هو الله
هو الله :
قال الله تعالى في سورة الحشر :
” هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ (22) هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ (23) هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (24) “.
– بيده مقاليد كل شيء :
سبحانه … سبحانه ، القائل في محكم كتابه :
” فَإِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ ٱلْعُسْرِ يُسْرًا ” ؛ فالعسير به يسير ، والبعيد به قريب ، والمُغلَّق به مفتوح ، والمُفرّق به مجموع .
يقبض عليمًا ، ويبسط خبيرًا ، لا يُجرَّب ولا يُمتحن ، مَنْ عامله على اليقين الأتمّ أدهشه بظهور حكمته ، ومن سلّم له في السراء والضراء أشهده آثار رحمته ، وهو أولى بنا منّا .
ولا حياة لمن أعرض عن الله واشتغل بغيره ؛ فإن حياة الإنسان بحياة قلبه وروحه ، ولا حياة لقلبه إلا بمعرفة فاطره ومحبته وعبادته وحده ، والإنابة إليه ، والطمأنينة بذكره ، والأنس بقربه ، ومن فَقَد هذه الحياة ، فَقَد الخير كله .
سبحانه ، لا يُعبَد بجميع أنواع العبادة إلا هو .
– الله لا تخفى عليه خافية :
لله در الشاعر القائل :
واذكر من الإحسانِ كلَّ صغيرةٍ … فالله لا تخفى عليه خافية
واكتب بخطك إن أردت عبارةً … لا شيء في الدنيا يساوي العافية
– الخير كله من الله :
قال الإمام ابن تيمية رحمه اللّٰه :
إنّ الخير كُلّهُ من اللَّه ، وليس للمخلوق من نفسه شيء ، بل هو فقيرٌ من كل وجه ، واللَّه غنيٌّ عنه من كل وجه ، مُحسنٌ إليه من كل وجه .
وكلما ازداد العبد تواضعًا وعبوديةً ازداد إلى اللَّه قُرْبًا ورفعة ، ومن ذلك تَوْبته واستغفاره .
– تفاءل بالخير تجده :
أعجبني قول أحدهم :
أقداركم تؤخذ من أفواهكم ، فإن دعوت الله بالنجاح ستنجح بإذنه ، وإن دعوته بالتيسير سييُسِّر لك أمورك كلها ، كما أنَّ الله لن يلهمك الدعاء بشيء لا يريده لك ولا ليمنعك أجره ؛ بل يلهمك لأنه يريدك أن تأخذ ما تتمنّى بإذنه ، فتفاءل بالخير تجده ، واعلم أنَّ الله عز وجل طالما ألهمك الدعاء ، فأمنيتك لك بإذنه سبحانه .
ندعوكم لقراءة : قالوا عن الله – جلَّ في علاه – 1
– عِشْ عزيزًا :
لم يكن عبثًا أن يُكتب رزقك وأنت في بطن أمك ، وأن يُحدد عمرك قبل أن تُولد .
يريدك اللَّه عز وجل أن تعيش عزيزًا لا تنحني لأحدٍ سواه .
واعلم أن ما كُتب لك سيصلك ولو اجتمع العالم كله ليمنعه عنك ، وعمرك لن ينقص منه لحظة ولو اجتمعت جيوش العالم كله تريد قتلك.
عِش عزيز النفس ، متوكلًا وواثقًا في مولاك ؛ فهو وحده الذي يتولاك .
” لَا تَخَفْ وَلَا تَحْزَنْ ۖ إِنَّا مُنَجُّوكَ “.
– يملك ويحكم :
سبحان من يملك ويحكم ، بيده الخلق والأمر ، سبحانه سبحانه .
والإنسان قد يملك ولا يحكم ، وقد يحكم ولا يملك ، وقد لا يملك ولا يحكم ، لكن اللَّه عز وجل يملك ويحكم ، وهو ملك الملوك ومالك الملوك ، وقلوب الملوك بيده ، فإن العباد أطاعوه حوَّل قلوب ملوكهم عليهم بالرأفة والرحمة ، وإن هم عصوه حولها عليهم بالسخطة والنقمة ، فلا تشغلوا أنفسكم بسب الملوك ، وادعوا لهم بالصلاح فإن صلاحهم بصلاحكم .
– دعاء من القلب :
نسأل اللَّه أن يجعلكم دائمًا في حرزه وأمانه وضمانه ، وفضله ومحبته .
اللهم واجعلنا مقبولين بكرمك ، مكفولين بذكرك ، مشمولين بعفوك ، واغفر لنا ولوالدينا وأحبتنا .
– الله صاحب النِّعَم :
عن أبي ذر الغفاري رضي اللَّه عنه ، عن النبي صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربِه عز وجل أنه قال : ” يا عبادي إني حرمت الظلم على نفسي ، وجعلته بينكم مُحَرَّمًا فلا تظالموا ، يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته ، فاستهدوني أهدكم ، يا عبادي كلكم جائع إلا من أطعمته ، فاستطعموني أُطعمكم ، يا عبادي كلكم عار إلا من كسوته ، فاستكسوني أكسكم ، يا عبادي إنكم تخطئون بالليلِ والنهار ، وأنا أغفر الذنوب جميعًا فاستغفروني أغفر لكم ، يا عبادي إِنكم لن تبلغوا ضري فتضروني ، ولن تبلغوا نفعي فتنفعوني ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أتقى قلب رجل واحد منكم ما زاد ذلك في ملكي شيئًا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم كانوا على أفجرِ قلب واحد منكم ما نقص من ملكي شيئًا ، يا عبادي لو أن أولكم وآخركم وإنسكم وجنكم قاموا في صعيد واحد فسألوني ، فأعطيت كل واحد مسألته ما نقص ذلك مما عندي إلا كما ينقص المخيط إذا أُدخل البحر ، يا عِبادي إنما هي أعمالكم أحصيها لكم ثم أوفيكم إياها ، فمن وجد خيرًا فليحمد الله ، ومن وجد غير ذلك فلا يلومن إلا نفسه “. (رواه مسلم)