سمو قدر النبي ﷺ :
يَا خَيْرَ رُسُلِ اللّٰه قَدْرُك قَدْ سَمَا … فَاشْفَع لِمَنْ صَلَّى عَلَيْكَ وَسَلَّمَا
اللهم صل وسلم على نبينا محمد ﷺ .
قال الله الملك الحق ، في حق النبي محمد صلى الله عليه وسلم : ” وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ “. (القلم : 4)
وعن طاعته جل ثناؤه ، وتقدست أسماؤه ، وطاعة رسوله الكريم صلى الله عليه وسلم ، يقول الملك جل في عليائه : ” وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَالرَّسُولَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ “. (آل عمران : 132)
ويقول : ” يا أَيُّهَا الَّذينَ آمَنوا أَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَوَلَّوا عَنهُ وَأَنتُم تَسمَعونَ “. (الأنفال : 20)
ويقول : ” وَأَطِيعُوا اللَّـهَ وَرَسُولَهُ وَاللَّـهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ “. (المجادلة : 13)
ويقول : ” وَأَطيعُوا اللَّـهَ وَرَسولَهُ وَلا تَنازَعوا فَتَفشَلوا وَتَذهَبَ ريحُكُم وَاصبِروا إِنَّ اللَّـهَ مَعَ الصّابِرينَ “. (الأنفال : 46)
- نبي الرحمة :
قال الله تعالى في محكم التنزيل : ” وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ “. (الأنبياء : 107)
وقال : ” فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللَّـهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّـهِ إِنَّ اللَّـهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ “. (آل عمران : 159)
- دفاع الملك عنه :
بالفعل : لا يعرف قدر النبي ، إلا الرب العلي ، ثم يأتي المؤمن التقي النقي .
هيا مع المواقف ودفاع الرب القوي :
قال قوم نوح لنوح عليه السلام : ” إنا لنراك في ضلال مبين “. (الأعراف : 60)
دافع عن نفسه وقال : ” يا قوم ليس بي ضلالة ولكني رسول من رب العالمين “. (الأعراف : 61)
وقال المكذبون لهود عليه السلام : ” إنا لنراك في سفاهة “. (الأعراف : 66)
دافع عن نفسه ، قائلًا : ” يا قوم ليس بي سفاهة “. (الأعراف : 67)
وقال فرعون لموسى عليه السلام : ” إني لأظنك يا موسى مسحورا “. (الإسراء : 101)
فانتصر موسى لنفسه بنفسه ورد قائلًا : ” وإني لأظنك يا فرعون مثبورا “. (الإسراء : 102)
ولما قالوا لسيدنا محمد ﷺ : ” إنك لمجنون “. (الحجر : 6)
لم يدافع حبيب الله عن نفسه ، بل دافع عنه ربه جل في علاه ، فقال عز من قائل : ” ما أنت بنعمة ربك بمجنون “. (القلم : 2)
ولما قالوا : ” أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر “. (الصافات : 36)
دافع عنه ربه قائلًا : ” وما علمناه الشعر وما ينبغي له “. (يس : 69)
ولما اتهموه بافتراء القرآن : ” إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون “. (الفرقان : 4)
قال ربنا العزيز : ” قل أنزله الذي يعلم السر في السموات والأرض “. (الفرقان : 6)
- دعاء بالمغفرة :
سيدنا آدم دعا لنفسه بالمغفرة فقال : ” ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين “. (الأعراف : 23)
وكذلك سيدنا نوح : ” وإلا تغفر لي وترحمني أكن من الخاسرين “. (هود : 47)
والخليل إبراهيم : ” والذي أطمع أن يغفر لي خطيئتي يوم الدين “. (الشعراء : 82)
أما سيد البشر محمد ﷺ ، فقد قال له ربه : ” ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر “. (الفتح : 2)
ندعوكم لقراءة : قدر النبي محمد ﷺ
- لا يخزي الله النبي :
دعا إبراهيم عليه السلام ، ربه قائلًا : ” ولا تخزني يوم يبعثون “. (الشعراء : 87)
بينما قال الله تعالى لحبيبنا ﷺ : ” يوم لا يخزي الله النبي والذين آمنوا معه “. (التحريم : 8)
- حسبك الله يا محمد :
قال الخليل إبراهيم لما ألقوه في النار : ” حسبي الله “.
وقال ربنا لنبينا ﷺ : ” يا أيها النبي حسبك الله “. (الأنفال : 64)
- إرادة الله تعالى :
دعا إبراهيم قائلًا : ” واجنبني وبنيَّ أن نعبد الأصنام “. (إبراهيم : 35)
بينما قال الله لحبيبه محمد صلى الله عليه وسلم : ” إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا “. (الأحزاب : 33)
- سورة الشرح :
شرح الله صدر النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، ووضع عنه ذنبه ، ورفع ذكره .
قال تبارك وتعالى : ” أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ (1) وَوَضَعۡنَا عَنكَ وِزۡرَكَ (2) ٱلَّذِيٓ أَنقَضَ ظَهۡرَكَ (3) وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ (4) فَإِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرًا (5) إِنَّ مَعَ ٱلۡعُسۡرِ يُسۡرٗا (6) فَإِذَا فَرَغۡتَ فَٱنصَبۡ (7) وَإِلَىٰ رَبِّكَ فَٱرۡغَب (8) “.
قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
شرح الله صدر رسوله ﷺ أتم الشرح ، ووضع عنه وزره كل الوضع ، ورفع ذكره كل الرفع .
وجعل لأتباعه حظًا من ذلك ، إذ كل متبوع فلأتباعه حظ ونصيب من حظ متبوعهم في الخير والشر على حسب اتباعهم له .
فأتبع الناس لرسوله ﷺ أشرحهم صدرًا ، وأوضعهم وزرًا ، وأرفعهم ذكرًا ، وكلما قويت متابعته علمًا وعملًا وحالًا وجهادًا ، قويت هذه الثلاثة حتى يصير صاحبها أشرح الناس صدرًا ، وأرفعهم في العالمين ذكرًا .
- الصلاة على الحبيب :
قال الإمام ابن الجوزي رحمه الله : { عبادَ الله ، تعاهدُوا الصَّلاة على حبيبنا محمد ﷺ ؛ لأنَّ الله تعالى إذا أراد بعبده خيرًا ، يسَّر لسانه للصَّلاة على محمد ﷺ }.
أهـْــدَاك رَبــِّي للأنــام رَحِيما … ونشــرْتَ دِينًا كالجبال قَوِيما
يا مَنْ قرأتم أَحرُفـي ومقالتي … صلُّــوا عليــه وسلِّمــوا تسليما
اَللَّهُمَّ صَلِّ علىٰ نَبِيِّنَا مُحَمَّدٍ وَعَلىٰ آلِهِ وَصَحْبِهِ وَسَلِّمْ تَسْلِيمًا كَثِيرًا ﷺ .