تفاسير وأزاهير :
كم من همم رفعت أصحابها إلى أعلى القمم ، وكم من أناسٍ علت بهم وازدانت أمم ، وكم من سِيَر فجرت النور في سواد الظُّلَم ، وألقت السَّمع في قلب الصمم ؛ فارتفى بها كل من عَلِمَ ومن فهم .
وإن من أصحاب هذه الهمم : هؤلاء الأماجد ، الذين اجتهدوا في تفسير كتاب الله المجيد .
- التفسير الميسر :
صدر هذا التفسير عن مجمع الملك فهد بالمدينة المنورة أيام وزارة الشيخ الدكتور عبدالله بن عبد المحسن التركي ، وهو صاحب فكرته .
وقد شارك في كتابته عدد من العلماء ؛ منهم الدكتور عبد العزيز إسماعيل ، والدكتور حكمت بشير ياسين ، والدكتور محمد بن عبد الرحمن الشايع ، وغيرهم .
وراجعه الدكتور عبدالله التركي ، ونُشر تحت اسم ( إعداد نخبة من العلماء ).
طُبع الكتاب طبعة ثانية فيها إصلاح لعدد من الملحوظات .
وهو تفسير إجمالي سهل العبارة جدًا ، يصلح للمبتدئ يطالعه على حاشية المصحف ويفهم المقصود بالآية بسهولة ، وهو من أجود التفاسير المختصرة وأسلمها إن شاء الله .
وهو جدير بأن يكون في كل بيت ، وأن ينتشر في العالم الإسلامي .
- الوجيز في تفسير الكتاب العزيز :
أحد كتب مختصرات التفسير ، ألفه أبو الحسن علي بن أحمد الواحدي النيسابوري .
يُعد تفسير الواحدي المعروف بالوجيز في التفسير من أقدم المختصرات السهلة في التفسير ، وقد صنفه بناء على طلب من طلابه رغبة في كتاب سهل ميسر يقتصر فيه على قول واحد في معنى الآيات المُخْتَلَف في معناها .
وقد سارع بتلبية طلبهم بتأليف هذا الكتاب ، وهو يقتصر فيه غالبًا على قول واحد .
الكتاب يُعَدّ من أفضل ما أُلِّف في تفسير القرآن باختصار .
وجاء العلماء من بعده فجعلوه مصدرًا أساسيًّا لمؤلَّفاتهم في التفسير ، ومعرفةُ هذا الكتاب وفهمه تعطي القدر الكافي لمن أراد الاكتفاء به في علم التفسير .
اعتمد الواحدي النيسابوري في تفسيره على تفسير القرآن بالقرآن إن أمكن ، والقرآن بالحديث النبوي إن كان هناك حديث يبين معنى الآية ، وذكر أقوال الصحابة والتابعين في تفسير الآيات ، وتكلم عن أسباب النزول ، وأوضح ألفاظ القرآن بأقوال أهل اللغة والمعاني ، وتعرض أحيانًا لبعض المسائل الفقهية ، وتعرض قليلًا لبعض مسائل النحو ، وذكر في مطلع كل سورة ما ورد من أحاديث في فضلها .
وعبارة الكتاب سهلة بالنظر إلى زمن تأليفه ، وقد توفي الواحدي عام 468 هـ .
وتحقيق صفوان داوودي بدار القلم هو التحقيق الموصى به لهذا الكتاب .
ندعوكم لقراءة : صاحب معالم التنزيل
- تفسير السعدي :
يُعد الشيخ عبد الرحمن السعدي ، من أفضل من قدم كتب التفسير المبسطة حديثًا .
صاحب كتاب [ تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ] ، المشهور بتفسير السعدي .
قام بكتابته والانتهاء منه عندما كان يبلغ من العمر سبعة وثلاثين عامًا ، 1344 هـ .
احتوى كتابه على أربعة أقسام ، ولحرصه على نشر القرآن وتفسيره وزع كتابه مجانًا .
اعتمد الشيخ -رحمه الله- الوسطية في تفسيره ، فلا حاجة للتطويل فيمل القارئ أو الاختصار فلا يفهم .
اتبع نهج السلف الصالح ، السنة والصحابة ، واتبع نهج التفسير المأثور .
شرح المعنى والهدف من الآيات وأسباب نزولها ، دون ذكر القصص الغير موثوقة بها .
اهتم بالمعنى واللغة والبلاغة والاهتمام بالعقيدة ، وذكر العبر من القصص .
بالإضافة لتفسيره ، قام بكتابة كتاب منفصل يشرح فيه قواعد تفسير القراّن .
واعتمد في شرحه على ذكر سبعين قاعدة لمن يرغب في التفسير .
وذكر أسماء الله الحسنى في كتابه مع تفسيرها ، وتناول العبر من الآيات والقصص .
وهو من كتب التفسير بالمأثور من أقوال كتاب والسنة وأقوال لصحابة والتابعين ، وهو يستخدم عبارات سهلة وواضحة بعيدًا عن الحشو .
وكان منهجه يقوم على ذكر العظات والعبر ، وكان يستخدم الألفاظ السهلة والعبارات اليسيرة ، وكان دائمًا ما يهتم بالجانب الفقهي ، كما يذكر الأمثلة من القرآن ويعرضها ويفسرها .
وتميز مؤلفه أنه خلا من الإسرائيليات ، فلم يذكرها المؤلف إلا قليلًا .
ولكن يؤخذ عليه عدم اهتمامه بالشعر ، واهتمامه بشرح الآية دون الوقوف على معنى مفرداتها ، عدم ذكر الأقوال إلى أصحابها ، وقلة اهتمامه بأسباب النزول .