ابتسم معهم ..
- الدكتور عبد الحليم محمود ومواقفه :
رفض شيخ الأزهر الدكتور عبد الحليم محمود ( 73 – 1978م ) تقييد الطلاق ، وتقييد تعدد الزوجات .
قدم استقالته بسبب ضم الأزهر وهيئته إلى وزير شئون الأزهر ؛ لأنه رأى في ذلك عدوانا على الأزهر وحصانته ، والتزم بموقفه حتى سارعت الحكومة إلى إصدار اللائحة التنفيذية للأزهر بعد تعطيل صدورها 12 عامًا .
كان أول شيخ للأزهر يزور الولايات المتحدة الأمريكية ليسمعهم القرآن الكريم لأول مرة في الكونجرس بصوت الشيخ محمود خليل الحصري .
طالب بتخصيص مصلى للمسلمين في الأمم المتحدة ، فاستجابوا له فورًا ، وافتتح المصلى بصلاة الظهر .
كان ينتظره الملوك والرؤساء تحت سلم الطائرة ، وهذا الأمر فيه خرق لنظام البروتوكول .. وعن هذا الموقف ، فقد صرح رئيس باكستان الأسبق ضياء الحق قائلًا : في العالم كله يوجد أزهر واحد ، وفي العالم الواسع لا يوجد سوى إمام واحد هو الإمام عبد الحليم محمود .
كان يحب الذهاب إلى تونس ليمكث شهرين كل عام ، يحاضر في شئون الدين بما قد يتعارض مع النظام ، خاصة بعد علمه بمحاولات الرئيس بورقيبة بتغليب وتفضيل كل ما هو فرنسي وغربي على كل ما هو إسلامي وعربي ، وإلغائه الجامعة الزيتونية ، وإباحته الفطر في رمضان بدعوى أن الصيام يعطل الإنتاج ، وكان يتعمد تناول عصير الليمون في وضح النهار ، وتحريم إذاعة الآذان ، وعدم الأخذ بالتاريخ الهجري ، ولا بنظام رؤية هلال رمضان !!!
وقف الإمام الشجاع يحث علماء الزيتونة على الصمود قائلًا : ” وقولوا لأعدائكم ما قاله بلال رضي الله عنه : ” أَحَدٌ .. أَحَد ، والله لو علمت كلمة هي أَغيَظ لهم لقلتها “.
- محمد الغزالي الليِّن :
يقول في كتابه الماتع ” جدد حياتك ” :
” المرونة في معاملة الناس هي أنجع الوسائل لكبح جماحهم بل لامتلاك أنفسهم ، وفي الأثر : جربت اللين والسيف ، فوجدت اللين أقطع ..
والمؤمن المرن يدور مع الأحداث لا دوران ضعف ونفاق ، ولكن كما يدور المصارع في الحلبة حتى لا يكشف مقاتله لخصم متربص “. ( جدد حياتك : ص 84 )
- عبد الحميد كشك الأول :
في الثالثة عشرة من عمره رحل والده ، ومن بعده فقد بصره تمامًا .. ومع اليتم والفقر والعمى ، واصل الشيخ طريقه – وكان الأول دائمًا – وتخطى كل العقبات وحقق نتيجة مذهلة في الثانوية الأزهرية وصلت إلى 100% ، وبعدها حصل على الشهادة العالمية ( التي تعادل الليسانس ) بنسبة 90% لسوء خط من يكتب له !!
ويكرمه الرئيس عبد الناصر لتفوقه ونبوغه ، ثم يصدر أمرًا باعتقاله عام 1966م لانتقاداته اللاذعة لنظام الحكم وقتها !!
- قفشات الشيخ كشك :
يعد الشيخ عبد الحميد كشك من أشهر خطباء القرن العشرين ، وله أكثر من 2000 خطبة مسجلة ، وخلال دروسه ومحاضراته وخطبه تعددت طرائفه ونوادره .. ويروى عن الشيخ كشك أنه ذات مرة وجد مسجده مزدحمًا بعدد كبير من الناس فعلق على ذلك بقوله : إخوانا المباحث في الصف الأول يتقدموا علشان إخوانهم المصلين في الخارج يدخلوا ” .. وفي مرة أخرى قال في ختام صلاته : ” اللهم اغفر للصف الثاني والثالث والرابع ” ، فسألوه : وماذا عن الصف الأول .. فقال : ” دا كله مباحث يا إخوانا “.
وفي إحدى المرات التي تم القبض عليه فيها ، بدأ ضابط يحقق معه فسأله : ما اسمك ؟ فقال : عبدالحميد كشك .. فسأله الضابط : ما عملك ؟ فرد ساخرًا : مساعد طيار .. ويروى عن الشيخ أنه قال : الظلم تسعة أعشاره عندنا في السجن ، وعشره يجوب العالم كله ، فإذا أتى الليل بات عندنا .
وعن هيئة الأمم المتحدة قال : إذا احتكمت دولتان صغيرتان إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الدولتان الصغيرتان معَا ، وإذا احتكمت دولة صغيرة ودولة كبيرة إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الدولة الصغيرة ، أما إذا احتكمت دولتان كبيرتان إلى هيئة الأمم المتحدة ضاعت الأمم المتحدة نفسها ..
وقال منتقدًا الأوساط الرياضية : وصل الحال بالرياضيين أن الزملكاوي لا يزوج ابنته للأهلاوي ، وكذا العكس تعرفوا ليه ؟ علشان بيخافوا يخلفوا ولد زمهلاوي !
ويحكي الشيخ كشك في إحدى خطبه قصة شيخ البلد والمرحوم ” كلب ” ، فيقول : كان هناك رجل غني عنده كلب يعتز به جدًا لدرجة أنه يأتي له بالطبيب إذا لم يكمل كيلو الكباب، فاغتاظ الفقراء من هذا الكلب وقتلوه ، فأراد الغني أن يغيظهم ، فأقام سرادق عزاء فخمًا بالسجاد والكراسي المذهبة ، فذهبوا وشكوا ما يفعله لشيخ البلد ، فأرسل له وسأله : هو أنت عامل صوان للكلب ؟ فرد الغني قائلًا : ما هو خد بالك الكلب قبل ما يموت ساب 100 جنيه ، قال لي اعمل صوان بخمسين وأعطي لشيخ البلد خمسين .. فقال شيخ البلد : إنت بتقول المرحوم قال لك إيه ؟! .. ويعلق الشيخ كشك ضاحكًا : مرحوم ؟ طبعًا أمَّال مش مرحوم ، دي خمسين جنيه .
وللشيخ عبد الحميد كشك – رحمه الله – الكثير من النوادر والطرائف في دروسه وخطبه ، ننقل إحداها بالكلمات ، وليتنا كنا نستطيع نقلها بأسلوب الشيخ وضحكاته .. فقد قال الشيخ في أحد دروسه : ” إمبارح باقول للواد ابني اللي في تالته ابتدائي أخدتو إيه .. أناشيد .. باحسب بياخدوا أناشيد زي بتاعتنا بتاعت زمان اللي بتخلي الواد يحترم أبوه .. قال لي أخدنا نشيد ” القطة مشمشة .. قلت له قوله … اسمع يا سيدي .. اسمعوا التعليم بتاع التربية والتعليم أهه أنا حفظته .. أعمل إيه يعني : يا حلاوة القطة مشمشة .. في وسط عيالها مفرفشة … بتقول لهم بالنونوة … أهل الفيران ليكوا دوا … أخاف عليكم م الهوا .. لو الكلب صاح ولا عوى .. وعلق الشيخ ضاحكًا : الله أكبر يا سيدي دي التربية .. قلت له بس يا وله .. ما هو كلام يخربش .
وعندما أراد الشيخ كشك أن ينتقد جهل بعض الشباب بالقضية الفلسطينية ، قال ساخرًا : يكتب في الغرام ألف صفحة ، فإذا جلس في لجنة الامتحان يكتب موضوعًا عن فلسطين وضع رأسه في الطين ، ولا يكتب شيئًا ، ويسلم ورقة الإجابة بيضاء ، ويقول للمصحح : تركتها بيضاء علامة الحب والصفاء .. إمضاء كسلان أفندي ، عرة أفندي !!
- من نوادر الشيخ محمد أبو زهرة :
كان الشيخ محمد أبو زهرة ” 1898 – 1974م ” أكبر علماء الشريعة الإسلامية في عصره صاحب نادرة ومحبًا للنادرة ، ومحتفيًا بها ، ففي إحدى محاضراته في الجامعة وبينما الشيخ مستغرق في الشرح والطلاب مستغرقون في الإنصات ، وإذا بطالب يدخل ويسير وسط القاعة معجبًا بنفسه ، ولاحظ الشيخ أبو زهرة أنه يضع على صدره وردة ، فناداه الشيخ مداعبًا : أهلًا أبو وردة . فضج مدرج القاعة بالضحك ، فرد الطالب على الفور : أهلًا أبو زهرة .. فأعجب الشيخ بفطنة الطالب وذكائه ، وقام من مكانه ونزل إلى الطالب وحياه مقبلًا إياه !
ومن طرف الشيخ أبو زهرة في نقده للفقهاء ، أنه قال في إحدى محاضراته ، مخاطبًا الحضور ، أريد أن أتجه إليكم بالكلام قبل أن أتجه إلى الفقهاء ، فإن نفوسكم بريئة طيبة ونقية ، تعرف الحق والباطل بفطرتها ، أما الفقهاء وأرجو ألا يكون بينكم الكثيرون منهم ، فلهم باب من التأويل مفتوح ، حتى إنه مرة ضاع لرجل محفظة نقوده ، فقال : اللهم اجعلها في يد رجل طيب لا يكون مجاورًا والمجاور هو طالب الأزهر من خارج القاهرة يسكن قرب الأزهر ، فقيل له : المجاورون أطيب الناس … فقال : أخشى أن يستحل ما في المحفظة بفتوى أو بقوله جاءت في حاشية .
- الألباني وابن باز :
يُروى أنَّ أحدًا من طلبة العلم ركب مع الشيخ الألباني في سيارته وكان الشيخ يسرع في السير ، فقال له الطالب : خفف يا شيخ ؛ فإن الشيخ ابن باز يروي أن السرعة إلقاء بالنفس إلى التهلكة ، فقال الألباني : هذه فتوى من لم يجرب فن القيادة . فأخبر الطالب الشيخ ابن باز ، فضحك وقال : قل له هذه فتوى من لم يجرب دفع الديات !!
ابن باز وقولة عجيبة : قال – رحمه الله – : الحياة في سبيل الله أصعب من الموت في سبيل الله !!
- الألباني والمشعوذ :
وفي موقف يدل على شجاعة الألباني في تتبعه لأهل الضلال ، أنه ذات مرة سمع عن أحدهم يحضر الأرواح ، فذهب إليه ودخل عليه ، فارتبك الرجل ، فقال له الشيخ : أرجو أن تحضر لي روحًا ، فقال الرجل : من تريد ؟ قال الشيخ : أريد روح البخاري . فقال الرجل : ماذا تريد من البخاري ؟ قال الشيخ : أنا عندي أشياء أسألها للبخاري ، فقال المشعوذ : اليوم انتهت الأرواح ، تعال يوم الاثنين .
وذهب الشيخ للمشعوذ يوم الاثنين ، فلم يجده . هرب ونقل المحل كله !!
- أقوال مرحة في حياة ابن عثيمين :
أخبره رجل متزوج ، ويريد الزواج بأخرى بنية إعفاف فتاة ، قال له الشيخ : أعط المال لشاب فقير يتزوجها وتأخذ أجر الاثنين .
سأل أحد الطلبة ابن عثيمين : ما يفعل الشخص بعد أن ينتهي من الدعاء ؟ فرد الشيخ : ينزل يده !!
وسأله سائل : إذا كان الشخص يستمع إلى شريط مسجل ووردت آية فيها سجدة ، هل يسجد ؟ قال الشيخ : نعم ، إذا سجد المسجل !!
كان الشيخ يلقي درسًا في باب النكاح عن عيوب النساء ، فسأله أحد الطلاب : لو تزوجت ووجدت أن زوجتي ليس لها أسنان ، فهل يبيح لي هذا العيب فسخ النكاح ؟ فقال الشيخ : هذه امرأة جيدة ؛ لأنها لا يمكن أن تعضك !!
ومن طرائفه مع الشيخ ابن باز أنه مرة سألهما شخص فقال : لقد اختُرع لنا جهاز ينبه على السهو أثناء الصلاة ، فلا يسهو المصلي إذا استعمله ، فما حكمه ؟
سكت الشيخ ابن باز ، وضحك الشيخ ابن عثيمين ، وقال : اسأله أهو يسبِّح أم يصفق ؟ ( وكان الشيخ يقصد : التسبيح للرجال والتصفيق للنساء )
- عبد اللطيف مشتهري والمَلِك :
كان ترتيبه الأول على مستوى الجمهورية بكلية أصول الدين – شعبة التفسير والحديث – ، وتم تكريمه ضمن الأوائل على مستوى خريجي الجامعات المصرية بقصر عابدين .
وكان بطلنا شامخًا كالجبل ، فلم ينحن ، ولم يقبل يد الملك فاروق كما فعل الأوائل جميعًا .. وكان ذلك الموقف مثار إعجاب ودهشة الحضور .
- الحويني يضحك :
كان الشيخ أبو إسحاق الحويني يتحدث في أحد دروسه عن الغيرة فذكر قصة قال إنها من أغرب ما قابله من غيرة النساء ، فحكى أنه كان في بلد أجنبي ، وكان شاب فلسطيني الجنسية قد تزوج من فتاة أسلمت من هذه الدولة ، وكانت تحبه بشدة ، وعندما علمت الفتاة أن المسلم في الجنة سيتزوج سبعين من الحور العين ، أخذت تدعو الله على زوجها أن يدخل النار من فرط غيرتها عليه ورفضها أن يتزوج بأخرى عليها حتى ولو في الجنة !!
طرفة أخرى حكاها الشيخ الحويني في إحدى حلقاته في قناة فضائية ، فقال إن بعض الأذكياء قالوا : إن المرأة النكدية لها فوائد ، فسُئل أحدهم عن فوائد المرأة النكدية ، فقال إن لها ثلاث فوائد تعود على زوجها :
الفائدة الأولى : أن لسانه يظل رطبًا بذكر الله ( بقول حسبي الله ونعم الوكيل ).
الفائدة الثانية : أنها تعينه على صلة الرحم ( بفراره منها وإقامته عند والديه ).
الفائدة الثالثة : أنها تعينه على غض البصر ( لأنها تجعله يكره كل النساء ).
وذات مرة وفي أثناء إلقاء الشيخ أبو إسحاق الحويني درسه انقطع التيار الكهربي عن قاعة الدرس وانطفأت الأنوار .. فسكت الشيخ للحظات ثم ضرب بأصابعه على مكبر الصوت ففوجئ بأنه يعمل رغم انقطاع الكهرباء .. فسأل الحاضرين ضاحكًا : ” معجزة دي ولا إيه .. ولا أنتم بتناموا في الوقت ده ؟ “.
- حسان والأمريكان :
ويحكي الشيخ محمد حسان في لقاء بقناة فضائية عن موقف طريف حدث له في أحد المطارات الأجنبية ، وأدى هذا الموقف إلى إسلام أسرة أمريكية بأكملها ، فقال إنه كان مع بعض المشايخ في المطار ، حيث تأخرت الطائرة ، فقاموا يصلون المغرب والعشاء جمعًا وقصرًا ، وكان هو إمامهم في الصلاة ، وكان الوقت أمامهم متسعًا فأطال في الصلاة ، وما إن انتهوا من صلاتهم حتى وجدوا أنفسهم في حلقة من الرجال والنساء يحيطون بهم ومنهم من يقوم بتصويرهم بالكاميرات ، ثم تقدم منهم رجل أمريكي تجاوز الخامسة والستين من عمره ، وكان معه زوجته وابنته ، فقال لهم إنه لفت نظره سجودهم ، وسألهم لماذا تضعون وجوهكم على الأرض ؟ – وكانوا يصلون على الأرض بدون فراش – وقال معقبًا : بأنه تأتيه حالات من القلق النفسي والاضطراب يفكر خلالها في الانتحار ، فلا يشعر بالراحة والسعادة إلا حينما يضع وجهه على الأرض كما رآهم يفعلون ، وقال إنه سعيد لأنه رأى زملاء له جاءتهم حالة القلق النفسي وخشوا على أنفسهم من الانتحار ففعلوا مثلما يفعل ، ووضعوا وجوههم على الأرض .. ويضيف الشيخ حسان أنه أفهمهم أن هذه صلاة المسلمين .. مما أدى في النهاية إلى إسلام الرجل وأسرته .
موقف طريف آخر وقع للشيخ حسان ، حدث في أثناء سفره في طائرة إلى المجر ، حيث فوجئ بعد إقلاع الطائرة بكل ركابها من الأجانب يخرجون زجاجات الخمور ، وفاحت رائحتها لدرجة أنه تأذى منها وشعر بأنه يريد أن يتقيأ ، ويقول الشيخ إنه اضطر لقضاء فترة الرحلة كاملة في الحمام هربًا من رائحة الخمر !
- من طرائف المصري :
ومن الطرائف التي رواها الشيخ محمود المصري في أحد دروسه ، طرفة قال إنها من شخص ذكي لآخر أذكى منه ، حيث زار رجل صديقه الذي يعمل مكوجيًا فوجد خديه محترقتين ، فسأله عن سبب ذلك ، فرد بالقول إنه كان يضع هاتفه المحمول على المنضدة ، ولما رن الهاتف اختلط الأمر عليه وبدلًا من أن يرفع الهاتف رفع المكواة فأحرقت وجهه ، فقال الضيف .. هذا خدك الأيمن ، لكن ماذا عن خدك الأيسر ؟ فردَّ المكوجي : ما هو الغبي اتصل تاني !
والطريف أن يتناقل الشيوخ الطرائف والمواقف النادرة عن بعضهم ، فنقل الشيخ محمود المصري طرفة عن الشيخ أبي إسحاق الحويني ، قال فيها : وقع شجار بين رجل وزوجته ، وكانت الزوجة شرسة جدًا ، فأخذت شومة وحاولت ضربه بها ، فجرى منها واختبأ تحت السرير ، فقالت له : لو راجل تطلع ، فرد الزوج سريعًا بالقول : مش طالع وهنشوف كلام مين فينا اللي هيمشي !
وذكر الشيخ محمود المصري في حديث له عن الحرص على صلاة الجماعة ، قصة أشخاص كانوا في دولة من دول الخليج وفي سفر حوالي ثلاثة آلاف كيلو متر من مدينة إلى أخرى ، فنزلوا في فندق للاستراحة وقضاء الليل فيه ، وحينما دخلوا الفندق كان وقت صلاة المغرب وفي أثناء ذهابهم إلى غرفهم وجدوا ساحة مفروشة بالموكيت في نهايتها محراب مرسوم فيه القبلة فظنوها مسجدًا ، ودخلوا في الصلاة بالفعل ، ودخل الإمام في المحراب وبدأ الصلاة ثم ركع ، وأطال الركوع بشكل أقلق بقية رفاقه ، حتى نظر أحدهم فلم يجد الإمام ولا المحراب .. فقاموا منزعجين ليبحثوا عن رفيقهم فلم يجدوه ، وتبين لهم بعد ذلك أن هذا المحراب لم يكن إلا مصعد الفندق وأن إدارة الفندق رسمت فيه اتجاه القبلة لكي يعرفه النزلاء في كل دور ، وفي أثناء ركوع الإمام طلب أحد النزلاء المصعد في دور آخر فصعد بالإمام ، وهكذا سُرق الإمام والمحراب !
وكان الشيخ المصري يتحدث عن حديث النبي صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه : ” تنكح المرأة لأربع لمالها ولحسبها ولجمالها ولدينها ” ، وتطرق إلى اختيارات الشباب العجيبة في الوقت الحاضر ، حتى توقف عند إعلان عجيب قرأه في إحدى المجلات ، حيث نشر رجل إعلانًا يطلب فيه زوجة قال فيه : من مزارع في الخامسة والعشرين من عمره ، يرغب في الزواج من فتاة ريفية تمتلك جرارًا زراعيًا ، فالرجاء عند الموافقة إرسال صورة الجرار !!
كان الشيخ محمود المصري يقدم إحدى حلقاته التليفزيونية ، وتحدث فيها عن الإمام الفقيه ” أبو زرعة بن شريح ” وكان يفتح بيته على المسجد ، وذات مرة كان في درس علم مستغرقًا مع تلاميذه الذين كانوا يجلّونه غاية الإجلال ، وإذا بأمه تناديه وتأمره بإطعام الدجاج ، ويعلق الشيخ على هذا الموقف ، قائلًا : تخيل لو كنت أنا معك الآن ، وأمي – رحمها الله – تناديني : يا حودة .. أطعم الفراخ ، فنأخذ فاصلًا ، ثم نأتي إليكم من عشة الفراخ !
الطريف أن المخرج ظن أن الشيخ يريد الخروج إلى فاصل بالفعل ، ولكن الشيخ أشار إلى أنه يمزح ، قائلًا : ما فيش فراخ يا ابني ، هنطلع فاصل ليه ؟!
حكاية طريفة شارك في روايتها كل من الشيخ محمود المصري والشيخ مازن السرساوي ، وهي قصة ملك كان له وزير كلما نزل بالملك مصاب يقول له : ” لعله خير ” ، فحينما مات ولده قال له الوزير : لعله خير ، ثم قُطع أصبعه فقال له الوزير : ” لعله خير ” ، فضاق به الملك وأمر بإيداعه السجن ، فقال أيضًا : ” لعله خير ” ، وبعدها بفترة خرج الملك متخفيًا للصيد في الغابة ، فقابل قبيلة كانت معتادة ذبح رجل في هذا التوقيت كقربان ، ولم يدركوا أنه الملك بسبب تخفيه ، وكادوا يذبحونه ، لولا أن وجدوا أصبعه مقطوعًا ، فتركوه رافضين أن يكون قربانهم مشوهًا ، فتذكر وزيره ، وأمر بإخراجه من السجن وسأله : أنا ” لعله خير ” ، لعل أصبعي المقطوع أنقذني من الذبح ، ولكن أنت لماذا سجنك ” لعله خير ” ؟ فرد قائلًا : لأنني كنت سأذهب معك وسيتركونك ويذبحونني بدلًا منك ، فلعله خير !!
وفي أحد دروسه ، كان الشيخ المصري يتحدث عن الرضا بقضاء الله ، ونقل قصة أوردها الإمام ابن الجوزي في ” أخبار الحمقى والمغفلين ” عن أعرابي كان عنده حمار يقول ابن الجوزي : ” كان لا يرى الدنيا إلا في حماره ، وكان أن مرض الحمار ، فنذر الأعرابي أن يصوم لله سبعة أيام لو شفي الحمار ، فشفي الحمار وصام الأعرابي الأيام السبعة بالفعل ، ولكن بعد مغرب اليوم السابع مات الحمار ، فقرر الأعرابي خصم الأيام السبعة التي صامها من شهر رمضان التالي !
- مع حازم شومان :
وفي إحدى حلقاته التليفزيونية ، يحكي الشيخ حازم شومان طرفة حدثت لصديق له يعمل صيدليًا في إحدى القرى حينما جاءه رجل بسيط قال له : لو سمحت يا دكتور أنا عايز القطرة التي تضعها زوجتي في عينيها ، فسأله الصيدلي : اسمها إيه ؟ – قاصدًا نوع قطرة العين – فرد الرجل البسيط وقد ظن أنه يسأله عن اسم زوجته : اسمها فتحية .. ويقول الشيخ ضاحكًا : ليت كل الأزواج يكونون في إخلاص هذا الرجل الذي لا يفكر إلا في زوجته !!
- عبد الله كامل :
وبأسلوبه الشيق يحكي الشيخ عبد الله كامل واحدة من أطرف المواقف التي تعرض لها فيقول إنه كان إمامًا في صلاة بأحد المساجد ، وكان يصلي وراءه رجل مغرم بالمقامات الموسيقية ومتأثر جدًا بها ، لدرجة أنه كلما سمع شيئًا قلده كالببغاء ولكن في المقامات ، وبدأ الشيخ يقرأ في أول آية في فاتحة الكتاب ففوجئ بصوت من خلفه ينغم الآية بالمقامات الموسيقية ، ويقول الشيخ إنه توقف من فرط دهشته حتى خشي أن يقول الناس إنه نسي الفاتحة ، فأكمل القراءة ، وكلما غير المقام أو رفع صوته حتى يسكت الرجل ظل الرجل ينغم الآيات معه ، حتى وصل الأمر به إلى تنغيم التكبير في حركات الصلاة .
- حسان والدهن :
وللشيخ محمد حسان موقف طريف جدًا بسبب خلط البعض بين معنى كلمة ” دهن ” في حديث أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يكن يرد الدهن .. بمعنى الطيب أو العطر .. وبين المعنى الآخر لنفس الكلمة ” الدهن ” أي المادة التي تستخدم في طهي الطعام ، ونحن ننقله كما رواه في أحد دروسه ، قال الشيخ :
” جاءني بعض أحبابنا من مدينة المنصورة في أحد دروس الخميس ، وكان الدرس مزدحمًا جدًا ، لكني فوجئت بهم ينادونني ، يا شيخ عايزين نسألك في صحة حديث ، فقلت لهم تعالوا ، سأل أحدهم : هل ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان لا يرد الدهن ؟ فرد الشيخ : نعم ، هذا صحيح ، كان صلى الله عليه وسلم لا يرد الدهن .. فإذا بواحد منهم يقول : مش قلت لكم علشان ما عدتوش تتلامضوا معايا .. وإذا بآخر يقول : يا شيخ ده كان هيموتنا النهاردة .. يقول الشيخ حسان : سألتهم فيه إيه ؟ .. وجلس معهم ليعرف الأمر .. فقال أحدهم : هذا الأخ دعانا لطعام الغداء ، وأحضر لنا ” ليّة الخروف ” ، وحمّرها بالسمن البلدي ، ووضعها على الأرز ، وكان يقطعها لنا ، وكلما رفضنا أكلها يقول: كُل .. كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الدهن ، وأضاف ، قلت له : أنت متأكد إن النبي قال كده .. فرد الداعي : والله يا أخي حديث صحيح .. فيأكلوا ” الليّة ” حبًا في رسول الله .. وكلما انتهوا من أكل قطعة قدم قدم لهم أخرى وإذا رفضوا ردد لهم الحديث ، فاتفقوا على الذهاب للشيخ حسان .. يقول الشيخ حسان نظرت إلى صاحب الدعوة ، وقلت له : سامحك الله ، كان النبي صلى الله عليه وسلم لا يرد الدُهن أي لا يرد الطيب .. فقال له الرجل الآخر : كنت هتموتنا باسم النبي !! “.
- حسان وسلمى :
ومن الطرائف التي وقعت على الهواء مباشرة ، الاتصال الذي تلقاه الشيخ محمد حسان خلال حلقة رمضانية ، فجاءه صوت طفل صغير يقول وهو يتلعثم في كلامه : السلام عليكم .. فرد الشيخ السلام .. فقال الطفل : إزيك يا أبي … فرد الشيخ : أهلًا وسهلًا .. أنت مين ؟ ” بصيغة المذكر ” فظل الطفل يردد : أنا أحبك .. والشيخ يرد : وأنا أحبك أيضًا .. حتى سأل الشيخ مرة أخرى : ما اسمك ؟ .. فرد الطفل بصوت لا يكاد يُفهم : أنا سلمى .. وأدرك الشيخ أنه يتحدث مع طفلة وهي ابنته ” سلمى “.
- يعقوب والسمك :
وللشيخ محمد حسين يعقوب موقف طريف رواه في أحد برامجه فيقول : إنه ظل قرابة الأربعين عامًا لا يأكل السمك لأن والده وأخته لم يكونا يأكلانه ، ولم يكن يقبل وجوده على مائة الطعام نهائيًا ، حتى سافر إلى نيويورك خلال شهر رمضان ، وفوجئ بأن طعام الإفطار عبارة عن صينية ضخمة جدًا بها شيء مغطى بالملح ، وحوله كمية من السلطات ، وإذا بالمفاجأة أن هذا الشيء هو سمكة ضخمة جدًا من سمك السلمون ، وأنها الطعام الوحيد المعد للإفطار ، ورفض مجرد الاقتراب منها ، وتحت إلحاح من حوله وأيضًا بتأثير صيام النهار الطويل ، قَبِلَ أن يتذوق السمكة .. ويقول الشيخ : وأكلت السمكة كلها ، حتى إني أخذت الفائض منها إلى الغرفة وسهرت عليه .
- محمد حسين والجد يعقوب :
يحكي الشيخ محمد حسين يعقوب على إحدى الفضائيات فيقول : إن بداية الهداية بالنسبة له هي موت جده الذي كان يحب النظافة جدًا ، وكان الحفيد يتبع جنازة جده ، ولأول مرة ينزل القبر فيرى التراب والظلمة ، وأخذ يتساءل : هل يبيت جدي النظيف جدًا في هذا المكان المظلم المخيف ؟ وهل يمكنني أن أبيت أنا كذلك .. من هنا كانت البداية .
- مصطفى العدوي والضفائر :
ويحكي الشيخ مصطفى العدوي موقفًا طريفًا مر به في اليمن حين كان ضيفًا على قناة تليفزيونية ، وحين سأله مقدم البرنامج : ربما يستنبط الفقيه أحكامًا فقهية من الكتب ، ثم يأتي الواقع ليغير من هذه الأحكام من رؤاه ومن فتاواه ، فهل حدث ذلك معكم ؟ ورد الشيخ العدوي بالإيجاب ، مشيرًا إلى أنه قد سافر إلى اليمن بعد انتهاء دراسته وتجنيده ، وكان يحرص وقتها على تنفيذ أي حديث يسمعه عن النبي صلى الله عليه وسلم ، وكان مما قرأه من حديث أم هانئ أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل مكة عام الفتح وله أربع غدائر ” ضفائر ” ، فقام الشيخ بعمل أربع ضفائر من الخلف ، وقال إنه كان في اليمن الكثير من اليهود ، وإن علامة اليهودي من أعلام الأئمة أن يجعل له ” زنارة ” أي ضفيرة جهة اليمين وأخرى جهة اليسار ، وذات يوم نزل إلى السوق لشراء بعض الاحتياجات ، فإذا بالبائع يسأله : كيف حالك يا أبا يهود ؟ فحاول أن يفهمه أن هذه الضفائر سُنَّة عن رسول الله ، لكن البائع رد : ” ما تكذبش علي رسول الله ” ، فانصرف رافضًا الجدال ، وقال إن الضفائر ليست على الإيجاب وليست على الاستحباب ، ويقول إنه راجع الحديث مرة أخرى ، فوجد أن الحديث فيه انقطاع !
- عمر عبد الكافي والترمذي :
وقصة طريفة أخرى وقعت للشيخ عمر عبد الكافي حين كان يلقي درسه ذات يوم ، وكان في الصف الأول رجل ينصت باهتمام بالغ ، ويقول الشيخ إنه شعر بالإعجاب من اهتمام وإنصات الرجل ، حتى تلا حديث النبي صلى الله عليه وسلم : ” لتتبعن سنن من كان قبلكم حذو القذة بالقذة ، حتى لو دخلوا جحر ضب لدخلتموه ” أخرجه الترمذي .. ويضيف : فوجئت بهذا الرجل يقول : ” والله شجاع الترمذي هذا !!! “.
فسأله الشيخ : لماذا ؟ قال الرجل : الترمذي أخرج الضب !!!
فطلب الشيخ إقامة الصلاة ليستريح من علم هذا العبقري !
- مسعد أنور والخنفشار :
ويكشف الشيخ مسعد أنور في إحدى خطبه سر كلمة ” الخنفشار ” فيقول : إن هناك قصة قديمة عن رجل كان يفتي أي سائل في أي سؤال كان ، ولا يقول في أي سؤال إنه لا يعلم ، فلاحظ أقرانه جرأته على الفتوى ، فأجمعوا أمرهم بينهم على امتحانه ، فاختلقوا له كلمة ليس لها أصل في أي لغة ، فأخذوا من اسم كل واحد منهم حرفًا فكان الحاصل كلمة ” الخنفشار ” ، وذهبوا إلى الرجل في درس علمه ، وقالوا إنه قد وقفت أمامهم كلمة لا يعرفون لها معنى ، وهي كلمة ” الخنفشار ” ، فأجاب بسرعة : الخنفشار كلمة سهلة ، وهي نبت طيب يخرج على أطراف أرض اليمن ، وإذا أكلته الإبل ينعقد لبنها في ضرعها ، وفيه قال شاعر اليمن :
لقد عقدت محبتكم فؤادي … كما عقد الحليب الخنفشارُ
وقد قال داود الأنطاكي في تذكرته : الخنفشار دواء لمرض كذا ، وعلاج لمرض كذا كذا ، وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم في سنته عن الخنفشار .. فقاطعوه وزجروه ، قائلين : اسكت يا كذاب .. أتكذب على النبي ؟ .. وافتضح أمره بعد هذا اليوم !!
- عائض القرني والحسد :
يقول عن الحسد : ” الحسد كالأكلة الملحة ، تنخر العظام نخرًا .. إن الحسد مرض خبيث مزمن يعيث في الجسم فسادًا ، وقد قيل : لا راحة لحسود ؛ فهو ظالم في ثوب مظلوم ، وعدو في جلباب صديق .. إنني أنهى نفسي ونفسك عن الحسد رحمة بي وبك ، قبل أن نرحم الآخرين ؛ لأننا بحسدنا لهم نطعم الهم لحومنا ، ونسقي الغم دماءنا ، ونوزع نوم جفوننا على الآخرين “.
ويقول في موضع آخر من كتابه الرائع ” لا تحزن ” : إن الحاسد يشعل فرنًا ساخنًا ، ثم يقتحم فيه !!
- العريفي وحاج مصري :
الدكتور محمد العريفي داعية إسلامي سعودي مشهور ، حصل على الدكتوراة في العقيدة والمذاهب المعاصرة .. حكى في إحدى حلقاته على الفضائيات يقول : في أحد مواسم الحج سمعت حاجًّا مصريًّا يدعو ربه قائلًا : يا رب ، أنت عارف ، وأنا عارف … وكتر الكلام مالوش لزمة !!!
- نوادر الشيخ عبد الله بن محمد المطلق :
هو أستاذ للفقه المقارن بالمعهد العالي للقضاء بجامعة محمد بن سعود الإسلامية بالرياض بالمملكة العربية السعودية . له طرائف خرجت منه وهو يرد على أسئلة المستفتين ، ومنها :
أثناء مشاركته في برنامج تليفزيوني ، اتصلت به سيدة وسألته سؤالًا ، فأجاب عن سؤالها ، فأردفت قائلة : يا شيخ ادع لي الله أن يرزقني الشيخ محمد العريفي زوجًا لي ، رد عليها الشيخ : أنت تريدين الشيخ العريفي لجماله أم لعلمه ؟ قالت : لعلمه يا شيخ ، قال لها : إن الشيخ صالح السدلان أعلم منه ، وسأدعو لك أن يرزقك الله إياه زوجا .. وكان السدلان شيخًا مسنًا .
وذات مرة اتصلت عليه فتاة قائلة : أمي مسنَّة وتزحف ولا تستطيع المشي ، فهل هي من القواعد من النساء ؟ قال لها الشيخ ضاحكًا : لا ، أمك من الزواحف !! ثم ضحك مع الفتاة وأجاب عن سؤالها .
واستفتاه رجل يمني ذات يوم قائلًا : أنا أدخل الحمام بالجوَّال ومخزنٌ فيه القرآن الكريم ، فهل يجوز ذلك ؟
رد عليه الشيخ بقوله : لا بأس .. فكرر الرجل السؤال : لكن فيه قرآن مخزن .
قال الشيخ : يا أخي هو محفوظ في ذاكرة الجهاز .. رد السائل بقوله : هذا القرآن يا شيخ ، هل يجوز أن يدخل دورة المياه ؟
قال الشيخ : هل تحفظ شيئًا من القرآن ؟ أجاب السائل : نعم يا شيخ ، أحفظ كثيرًا .. قال الشيخ : خلاص ، إذا أردت أن تدخل دورة المياه ، خلِّي مخك بره !!