التعريف بالرسول الخاتم

التعريف بالرسول الخاتم :

– الحمد لله صاحب الفضل والكرم ، الذي علم بالقلم ، علم الإنسان مالم يعلم ، والصلاة والسلام على سيد العرب والعجم ، خير من مشى على قدم ، وأحسن من ابتسم ، مخرج الناس إلى النور من دياجير الظُّلَم ، وأمته خير الأمم ، وعلى آله وصحبه الذين عبدوا الله وحطموا الصنم .

– مدحه رب الورى بقوله : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “. (القلم : 4)

 أرى كل مدح في النبي مقصرا … ولو صيغ فيه كل عقد مجوهرا

وهل يقدر المداح قدر محمد … وإن بالغ المثني عليه وأكثرا

إذا الله أثنى بالذي هو أهله … على من يراه للمحامد مظهرا

وخصصه في رفعة الذكر مثنيا … عليه فما مقدار ما تمدح الورى

كالغَيثِ ذِكْرُكَ يا حَبيبي لمْ يَزَلْ … ‏يَسْقي القلوبَ مَحَبَّةً ونَعِيما

يا سَيّدَ الثَّقلينِ حُزْتَ مَكانةً … ومقامَ عِزٍّ في النُّفوسِ عَظِيما

يا مَنْ سَلَكْتُمْ نَهْجهُ وَسَبِيلهُ … صَلُّوا عَليهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيما

– هو أبو القاسم ، محمد -صلى الله عليه وسلم- ( 53 قبل الهجرة – 11 هجرية / 571 – 633 ميلادية ) ابن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم .

– من قريش ، يتصل نسبه الشريف إلى عدنان ، من ولد إسماعیل بن إبراهيم الخليل عليهما السلام .

– أمه : آمنة بنت وهب ، القرشية الزُهرية .

– وُلد بمكة المكرمة ، وأرضعته – بالبادية – حليمة السعدية ، من بني سعد بن بكر بن هوازن .

– نشأ يتيمًا ؛ فلقد مات أبوه عبد الله قبل أن يُولد ، ف احتضنته أمه آمنة إلى أن تُوفيت ، وهو في السادسة من عمره .

كفله جده عبد المطلب ، إلى أن مات -وهو في الثامنة من عمره- ، فكفله عمه أبو طالب .

– شَبَّ كامل العقل ، عالي الهمة ، صادقًا أمينًا ، شجاعًا ، فاضل الأخلاق ؛ حتى لقد لَقَّبَهُ قومه واشتهر بينهم بالصادق الأمين .

– شارك في عقد حلف الفضول الذي قام بمكة لنصرة المظلومين ، وأَخْذ حقوق الضعفاء من الأقوياء .

– اشتغل برعي الغنم حينًا ، ثم بالتجارة ، وسافر إلى الشام في تجارة للسيدة خديجة بنت خويلد الأسدية القرشية .

– وفي الخامسة والعشرين من عمره تزوج من السيدة خديجة ، وأنجب منها كل أولاده باستثناء إبراهيم الذي مات طفلًا ، وظلت خدیجة زوجه الوحيدة حتى تُوفيت وهو في الخمسين من عمره ، تعددت بعدها زوجاته .

– لم يعش بعده من أولاده ، وينجب سوى ابنته فاطمة التي تزوجت من ابن عمه علي بن أبي طالب .

كان نسلها من ولديها : الحسن بن علي ، والحسين بن علي .

تُوفي بقية أولاده في حياته : القاسم ، وزينب ، ورقية ، وأم كلثوم ، وإبراهيم .

– لم يعبد صنمًا منذ نشأ ، وكان يميل إلى التأمل ؛ بحثًا عن الحقيقة ، ثم أخذ يخلو إلى نفسه شهر رمضان من كل عام ، في غار حراء بمكة يتحنث “يتعبد” فيه تعبُّد الحنفاء ببقايا شريعة إبراهيم الخليل عليه السلام .

– وبينما هو بالغار في رمضان سنة ( ۱۳ قبل الهجرة / ۹۱۰ ميلادية ) جاءه الوحي من الله بالنبوة الخاتمة ، والرسالة الخالدة : فأخذ يدعو المقربين منه إلى الإسلام سرًا – ثلاث سنوات- ؛ فآمن به نفرٌ قليل ، ثم جهر بالدعوة إلي الإسلام .

– نزل عليه القرآن منجمًا -مفرقًا- ، وكان كُتَّاب الوحي يكتبونه ، ويحفظونه .

وهو معجزته التي تحدى بها قومه والإنس والجن أن يأتوا بشيء من مثله .

– أصابه الأذى -هو وأصحابه- من مشركي قريش ، فصبروا وصابروا .

وحاصرته قريش -مع من آمن به- في شعب بني هاشم ثلاث سنوات ، وقاطعوهم اقتصاديًّا واجتماعيًا ، حتی کادوا أن يُهلَكوا جوعًا ؛ فأذن لبعض أصحابه بالهجرة مرتين إلى الحبشة ، وأخذ يعرض نفسه ودعوته على القبائل طلبًا للحماية والإيمان وكسرًا للحصار .

– ولما استجاب نفر من يثرب -المدينة المنورة- من قبيلتي الأوس والخزرج لدعوة الإسلام سنة ( ۲ قبل الهجرة ) ، ثم عادوا في العام التالي فتعاقدوا معه -عند العقبة- على تأسيس الدولة الإسلامية الأولى -بالمدينة- بدأ أصحابه في الهجرة إليها .

– هاجر بصحبة أبي بكر الصديق من مكة إلى المدينة ، فدخلها يوم الاثنين ( ۸ ربيع الأول سنة 1 هجرية / ۲۰ سبتمبر سنة ٦٢٢ م )

فأقام مسجد النبوة ، ووضع الصحيفة -الكتاب- دستوراً للدولة الإسلامية الأولى.

– ولاحقته قريش في مهجره بالعداء ، والعدوان ، فأذن الله له ولأصحابه بالقتال ؛ دفاعاً عن حرية العقيدة والدعوة ، ودفاعًا عن وطن الإسلام ودولته .

قال تعالى : ” أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُواْ وَإِنَّ ٱللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ ﴿٣٩﴾ ٱلَّذِينَ أُخْرِجُواْ مِن دِيَارِهِم بِغَيْرِ حَقٍّ إِلَّا أَن يَقُولُواْ رَبُّنَا ٱللَّهُ …”. (الحج : 39 ، 40)

– وفي سبيل حماية الدين ، والدولة ، والوطن ، وفي سبيل تحرير الشرق من استعمار الرومان وقهرهم ، كانت غزواته الثمانية والعشرون ، وبها انتصر الإسلام على الشرك والوثنية ، وعلى تحالف اليهود مع الوثنية .

– وفي ( 25 من ذي القعدة سنة ۱۰ هجرية / فبراير ٦٣٢ م ) خرج حاجًا حجة الوداع ، وخطب علی عرفات أطول خطبة التي قنن فيها الحقوق المدنية والدينية للإنسانية جمعاء ، ثم عاد إلى المدينة المنورة .

– في ( ۲۷ صفر سنة ۱۱ هجرية / مايو ٦٣٢ م ) ، كان مرضه الذي تُوفي فيه ، فصعدت روحه الطاهرة الزكية المطمئنة إلى بارئها في (يوم الأحد ۱۲ ربیع الأول سنة ۱۱ هجرية / ۷ يونيه سنة ٦٣٢ م ) بعد عمر بلغ -بالتقويم القمري- (63) عامًا وثلاثة أيام ، وبالتقويم الشمسي (61) عامًا وثمانية وأربعين يومًا .

– وكان عدد الذين اهتدوا إلى الإسلام -عند وفاته- (١٢٤  ألفًا “مائة وأربعة وعشرين ألفًا” ) ، بينما بلغ عدد النخبة والصفوة والقيادات والريادات التي تربت في مدرسة النبوة نحوًا من ثمانية آلاف بينهم أكثر من ألف من النساء .

– كان صلى الله عليه وسلم خطيبًا ، أُوتي جوامع الكلم ، إذا خطب ” في نهي أو في زجر ” احمرت عيناه ، وعلا صوته ، واشتد غضبه ، كأنه منذر بقتال ، وإذا خطب في الحرب اعتمد على قوس ، وإذا خطب في السلم اعتمد على عصا .

– وكان محدثًا ، حلو المنطق ، في كلامه ترتيل وترسیل ، وإذا تكلم تبسم ، صلى الله عليه وسلم .

– وكان متواضعًا ، يجلس ويأكل على الأرض ، ويخيط ثوبه ، ويخصف نعله ، ويخدم أهله ، ويلبي دعوة الفقير والرقيق إلى خبز الشعير ، ويجالس المساكين .

– وكان صلى الله عليه وسلم طويل الصمت ، قليل الضحك ، وإذا ضحك وضع يده على فمه ، يمزح -قليلًا- ولا يقول الا حقًّا ، وإذا مزح غض بصره .

– وكان شديد الحياء ، إذا صافحه أحد لا يترك يده حتى يكون المصافح هو الذي يترك يده .

– كان رسول الله صلى الله عليه وسلم ضخم الرأس واليدين والقدمين ، ربعة ليس بالطويل ولا بالقصير ، واسع الجبين ، سبط الشعر مرسله ، في أسنانه تفليج وتفريق ، عيناه سوداوان ، يرسل شعره إلى أنصاف أذنيه ، يلبس قلنسوة بيضاء ، ويمسح رأسه .

– واذا مشي لم يلتفت ، وإذا التفت التفت جميعًا ، يتكفأ في مشيته كأنما ينحدر من عَلٍ .

وإذا اهتم لأمر ، أكثر من مس لحيته .

– وكان شجاعًا بطلًا ؛ إذا حمي وطيس الحرب احتمى به أصحابه ، وإذا اشتد بأسها كان أقرب أصحابه إلى الأعداء .

– وكان يقف بين يدي مولاه -بقيام الليل- حتی تتورم قدماه ، رفيقًا بالإنسان ، والحيوان والنبات ، والجماد .

– وكان عاشقًا للجمال في الكون ، وللطيب ، لا يصد نفسه عن طيبات الحياة وزينتها .

– وكان -وهو المعصوم في التبليغ عن ربه- أكثر الناس مشورة لأصحابه ، يُخضع اجتهاده لاجتهادات الأغلبية ، وإذا عزم على غزوة أخفاها ، ووری بغيرها .

– وصف نفسه فقال : ” أدبني ربي فأحسن تأديبي ” ، ووصفته زوجه عائشة ، فقالت : ” كان خلقه القرآن “.

ووصفه الله سبحانه وتعالى ، فقال : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِيمٍ “. (القلم : 4)

صلي عليه الله وسلم ، والملائكة ، والمؤمنون إلى يوم الدين . (انتهى)

صلى عليك الله يا خير الورى .. عدد حبات الرمال وأكثرا .

ندعوكم لقراءة : عن الرسول ﷺ – يقولون ونقول – 1

Exit mobile version