” تأبط شرًا ” لقب لشاعر من شعراء العصر الجاهلي اسمه : ثابت بن جابر بن سفيان بن عديّ بن كعب بن حرب بن تيم بن فهم ، من الطائف .
وهو من طبقة الصعاليك الذين اعتزلوا قبائلهم وعاشوا في الصحراء ؛ مثل الشنفرى ، وعروة بن الورد ، وسليك بن السلكة ، وغيرهم.
وهو شاعر عدّاء ، من فُتَّاك العرب في الجاهلية .
تميز بالشجاعة والسرعة في الجري .
رُويت قصص كثيرة عن سبب لقبه ، وسنعرضها جميعًا في المقال بمشيئة الله تعالى .
وأكثرها مصداقية أنه كلما كان يخرج للغزو كان يضع سيفه تحت إبطه ؛ فقالت أمه مرةً عن خروجه بهذه الطريقة أنه تأبط شرًّا .
وهو من الطائف في شبه الجزيرة العربية في القرن الخامس الميلادي ، ويعود نسبه لقبائل مضر من عدنان .
وهو شاعر من شعراء الحماسة .
عاش ” تأبط شرًّا ” منتميًا لطبقة الشعراء الصعاليك الذين اعتزلوا قبائلهم وعاشوا من خلال الصيد والغزو ؛ مثل عروة بن الورد والشنفرى وغيرهم .
أمه : أميمة الفهمية ، من بني القين بن فهم بن عمرو بن قيس عيلان بن مضر تزوجها أبو كبير الهزلي ، وكان لها خمسة أبناء هم : تأبط شرًّا ، وريش لغب ، وريش نسر ، وكعب جدر ، ولا بواكي له .
( أحد إخوته اسمه : لا بواكي له ! ).
وقيل إنها ولدت سادسًا اسمه عمرو ولكنه مات صغيرًا .
– سبب اللقب العجيب :
هناك روايات ؛ نذكر منها :
ذكر الرواة أنه كان رأى كبشًا كبيرًا في الصحراء فاحتمله تحت إبطه فجعل يبول عليه طول طريقه ، فلما اقترب من الحي ثقل عليه الكبش فلم يقله ، فرمى به فإذا هو الغول ، فقال له قومه : ما تأبطت يا ثابت ؟
قال : الغول ، قالوا : لقد تأبطت شرًّا فلُقِّب بذلك .
وقيل : بل قالت له أمه : كل إخوتك يأتيني بشيء إذا راح ، غيرك ، فقال لها : سآتيك الليلة بشيء ، ومضى فصاد أفاعي كثيرة من أكبر ما قدر عليه ، فلما راح أتى بهن في جراب متأبطًا له ، فألقاه بين يديها ، ففتحته فتساعين في بيتها فوثبت ، وخرجت فقال لها نساء الحي : ماذا أتاك به ثابت ؟ فقالت : أتاني بأفاع في جراب ، فقلن : وكيف حَمَلَها ؟
قالت : تأبطها ، قلن : لقد تأبط شرًّا ؛ فلزمه .
وقيل لُقِّب بتأبط شرًّا ؛ لأنه كان كلما خرج للغزو وضع سيفه تحت إبطه ، فقالت أمه مرة : تأبط شرًّا ، فلُقِّب بهذا اللقب .
وقال الثعالبي في كتابة [ لطائف المعارف ] :
إنه لُقِّب بذالك لقوله :
تَأَبَّطَ شَرًّا ثُمَّ راحَ أَوِ اِغتَدى … يُوائِمُ غُنمًا أَو يُشيفُ إِلى ذَحلِ
– سرعة عجيبة :
يحكي أبو الفرج الأصفهاني في كتابه [ الأغاني ] عن سرعته العجيبة ، فيقول :
قال عمرو بن أبي عمرو الشيباني : نزلت على حي يُدعَى ” بسة ” من فهم إخوة بني عدوان من قيس ، فسألتهم عن خبر تأبط شرًّا ، فقال لي بعضهم : « وما سؤالك عنه ، أتريد أن تكون لصًا؟ » ، قلت : لا ، ولكن أريد أن أعرف أخبار هؤلاء العَدَّائين ، فأتحدث بها ، فقالوا : نحدثك بخبره : « إن تأبط شرًّا كان أعدى ذي رجلين وذي ساقين وذي عينين ، وكان إذا جاع لم تقم له قائمة ، فكان ينظر إلى الظباء فينتقي على نظره أسمنها ، ثم يجري خلفه فلا يفوته حتى يأخذه فيذبحه بسيفه ثم يشويه فيأكله .. ويكاد لا يُرى لشدة سرعته ».
– وفاة تأبط شرًّا :
تعددت الروايات حول مقتل تأبط شرًا ، فيُقال أنه قُتل في وادي نمار في 530 للميلاد ، على يد غلام من بني هزيل رماه بسهم أصابه بمقتل فلحق تأبط شرًا الغلام وقتله ، ثم عاد لأصحابه فقالوا له ما لك ، فلم ينطق ومات بين أيديهم فانطلقوا وتركوه .