هذا من فضل ربي

هذا من فضل ربي :
من فضل ربي : وجودي في هذه الدنيا ، وكوني مسلمًا ، ودخولي إلى المسجد للصلاة ، وصومي وزكاتي وحجي وعمرتي ، وأي عمل أقوم به ابتغاء مرضاته سبحانه وبحمده ، إنما هو بتوفيق ربي وسيدي ومولاي تبارك وتعالي .
قال القاضي عياض رحمه الله :
ومما زادني شرفًا وتيهًا … وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي … وأن صيَّرت أحمد لي نبيا
هذا من عظيم فضل الله سبحانه وبحمده على المؤمن أن يدخل تحت قول ملك الملوك ﷻ : يا عبادي .
وأن يكون محمدٌ ﷺ نبيه ورسوله .
اعلم -يارعاك الله- أنك في كل لحظة من لحظات عمرك ، وفي كل مواجهةٍ لك في الحياة ومواقفها المؤلمة أوالسعيدة ، ومع كل نفسٍ من أنفاسك تتوصل إلى حقيقة واحدة :
أننا لا شيء لولا الله عز وجل ولطفه ورحمته وتيسيره ورعايته .
فالخير كله من الله ، والفضل كله لله جل في علاه ، وما بكم من نعمة فمن الله .
هذا يقين ، وأصل من أصول الدين .
ما وُفِّقت إلى خير إلا بفضل الله تعالى ..
وما يُسِّرت لنفع إلا بفضل الله تعالى ..
وما هُديتَ إلى حسنة إلا بتوفيق من الله تعالى ..
أدقّ أمورك التي تظنّها من إنجازك هي من فضل الله تبارك وتعالى عليك .
الله الحكيم العليم صاحب الخير العميم ، والفضل العظيم ، قد يصطفيك من بين عباده ويسوقك بلطفه الخفي العجيب إلى طاعةٍ أنت غافل عنها .
يختارك من بين خلقه على كثرتهم ويستخرجك لتغيث عبدًا ملهوفًا ضاقت عليه الحيلة ؛ فيرحمك كما رحمته ويكون هذا المحتاج رحمة بك وبركة عليك !
يجعلك داعيًا إليه مُعرّفًا به وبشريعته ؛ تحمل في كلماتك نورًا يستضيء به جاهل ، ويهتدي به ضالٌّ ، ويستفيق به غافل .
يقيمك بين يديه في جوف الليل في وقت ينام فيه الخلق ويقطع آخرون ليلهم بالمعاصي والمجون !
يقذف في قلبك حب كتابه ويشرح صدرك لمراجعته وضبطه ؛ فتحفظ برحمته وسابق منّته لا لفضل ذهنك وسرعة حفظك .
يحبب إليك العلم وييسر لك الأسباب ويصرف عنك الموانع ويجعل في قلبك نورًا فمنه تفهم وبه تبصر وتنتفع !
سينعكس حُبُّه على وجهك ويُسخِّر لك الأرض ومن عليها ، وستجده دائمًا عندما تحتاجه يراقبك ستشعر معه بالحماية والأمان وبتفاهة الدنيا وقيمة نفسك .
فإيَّاك .. إياك ، أن يكون للعُجب موضعٌ في قلبك .
ندعوكم لقراءة : ذو الفضل العظيم
- لكي تعيش سعيدًا مطمئنًا :
عليك أن تكون راضيًا عن جميع أمور حياتك ، فإن أتتك الأشياء ناقصة ؛ اكتملت بإذن الله ، وإن مرت عليك الصعاب ؛ هانت بإذن الله ، وإن غلبتك الهموم ؛ تحجمت وصغرت بإذن الله .
فالفضل منه وإليه .
ادعوا الله أن يرزقنا الرضا دائمًا وأبدًا لتسير الأمور ، ويطمئن القلب ، وتسعد النفس .
- قال حكيم :
ابتعد قدر المستطاع عن المتباكين على حالهم ، وعن أهل التذمر كذلك ، واقترب من أصحاب الرضا الذين يشكرون الله صباحًا ومساءً رغم ظروفهم .
وكن راضيًا وكأنك تملك كـل شيء ؛ فما كتبهُ الله لنا ألطفُ مِما نشاء .
- لله الحمد والمنة :
اللهم لك الحمد خيرًا مما نقول ، وفوق ما نقول ، ومثلما نقول ، لك الحمد بالإيمان ، ولك الحمد بالإسلام ، ولك الحمد بالقرآن ، عز جاهك ، وجل ثناؤك ، وتقدست أسماؤك ، ولا إله إلا أنت .
من أطاعك قربته ، ومن تقرب إليك أحببته ، ومن عصاك أدبته ، ومن حاربك خذلته وأهنته .
في السماء ملكك ، وفي الأرض سلطانك ، وفي البحر عظمتك ، وفي النار سطوتك ، وفي الجنة رحمتك ، وفي كل شيء حكمتك وآيتك.
لك الحمد حتى ترضى ، ولك الحمد إذا رضيت ، ولك الحمد بعد الرضا .