حتى تؤمنوا ، ولا تؤمنوا حتى تحابوا ، أولا أدلكم على شيء إذا فعلتموه تحاببتم ؟ أفشوا السلام بينكم ». (رواه مسلم)

سأل رجلٌ النبي صلى الله عليه وسلم : أي الإسلام خير ؟
قال : ” تطعم الطعام ، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف “. (متفق عليه)

وهذا البراء بن عازب رضي الله عنه ، يقول : أمرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بسبع : بعيادة المريض ، واتباع الجنائز ، وتسميت العاطي ، ونصر الضعيف ، وعون المظلوم ، وإفشاء السلام ، وإبرار المقسم “. (متفق عليه)

أي معلم كان ؟ وأي إنسان ؟
هذا المُترع عظمةً ، وأمانةً ، وسموًا ؟

كالغَيثِ ذِكْرُكَ يا حَبيبي لمْ يَزَلْ … يَسْقي القلوبَ مَحَبَّةً ونَعِيما

‏يا سَيّدَ الثَّقلينِ حُزْتَ مَكانةً … ومقامَ عِزٍّ في النُّفوسِ عَظِيما

‏يا مَنْ سَلَكْتُمْ نَهْجهُ وَسَبِيلهُ … صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما

ندعوكم لقراءة : العمل الصالح

– تحية أهل الجنة :

أمر الله سبحانه وتعالى رسوله صلى الله عليه وسلم والمؤمنين بإفشاء السلام ، قال تعالى : « وَإِذَا جَاءَكَ الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِآيَاتِنَا فَقُلْ سَلامٌ عَلَيْكُمْ كَتَبَ رَبُّكُمْ عَلَى نَفْسِهِ الرَّحْمَةَ أَنَّهُ مَنْ عَمِلَ مِنْكُمْ سُوءًا بِجَهَالَةٍ ثُمَّ تَابَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَصْلَحَ فَأَنَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ». (الأنعام : 54)

وجاء الأمر من الله للمؤمنين بالتسليم على النبي صلى الله عليه وسلم : « إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ». (الأحزاب : 56)

وتحية المؤمنين فيما بينهم عند التلاقي والتزاور في الجنة هي : السلام .

قال : « دَعْوَاهُمْ فِيهَا سُبْحَانَكَ اللَّهُمَّ وَتَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ وَآخِرُ دَعْوَاهُمْ أَنِ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ ». (يونس : 10)

وعن عبدالله بن مسعود قال : قال صلى الله عليه وسلم : « إن السلام اسم من أسماء الله وضعه الله في الأرض فأفشوه فيكم فإن الرجل إذا سلم على القوم فردوا عليه كان له عليهم فضل درجة لأنه ذكرهم فإن لم يردوا عليه فهو خير منهم وأطيب ».

وتحية الإسلام التي شرعها الله تعالى لعباده ، والتي تعد شعارًا للمسلمين هي تحية الملائكة ، وتحية أهل الجنة ، فينبغي الحرص على هذه التحية ، وعدم العدول عنها إلى غيرها ، كما يفعل بعض الناس الذين يعرضون عن تحية الإسلام ،ويستعملون غيرها .

ويجب الحرص على إلقاء السلام كاملًا ، فإن ذلك أعظم للأجر ، وأكمل وأحسن .

جاء رجل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال : السلام عليكم ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « عشر » وجاء آخر فقال : السلام عليكم ورحمة الله ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « عشرون » ، وجاء ثالث فقال السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- : « ثلاثون » ؛ يقصد بذلك الحسنات ، فكلما كان السلام أكمل كان الأجر أعظم .

– تسليم الخاصة :

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « إن من أشراط الساعة أن يسلم الرجل على الرجل ، لا يسلم عليه إلا للمعرفة » ، وفي رواية له : « إن بين يدي الساعة تسليم الخاصة » ، فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ، قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : « بين يدي الساعة : تسليم الخاصة ، وفُشُوُّ التجارة حتى تعين المرأة زوجها على التجارة ، وقطع الأرحام ، وفشو القلم ، وظهور الشهادة بالزور ، وكتمان شهادة الحق ». (صحيح الأدب المفرد للألباني)

فإن النبي صلى الله عليه وسلم حث على إفشاء السلام على من عرفت ومن لم تعرف ، وأن ذلك سبب في انتشار المحبة بين المسلمين التي هي سبب للإيمان الذي به يكون دخول الجنة .

عن عبدالله بن سلام -رضي الله عنه- قال : « أول ما قدم رسول الله -صلى الله عليه وسلم- المدينة انجفل الناس إليه فكنت فيمن جاءه ، فلما تأملت وجهه واستبنته عرفت أن وجهه ليس بوجه كذاب ».

قال : فكان أول ما سمعته من كلامه أن قال : « أيها الناس أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام ، وصِلوا الأرحام ، وصَلوا بالليل والناس نيام ؛ تدخلوا الجنة بسلام ». (رواه الترمذي)

وعن أبي مالك الأشعري -رضي الله عنه- عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال : « إن في الجنة غرفًا يُرى ظاهرها من باطنها ، وباطنها من ظاهرها ، أعدها الله لمن أطعم الطعام ، وأفشى السلام ، وصلى بالليل والناس نيام ».

– آداب السلام :

للسلام في الإسلام آداب ، وديننا كله آداب ، منها :

قول المعلم صلى الله عليه وسلم : ” يسلم الراكب على الماشي ، والماشي على القاعد ، والقليل على الكثير “. (متفق عليه)

وفي رواية للبخاري : ” والصغير على الكبير “.

” إن أولى الناس بالله من بدأهم بالسلام “. (رواه أبو داود)

ورواه الترمذي عن أبي أمامة رضي الله عنه : قيل يا رسول الله ، الرجلان يلتقيان ، أيهما يبدأ بالسلام ؟ قال : ” أَولَاهُمَا بالله تعالى”.
أي أحقهم بالقرب منه بالطاعة .

فمن أجاب السلام فهو له ، ومن لم يجب فلا شيء له ، وقال صلى الله عليه وسلم : ” يسلم الصغير على الكبير ، والمار على القاعد ، والقليل على الكثير “.

ومن آداب السلام التي ندب إليها الإسلام ، أن المؤمن إذا لقي أخاه المؤمن فينبغي له إضافة إلى إلقاء السلام أن يأخذ بيده ، ويصافحه ، فإن فعل فله أجر كبير ، وهو مما يقوي المودة بين المسلمين ، وقد قال صلى الله عليه وسلم : « ما من مسلمين يلتقيان فيتصافحان ، إلا غفر لهما قبل أن يفترقا » ، وقال صلى الله عليه وسلم : « إن المؤمن إذا لقي المؤمن فسلم عليه ، وأخذ بيده فصافحه ، تناثرت خطاياهما كما يتناثر ورق الشجر » ، وقد سئل النبي صلى الله عليه وسلم : يا رسول الله ، الرجل منا يلقى أخاه ، أو صديقه ، أينحني له ؟ قال : « لا » ، قال : فيلتزمه ويقبله ؟ قال : « لا » ، قال : فيأخذ بيده ويصافحه ؟ قال : « نعم ». (رواه الترمذي)

وإذا مر المرء على مجلس فيه مسلمون وغيرهم فعليه أن يسلم ؛ فإن النبي صلى الله عليه وسلم مَرّ على مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين فسَلَّم عليهم النبي صلى الله عليه وسلم . (متفق عليه)

وأيضًا يجب التسليم إذا مَرّ على الصبيان ؛ فقد مر أنس على صبيان ، فسلم عليهم ، وقال : كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يفعله . (متفق عليه)

استحباب إعادة السلام على من تكرر لقاؤه على قُرب ؛ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إذا لقي أحدكم أخاه ، فليسلم عليه ، فإن حالت بينهما شجرة أو جدار أو حجر ، ثم لقيه ، فليسلم عليه “. (رواه أبو داود في الأدب)

صلى الله وسلم وبارك على من علَّم الأمة الأدب .

Exit mobile version