شيخ المجاهدين

شيخ المجاهدين :

منذ السابع من أكتوبر لهذا العام ( 2023 ) ، عادت سيرته إلى دائرة الاهتمام ، بعد طوفان الأقصى وأبطاله العظام ، وإذلالهم للصهاينة اللئام .
يتصدر اسمه نشرات الأخبار ووسائل الإعلام .

هو محمد عز الدين بن عبد القادر بن مصطفى بن يوسف ، رجلٌ هُمَام ، عالي المقام ، على مر الشهور والأعوام .

ونظرًا لبطولته ، حكم عليه الفرنسيون بالإعدام .

وُلد بطلنا عام 1883م ، واستشهد عام 1935م .

سوري الجنسية ، المولود في بلدة جبلة جنوب مدينة اللاذقية .

تربى في أسرة متدينة ، معروفة باهتمامها بالعلوم الشرعية .

لعب استشهاده دورًا كبيرًا في إشعال الثورة الفلسطينية ( 1936 – 1939 ) ، وألهم المقاومة الفلسطينية منذئذ جيلًا بعد جيل ضد الصهيونية العنصرية الفاشية .

 تلّقى دروسه الابتدائية في بلدته في كُتَّاب والده .

سافر وهو في الرابعة عشرة إلى القاهرة ، والتحق بالجامع الأزهر الشريف ، وأخذ العلم من خير أئمته وقتئذ .

بعد نيله شهادة الأهلية ، قفل راجعًا إلى جبلة سنة 1903 ، حيث خلف والده في كُتَّابه يُعلِّم الناس أصول القراءة والكتابة والقرآن وبعض العلوم الحديثة .

تولّى الشيخ إمامة المسجد المنصوري في جبلة ، وغدا بخطبه ودروسه وسلوكه ، موضع احترام الناس ، وامتدت شهرته وحسن سمعته إلى المناطق المجاورة .

دعا الرجل بعد هجوم إيطاليا على ليبيا سنة 1911م إلى نصرة الشعب العربي الليبي عن طريق التظاهر والتطوع للقتال إلى جانبه ، ثم كان من أوائل من انضم إلى الثورة ضد الاحتلال الفرنسي في الساحل السوري ما بين سنة 1919 – 1920م ، وأبلى في قتالهم أحسن البلاء في الجبال المحيطة بقلعة صلاح الدين فوق اللاذقية ، فأدرك الفرنسيون خطورته وحكموا عليه بالإعدام .

التجأ الشيخ مع أسرته وبعض إخوانه إلى مدينة حيفا في أواخر سنة 1920م ، حيث عمل مدرّسًا في مدرسة ” البرج ” الثانوية التي أنشأتها ” الجمعية الإسلامية ” المسئولة عن إدارة الأوقاف الإسلامية في منطقة حيفا ، ثم صار يعطي دروسًا دينية في جامع ” الاستقلال ” ، الذي شيّدته ” الجمعية الإسلامية ” نفسها ، ملفتًا الأنظار بمواعظه .

وبعد سنوات قليلة ، أصبح إمامًا وخطيبًا في الجامع ذاته .

كما أنشأ مدرسة ليلية لمكافحة الأمية .

شارك البطل في تأسيس فرع ” جمعية الشبان المسلمين ” في مدينة حيفا ، وانتخب ، في يوليو 1928م ، رئيسًا له ، فكانت هذه الجمعية وسيلة فعّالة لنشر الوعي الوطني بين صفوف الشباب والرجال .

عينته المحكمة الشرعية في حيفا مأذونًا شرعيًّا سنة 1930م ، فصار يخرج إلى قرى الجليل ويتصل بالناس ويتعرّف إليهم ؛ فذاع صيته أكثر وأكثر .

تابع بطلنا استفحال الخطر الصهيوني بسبب السياسة البريطانية الداعمة لمشروع ” الوطن القومي اليهودي ” ، ووصل إلى قناعة بأن بريطانيا هي العلّة والمعلول وأن لا سبيل إلى ردعها سوى بالكفاح المسلح المباشر ضدها ، وأن لا سبيل إلى ذلك سوى بالإيمان الصادق ونبذ الحزبية ، والتضافر والتضحية والالتزام بسرية العمل وإحكام التنظيم والتوقيت ، فضلًا عن حنوه على الفقراء وذوي الدخل النزير وسعيه المتصّل لتحسين حالهم ؛ فاستقطب بذلك في حلقاته الخاصة ولاء دوائر زادت اتساعًا من سكان الريف وشيوخه ممن وفدوا إلى حيفا للعمل في مينائها ومصانعها ومصفاتها ، وسكنوا في أحياء بائسة تحيط بالمدينة شرقًا ، وكان الكثيرون منهم ممّن أُجلوا عن أراضيهم لانتقال ملكيتها إلى أيدي الصهاينة اللئام .

أعلن الشيخ الجهاد -لظروف دعته لذلك- في الثاني عشر من نوفمبر 1935م ليلًا في حيفا واتجه من ثم مع أحد عشر من إخوانه إلى أحراج قرية ” يعبد ” من أعمال جنين ؛ فكانت معركة غير متكافئة -دامت ست ساعات- مع القوات البريطانية يوم 20 من الشهر نفسه ، كان فيها كالأسد العصور ، وقتل عددًا من الأعداء ، ثم كانت الشهادة ؛ حيث استشهد الشيخ فيها مع أربعة من رجاله وجرح وأُسر الآخرون .

شهدت مدينة حيفا إضرابًا شاملًا في 21 تشرين الثاني 1935م ، بعد وصول خبر استشهاده ، فأُغلقت الحوانيت والمتاجر والمطاعم ، وودع الآلاف من سكانها البطل الشهيد ومن استشهد معه من أنصاره في أضخم جنازة عرفتها المدينة .

دُفن شيخ المجاهدين في مقبرة ” بلد الشيخ ” من أعمال حيفا .


إنه شيخ المجاهدين البطل الهمام : عز الدين القسام .

ندعوكم لقراءة : الغلام المؤمن الهمام

Exit mobile version