الدين النصيحة :
النصيحة مثل الأرض الفسيحة ؛ فما أجمل النصيحة ، خصوصًا لو كانت صحيحة ، عاميَّةً كانت أو فصيحة ، مغلفةً كانت أو صريحة ، وإذا كانت في السر كانت مريحة ؛ فالمَثَل يقول : النصيحة على الملأ فضيحة .
- ولله دَرُّ الإمام الشافعي القائل :
تعمدني بنصحك في انفرادي … وجنبني النصيحة في الجماعة
فإن النُصحَ بين الناس نوعٌ … من التوبيخ لا أرضى استماعه
فإن خالفتني وعصيتَ قولي … فلا تجزع إذا لم تُعْطَ طاعة
- وهذا شوقي يقول :
آفة النصح أن يكون جدالًا ، وأذاه أن يكون جهارًا .
- قال الله الملك الحق :
” إِنَّمَا ٱلْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ “. (الحجرات : 10)
- وقال عز من قائل إخبارًا عن نوح عليه السلام :
” أُبَلِّغُكُمْ رِسَالَاتِ رَبِّي وَأَنصَحُ لَكُمْ وَأَعْلَمُ مِنَ ٱللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ “. (الأعراف : 62)
- وعن هود عليه السلام :
” أُبَلِّغُكُمْ رِسَـٰلـٰتِ رَبِّي وَأَنَاْ لَكُمْ نَاصِحٌ أَمِينٌ “. (الأعراف : 68)
- وقال رسوله الناصح الأمين صلى الله عليه وسلم :
” الدين النصيحة ” ، قالوا : لمن يا رسول الله ؟ قال : ” لله ولكتابه ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم “. (رواه مسلم)
– نصيحة أب :
قال محمد إقبال :
أشد ما أثر في حياتي نصيحة سمعتها من أبي : يا بُنيّ اقرأ القرآن كأنه أُنزل عليك .
– إياكم والكِبْر :
قال الشيخ زايد بن سلطان :
أكبر نصيحة لأبنائي : البعد عن التكبر ، فإيماني أن الكبير والعظيم لا يصغره ولا يضعفه أن يتواضع ويحترم الناس أكثر مما يحترمونه.
– نصائح ذهبية :
الدكتور حسام موافي طبيب مصري شهير ، وهو أستاذ أمراض الباطنة والحالات الحرجة بالقصر العيني ، وكثيرًا ما تكون له نصائح غاية في الأهمية من خلال ندواته ولقاءاته التليفزيونية ، ومن هذه النصائح :
▪️النصيحة الأولى :
عليك بالحجامة كل عام حتى وإن لم تشعر بالمرض .
▪️النصيحة الثانية :
اشرب الماء دائمًا حتى وإن لم تشعر بالعطش أو الاحتياج إليه ؛ فأكبر المشاكل الصحية وأغلبها من نقص الماء في الجسم .
▪️النصيحة الثالثة :
العب الرياضة حتى وأنت في قمة انشغالك ؛ فلا بد من تحريك الجسم ولو بالمشي فقط ، أو السباحة ، أو أي نوع من الرياضات .
▪️النصيحة الرابعة :
قلِّل الطعام ، بحسب ابن آدم لقيمات يُقِمن صلبه .
اترك شهوة الطعام المفرطة ؛ لأنها لا تأتي بخير أبدًا .
لا تحرم نفسك ، ولكن قلِّل الكميات .
▪️النصيحة الخامسة :
قلِّل من استخدام السيارة بقدر الإمكان ، وحاول الوصول على قدميك لما تريد ؛ المسجد ، المحلات ، زيارة أحد ، أو أي هدف .
▪️النصيحة السادسة :
تجنب الغضب ، واترك الزعل ، حاول أن تتغاضى عن الأمور ، ولا تقحم نفسك في مواقف الإزعاج ؛ فكلها تنقص الصحة وتُذهِب بَهاء النفس .
▪️النصيحة السابعة :
كما يُقال : اترك مالك في الشمس ، واجلس في الظل ، ولا تقصِّر على نفسك وعلى من حولك ؛ فالمال جُعِلَ لنحيا به ، لا لنحيا من أجله .
▪️النصيحة الثامنة :
لا تذهَب نفسُكَ حسرات على أحد ، ولا على شيء لم تستطع تحقيقه ، ولا على شيء لم تستطع امتلاكه .
تجاهل ذلك تمامًا .
▪️النصيحة التاسعة :
تواضع ، ثم تواضع ؛ فالمال والجاه والقوة والنفوذ ، كلها أمور تَفسد بالكِبْرِ والغرور ؛ فالتواضع هو ما يقرِّب الناس إليكَ حُبًّا ، ويرفعُ بهِ اللهُ قَدرَك .
▪️النصيحة العاشرة :
إن تَلَوَّنَ شعرُ رأسِكَ بالشيب ، فهذا لا يعني نهاية العمر ؛ بل هو دليل على أن الحياة الأفضل قد بدأت .
تفاءل ، عش بالذِّكر ، سافر ، متِّع نفسك بالحلال .
▪️النصيحة الأخيرة :
لا تترك صلاتك أبدًّا ؛ فهي ورقتك الرابحة في الدنيا ، و يوم لا ينفع مالٌ ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم .
– نصائح تعيش بها سعيدًا مرتاح البال :
للشيخ محمد بن إسماعيل العمراني
( بتصرف )
• ابدأ يومك بصلاة الفجر ، وأذكار الصباح ، وتوكل ليحصل لك الانشراح واليسر والفلاح .
• واصل الاستغفار ؛ فإنه يمحو الذنوب ويجلب الرزق .
• لا تقطع الدعاء ؛ فإنه حبل النجاة .
• تذكر أن كلماتك تكتبها الملائكة .
• تفاءل ولو كنت في عين العاصفة .
• جمال الأصابع في عقدها بالتسبيح .
• إذا أقبلت الهموم وتكاثرت الغموم ؛ فقل : ” لا إله إلا الله “.
• اشترِ بالدراهم دعاء الفقراء وحب المساكين .
• سجدة مطمئنة خاشعة أفضل من ذهب الأرض .
• فَكِّر قبل إخراج الكلمة ؛ فرُبَّ كلمة تكون قاتلة .
• احذر دعوة المظلوم ودمعة المحروم .
• قبل قراءة الكتب والجرائد والمجلات اقرأ القرآن .
• كن سببًا لاستقامة أهلك .
• جاهد نفسك على الطاعة ؛ فإن النفس أمارة بالسوء .
• قبِّلْ كفوف والديك ؛ تنل الرضوان .
• ملابسك القديمة ، جديدة عند الفقراء .
• لا تغضب ، ولا تُباغِض ، ولا تقطع ما أمر الله به أن يوصل ؛ فالحياة أقصر مما تتصور .
• معك أقوى الأقوياء وأغنى الأغنياء ، إنه ( الله ) جل جلاله ؛ فثق وأبشر .
• لا تغلق باب الإجابة بالمعصية .
• الصبر والصلاة خير ما يعينك على المصائب والمتاعب والواجبات .
• تجنب الظنون السيئة ؛ تُريح وتستريح .
• سبب كل هم ، الإعراض عن الله ، فأَقبِل عليه .
• صَلِّ صلاةً تدخل معك قبرك .
• إذا سمعت من يغتاب ؛ فقل له : اتق الله .
• داوم على تلاوة سورة تبارك ؛ فهي منجية .
• المحروم ، من حُرم صلاة خاشعة وعينًا دامعة .
• لا تلاحق المؤمنين الغافلين بالأذى .
• اجعل الحب كله لله ولرسوله ، وخَالِق الناس بخلق حسن .
• سامح من اغتابك ؛ فإنه أهدى إليك حسناته .
• الصلاة والتلاوة والذكر نورٌ في وجهك ، وانشراحٌ في صدرك ، وتوفيقٌ في عملك .
• من تذكر حر النار صبر عن دواعي المعصية .
• مادام الليل ينجلي ، فإن الهم سيزول ، ويُبدل الضيق فرجًا والعسر يسرًا .
• اهجر ” قيل وقال ” فعندك من الأعمال كالجبال .
• صلِّ بخشوع ، فكل ما ينتظرك أقل شأنًا من الصلاة .
• اجعل المصحف عند رأسك ، فقراءة آية خيرٌ من الدنيا وما فيها .
• الحياة جميلة ، وأجمل منها : أنت بإيمانك .
– أعجب ثم أعجب :
وصلتني رسالة ، يقول فيها صاحبها :
- أعجب ممن ينفق شهريًا ما يزيد علي الـ 500 دولار تدخين ويبخل بـ 50 دولارًا تبرعًا لمحتاج أو مسكين !
- أعجب ممن يقضي ساعات فيما لا يفيد ، ويبخل علي نفسه بدقائق يقضيها مع كتاب الله !
- أعجب ممن يكد ويكدح ويروح ويغدو ، وتتثاقل قدماه عن ذهابه إلى بيت الله لأداء الصلاة !
- أعجب ممن يمدحه كل أصحابه ومعارفه ، وإذا سألت والديه عنه بكيا من فعل ابنهما !
- أعجب لوالد ظن أن واجبه تجاه أولاده هو الطعام والشراب والكسوة والسكن وغفل عن التربية والحنان !
- أعجب لمن قضي حياته في خارج بلده ؛ ليجمع المال لأولاده ولا يجلس بين أولاده إلا حين لا يجد مجالًا للسفر أو لم تعد صحته تتحمل ؛ فإذا بالمقابل الزوجة تستثقل وجوده وأبناؤه يستثقلون طلباته وتوجيهاته !
- أعجب من امرأة قضت حياتها علي أبنائها ، فلما كبرت وافتقرت إليهم قابلوها بالجحود والنكران !
- وأعجب وأعجب وأعجب واعذروني إخوتي في الله ؛ فالصورة مؤلمة ، ولا خير فيمن لا يذكر إخوانه ، ولا خير فيمن لا يقبل النصيحة ..
فلعلها لحظة مراجعة .
فمن شعر في نفسه تقصيرًا ، فليبدأ بالإصلاح ، وليبدأ صفحة جديدة مع الله أولًا ، ثم مع نفسه ، ثم مع من حوله .
نسأل الله الهداية والصلاح للجميع .
– الخلاف لا يفسد للود قضية :
أنا أقول 5 + 5 = 10
وأنت تقول 6 + 4 = 10
وهو يقول 3 + 7 = 10
وهي تقول 1 + 9 = 10
وأنتم تقولون 2 + 8 = 10
الكل صواب ولكن بطرق مختلفة ، فإذا خالفتك لا يعني أنني على خطأ أو أنك على خطأ ..
ربما هو اختلاف في وجهات النظر فقط .
– معظم مشاكلنا مع أحبابنا تقع بسببين :
1- مقصود لم يُفهم .
2- مفهوم لم يُقصد .
والحل بخطوتين :
1- استفسر عن قصده .
2- وأحسن الظن به .
وقد ذكر الله هذا الحل في سورة الحجرات : ” فَتَبَيَّنُوۤاْ أَن تُصِيبُواْ قَوْمًا بِجَهَالَةٍ فَتُصْبِحُواْ عَلَىٰ مَا فَعَلْتُمْ نَادِمِينَ “.
وقال تعالى : ” يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ آمَنُواْ ٱجْتَنِبُواْ كَثِيرًا مِّنَ ٱلظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ ٱلظَّنِّ إِثْمٌ “. (الحجرات : 12)
فإذا خانه التعبير ، فلا يخونك أنت التفسير .
وليس في الدنيا ما يستحق أن نختلف عليه ، فيكره بعضنا بعضًا .
دمتم إخوة متحابين .
– مَثَل تركي رائع :
من قَبِلَ النصيحة اجتاز الجبل ، ومن لم يقبلها أخطأ طريقه حتى في السهل .
– ومَثَل فرنسي معبر :
نصائح الشيخوخة تضيء دون أن تحرق مثل شمس الشتاء .
– وهذا مَثَل فرنسي آخر ، يقول :
أحبب من ينصحك لا من يمدحك .
– د. حسام موافي والثانوية العامة :
الدكتور حسام موافي من مواليد القاهرة ، كان يدرس في مدرسة الأورمان عندما كانت حكومية ، ودخل كلية الطب ، وتخصص في الباطنة ، وعمل في القصر العيني كطبيب متخصص في الحالات الحرجة ، وشغل منصب عميد جامعة مصر للعلوم والتكنولوجيا ، ويعتبر الدكتور حسام موافي من أمهر الأطباء المتخصصين في طب الحالات الحرجة ، ويمتلك تاريخً مهنيًّا مشرفًا .
لقد أوضح الدكتور حسام موافي في لقاء له عن أن الثانوية العامة والمجموع الذي يحصل عليه الطالب ليس له أي علاقة بكيف يعيش في المستقبل وكم يحصل على مال ، وضرب مثالًا على ذلك عن زميل له في المدرسة حصل على 60% في الثانوية العامة ، وبعد مرور سنوات قابل هذا الزميل ، وأثناء حديثهم سأل الدكتور عن المبلغ الذي حصل عليه عند خروجه على المعاش ؛ فأجابه حسام موافي بأنه حصل على مائة ألف جنيه ، ولما سأله الدكتور موافي السؤال نفسه ، رد زميله قائلًا : حصلت على خمسة ملايين دولار مكافأة نهاية خدمة !!
كان زميل الطبيب الكبير يعمل مديرًا لإحدى الشركات العالمية .
وبذلك وضح الطبيب أن أمر الرزق ومستوي المعيشة بيد الله جل في علاه ، وليس بكليات القمة .
– ونختم بحديث رسول الله :
فقد أخرج البخاري ومسلم -واللفظ للبخاري- عن الحسن ، قال : عاد عبيد الله بن زياد ، معقل بن يسار المزني في مرضه الذي مات فيه ، قال معقل : إني محدثك حديثًا سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، لو علمت أن لي حياة ما حدثتك ، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من عبد يسترعيه الله رعية ، يموت يوم يموت وهو غاش لرعيته ، إلا حرم الله عليه الجنة “.
وفي رواية لمسلم : عن أبي المليح أن عبيد الله بن زياد عاد معقل بن يسار في مرضه ، فقال له معقل : إني محدثك بحديث ، لولا أني في الموت لم أحدثك به ، سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ” ما من أمير يلي أمر المسلمين ، ثم لا يجهد لهم ، وينصح ، إلا لم يدخل معهم الجنة “.
صلى الله وسلم على المعلم .
صلوا عليه وسلموا تسليما .