من نوادر المحدثين :
1- حيوة بن شريح :
المحدث الثقة حيوة بن شريح -المصرى- كان يقعد في حلقته يعلم الناس ، فتقول له أمه : قم يا حيوة ألقِ الشعير للدجاج ؛ فيقوم ويترك المجلس ويفعل ما أمرته أمه .
من يا تُرى ذلكم العالم الجليل صاحب الخلق الرفيع ، والأداء الراقي البديع ؟
هو : أبو زرعة المصرى ( حيوة بن شريح ) ، فقيه عابد ومحدث من الثقات من تابعى التابعين .
قال ابن حجر عنه : ثقة ثبت فقيه زاهد .
قال الذهبي عنه : فقيه مصر وزاهدها ومحدثها .
تُوفي حيوة رحمه الله سنة ثمان وخمسين ومائة .
2- ابن حنبل وابن معين :
عَنْ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ الطَّيَالِسِيِّ قَالَ : صَلَّى أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ فِي مَسْجِدِ الرُّصَافَةِ .. فَقَامَ بَيْنَ أَيْدِيهِمْ قَاصٌّ فَقَالَ : حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ قَالَا : حَدَّثَنَا عَبْدُ الرَّزَّاقِ عَنْ مَعْمَرٍ عَنْ قَتَادَةَ عَنْ أنس قَالَ : قَالَ رَسُول الله : ” مَنْ قَالَ : لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، خلق اللَّهُ -تَعَالَى- لَهُ مِنْ كُلِّ كَلِمَةٍ مِنْهَا طائرا مِنْقَارُهُ مِنْ ذَهَبٍ وَرِيشُهُ مِنْ مَرْجَانٍ ” .. وَأَخَذَ فِي قَصِّهِ نَحْوًا مِنْ عِشْرِينَ وَرَقَةً .. فَجَعَلَ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ يَنْظُرُ إِلَى يَحْيَى بْنِ معِين ، وَيحيى ينظر إِلَى أَحْمد ابْن حَنْبَلٍ .. فَقَالَ : أَنْتَ حَدَّثْتَهُ بِهَذَا ؟ فَقَالَ : وَاللَّهِ مَا سَمِعْتُ بِهَذَا إِلَّا هَذِهِ السَّاعَةَ .. قَالَ : فَسَكَتَا جَمِيعًا حَتَّى فَرَغَ مِنْ قَصَصِهِ .. وَأَخَذَ الْقُطَيْعَاتِ ، ثُمَّ قَعَدَ يَنْتَظِرُ بَقِيَّتَهَا .. فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ بِيَدِهِ : تَعَالَ ! فَجَاءَ مُتَوَهِّمًا لِنَوَالٍ يُجِيزُهُ .. فَقَالَ لَهُ : مَنْ حَدَّثَكَ بِهَذَا الْحَدِيثِ ؟ فَقَالَ : أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنُ مَعِينٍ .. فَقَالَ : أَنَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ، وَهَذَا أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ .. مَا سَمِعْنَا بِهَذَا قَطُّ فِي حَدِيث رَسُول الله .. فَإِن كَانَ لَا بُد وَالْكَذِبُ فَعَلى غَيْرِنَا .. فَقَالَ لَهُ : أَنْتَ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ ؟
قَالَ : نَعَمْ .. قَالَ : لَمْ أَزَلْ أَسْمَعُ أَنَّ يَحْيَى بْنَ مَعِينٍ أَحْمَقٌ مَا تَحَقَّقْتُهُ إِلَّا السَّاعَةَ .. فَقَالَ لَهُ يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ : كَيْفَ عَلِمْتَ أَنِّي أَحْمَقٌ ؟ قَالَ : كَأَنْ لَيْسَ فِي الدُّنْيَا يَحْيَى بْنُ مَعِينٍ وَأَحْمَدُ ابْن حَنْبَلٍ غَيْرُكُمَا .. قَدْ كَتَبْتُ عَنْ سَبْعَةَ عَشَرَ أَحْمَدَ بْنَ حَنْبَلٍ وَيَحْيَى بْنَ مَعِينٍ .. فَوَضَعَ أَحْمَدُ كُمَّهُ عَلَى وَجْهِهِ وَقَالَ : دَعْهُ يَقُومُ ، فَقَامَ كَالْمُسْتَهْزِئِ بِهِمَا .
3- صحيح البخاري :
كان الإمام البخاري رحمه الله تعالى جالسًا عند أستاذه إسحاق بن راهويه فسمعه يقول :
” لو جمعتم كتابًا مختصرًا لصحيح سنة رسول الله “.
قال البخاري : فوقع ذلك في قلبي ؛ فأخذت في جمع الجامع الصحيح .
وصحيح البخاري الذي جمعه الإمام محمد بن إسماعيل البخاري ، سماه :
[ الجامع المسند الصحيح المختصر من أمور رسول الله وسننه وأيامه ].وخرَّجه من ستمائة ألف حديث ، وتعب في تنقيحه وتهذيبه والتحري في صحته ، حتى كان لا يضع فيه حديثًا إلا اغتسل وصلى ركعتين يستخير الله في وضعه ، ولم يضع فيه مسندًا إلا ما صح عن رسول الله ﷺ بالسند المتصل الذي توفر في رجاله العدالة والضبط .
وأكمل تأليفه في ستة عشر عامًا ، ثم عرضه على الإمام أحمد بن حنبل ويحيى بن معين وعلي بن المديني وغيرهم ، فاستحسنوه وشهدوا له بالصحة .
وقد تلقاه العلماء بالقبول في كل عصر ، فقد قال الحافظ الذهبي : ” هو أجل كتب الإسلام ، وأفضلها بعد كتاب الله “.
عدد أحاديثه بالمكرر (7397) سبعة وتسعون وثلاثمائة وسبعة آلاف حديث ، وبحذف المكرر يبلغ (2602) اثنان وستمائة وألفا حديث ، كما حرر ذلك الحافظ ابن حجر .