لوني شرف لي
لوني شرف لي :
ﻗﺎﻟﺖ اﻣﺮﺃﺓ عرﺑﻴﺔ ﻟﺮﺟﻞ ﺃﻓﺮﻳﻘﻲ ﻋﺮﺑﻲ ﻣﺴﻠﻢ ﺑﻠﻬﺠﺔ ﺳﺨﺮﻳﺔ أﻣﺎﻡ ﺟﻤﻊ ﻣﻦ ﺍﻟﻨﺎﺱ : ﻳﺎ ﺃﺳﻮﺩ !
ﻓﺮﺩ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻭﺳﻂ ﺫﻫﻮﻝ ﺍﻟﺠﻤﻴﻊ : ﺃﺳﻮﺩ ؟ ﺃﻧﺎ ﻣن ﺗﻘﺼﺪﻳﻦ ؟
ﻗﺎﻟﺖ : ﻧﻌﻢ ، ﺃﻧﺖ .
ﻓﺮﺩ ﻗﺎئلًا : ﺍﻷﺳﻮﺩ ﺳَﺎﺗِﺮُﻙِ ﻳﺎ اﻣﺮﺃﺓ ( ﻳﻘﺼﺪ ﺍﻟﻌﺒﺎﺀﺓ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﺀ ).
ثم رﺟﻊ إلى ﻣﻨﺰﻟﻪ ﻣﺎ ﺑﻴﻦ ﻓﻜﺮ ﻭﻭﺟﻊ ؛ فأﻟﻒ ﻗﺼﻴﺪﺗﻪ ﺍﻟﺸﻬيرة ﻓﻲ ﺫﻟﻚ .
ﻭﺗﻨﺎﻭﻟﺘﻬﺎ ﺑﻌﺾ ﺍﻟﺼﺤﻒ والمجلات .
- ﻭﻛﺎﻧﺖ ﺗﻠﻚ ﻛﻠﻤﺎﺗﻬﺎ :
ﻗﺎﻟﺖ ﻟﻲ : أﺳﻮﺩ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﺍﻟﻮﻃﻦ ﻓﻲ ﺍﻟﻘﺎﺭﺓ ﺍﻟﺴﻤﺮﺍﺀ
ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻫﺒﺔ ﺧﺎﻟﻘﻲ ﻭﺃﺣﺲ ﺑﺎﻟﺮﺿﺎﺀ
لوني شرف لي ﻭﻟﻠﻜﻌﺒﺔ كساء
ﻭللرﺟﺎﻝ ﻣﻤﻴﺰٌ ﻟﻠﺸﻮﺍﺭﺏ ﻭﺍﻟﻠﺤﺎﺀ
ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻓﻲ ﺍﻟﻌﻴﻮﻥ ﺯﻳﻨﺔ ﻭﺑﺪﻭﻧﻪ ﻋﻤﺎﺀ
ﻟﻮﻧﻲ ﺷﻬﺎﻣﺔ ﻭﺭﺟﻮﻟﺔ ﻣﺎ ﺑﻪ ﻣﺎ ﻳُﺴﺎﺀ
ﺳﻮﺍﺩﻱ ﺧﻴﺎﻡٌ ﺑﺎﺩﻳﺔٌ ﻟﻌﺮﻭﺑﺔٍ ﻛﺮﻣﺎﺀ
ﺃﺗﻌﻠﻤﻴﻦ ﻟﻮﻧﻲ ﻟﻠﻤﺮﺃﺓ ﺳِﺘﺮٌ ﻭﺟﻤﺎﻝٌ ﻭﻏﻄﺎﺀ
ﺳﻮﺍﺩﻱ ﻋﻠﻲ ﻛﻞ ﺭﺃﺱ أﻣﻨﻴﺔٌ ﻟﻠﻨﺴﺎﺀ
ﻭﺇﻥ ﻛﺎﻥ ﺷﻌﺮﻙ ﺃﺑﻴﺾ ﺗﺸﺘﺮﻱ ﻟﻮﻧﻲ ﺑﺴﺨﺎﺀ
ﻭﺑﻌﺪﻣﺎ ﺗﻀﻌﻴﻨﻪ ﺗﻌﻮﺩﻳﻦ ﺷﺒﺎﺑًﺎ ﻟﻠﻮﺭﺍﺀ
ﺃﺗﻘﻮﻟﻴﻦ ﻳﺎ ﺃﺳﻮﺩ ؟
ﻭﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﺰﻭﺭ ﺍﻟﻜﻌﺒﺔ ﻳُﻘَﺒِّﻞ ﻟﻮﻧﻲ ﺑﺎﻧﺤﻨﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﺻﻨﺪﻭﻕُ ﺳِﺮٍّ ﻟﺮﺣﻼﺕِ ﺍﻟﻔﻀﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﺑﺘﺮﻭﻝ ﺑَﺪَّﻝَ ﺻﺤﺎﺭيكِ ﻭﺍﺣﺔً ﺧﻀﺮﺍﺀ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻣﺎ ﺳﻄﻊ ﻧﺠﻢٌ ﻭﻻ ﻇﻬﺮ ﺑﺪﺭٌ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻤﺎﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻫﻮ ﻟﻮﻥ ﺑﻼﻝ ﻣﺆﺫﻥ ﺧﻴﺮِ ﺍﻷﻧﺒﻴﺎﺀ
ﻟﻮﻻ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻻ ﺳﻜﻮﻥٌ ﻭﻻ ﺳﻜﻴﻨﺔٌ ﺑﻞ ﺗﻌﺐٌ ﻭﺍﺑﺘﻼﺀ
ﺍﻟﺴﻮﺍﺩ ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺘﻬﺠﺪُ ﻭﺍﻟﻘﻴﺎﻡُ ﻭﺍﻟﺴﺠﻮﺩُ ﻭﺍﻟﺮﺟﺎﺀ
ﻓﻴﻪ ﺍﻟﺮﻛﻮﻉُ ﻭﺍﻟﺨﺸﻮﻉُ ﻭﺍﻟﺘﻀﺮﻉُ ﻻﺳﺘﺠﺎﺑﺔِ ﺍﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻓﻴﻪ ﺫﻫﺎﺏُ ﻧﺒﻴﻨﺎ ﻣﻦ ﻣﻜﺔَ ﻟﻸﻗﺼﻰ ﻟﻴﻠﺔ ﺍﻹﺳﺮﺍﺀ
ﻟﻮ ﺿﺎﻉ ﺍﻟﺴﻮﺍﺩُ ﻣﻨﺎ ﻋﻠﻴﻨﺎ ﺃﻥ ﻧﺴﺘﻐﻔﺮَ ﻭﻧﺠﻬﺶَ ﺑﺎﻟﺪﻋﺎﺀ
ﻋﺰﻳﺰﺗﻲ ﺗﺄﻣﻠﻲ ﺍﻟﺰﺭﻉَ ﻭﺍﻟﻀﺮﻉَ ﻭﺳﺮ ﺣﻴﺎﺗﻨﺎ ﻓﻲ ﺳﺤﺎﺑﺔٍ ﺳﻮﺩﺍﺀ
اﺳﻤﻌﻴﻨﻲ ﻭﺍﻟﻠﻪِ ﺃنتِ ﻣﺮﻳﻀﺔٌ ﺑﺪﺍﺀِ ﺍﻟﻜﺒﺮﻳﺎﺀ
ﺃﻧﺼﺘﻲ ﻟﻨﺼﻴﺤﺘﻲ ﻳﺎ اﻣﺮﺍﺓ ﻭﻟﻮﺻﻔﺔِ ﺩﻭﺍﺀ
ﻋﻠﻴﻚ ﺑﺤﺒﺔٍ ﻣﺒﺎﺭﻛﺔٍ ﻣﺜﻞ ﻟﻮﻧﻲ ﻣﻊ ﺟﺮﻋﺔٍ ﻣﻦ ﻣﺎﺀ
ﻟﺴﺖُ ﻣﺎﺯﺣًﺎ ﻭﺳﺘﻨﻌﻤين ﺑﺎﻟﺼﺤﺔِ ﻭﺍﻟﺸﻔﺎﺀ
ﺳﺎﻣﺤﻴﻨﻲ ﻳﺎ ﻣﻐﺮﻭﺭﺓ ﻟﻜﻞ ﺣﺮﻑٍ ﺟﺎﺀ ﻭﻛﻠﻤﺔِ ﻫﺠﺎﺀ
ﻻ ﺃﺳﻮﺩ ﻭﻻ ﺃﺑﻴﺾ ﻓﻲ ﺷﺮﻋﻨﺎ ﺳﻮﺍﺀ
ﻛﻠﻨﺎ ﻣﻦ ﺧﻠﻖ ﺍﻟﻠﻪ ﺍﻟﻮﺍﺣﺪ ﻧﻌﻮﺩ ﻵﺩﻡ ﻭﺃمنا حواء
( ونحن نقول له : لا فض فوك ، ولا ثكلك أهلك وذووك ).