الأذان

قصة الأذان :

بعد بناء المسجد النبوي ، كانت الصلاة تُعقد جماعة ..
ولم يكن هنالك أذان ، فكانوا يحضرون إلى الصلاة عند وقت الصلاة ..
فجمعهم النبي صلى الله عليه وسلم يومًا ..
وقال : لنتخذ وسيلة نعلن بها عن وقت الصلاة ..
فقال رجل منهم : نرفع راية يا رسول الله ، يحملها رجل على ظهر المسجد ..
فإذا حان وقت الصلاة ، فيراها الناس فيتجمعون ..
فقال : إنها لا تصلح للنائم في الفجر ، ولا تنبه الغافل في الأسواق ..
فلم يعتمد هذا الرأي ..
فقالوا : نشعل نارًا فيراها الناس ..
فرفضها النبي صلى الله عليه وسلم ؛ لأنها شعار المجوس ..

قالوا : ننفخ في البوق كما يفعل اليهود ..
فقال : إنا لا نريد تقليدهم ..

فقالوا : نضرب الناقوس ( أي الجرس كما تصنع النصارى ) ..
قال : إنه فعل النصارى ..
وليتكم تجمعون على أمر غير هذا ..

فقال قائل : نبعث من ينادي في الطرقات : { الصلاة جامعة } ..
فاستحسن النبي صلى الله عليه وسلم هذا الرأي ، وأمر أربعة من الرجال ينادون في وقت الصلاة من جهات المسجد الأربعة { الصلاة جامعة ، الصلاة جامعة } ..
فيجتمع الناس إلى الصلاة .
ومضت هذه الطريقة أيامًا ، والنبي صلى الله عليه وسلم يفكر في موضوع النداء إلى الصلاة ..
لا يعجبه هذا الفعل أن يبقى أربعة ينادون في الطرقات ..
وكان هناك شاب اسمه { عبد الله بن زيد الأنصاري } ..
كان يتردد إلى النبي صلى الله عليه وسلم ..
ويقول : يا رسول الله إني أراك تهتم في أمر الصلاة ..
يقول له النبي : أجل لا يعجبني هذا النداء إنما أريد أن يكون لكم شعار مميز ..
يقول هذا الصحابي { عبدالله بن زيد الأنصاري رضي الله عنه } ..
قال : فذهبت ليلة وأنا مهمومٌ لِهَمِّ رسول الله صلى الله عليه وسلم أتدبر كيف يكون أمر يرضيه ..
وننادي به إلى الصلاة ..
فلما مضى نصف الليل وأقبل الفجر ..
وإذا بعبد الله بن زيد يطرق باب النبي صلى الله عليه وسلم ويستأذن بالدخول على النبي ( لم يطلع الفجر بعد ) ..
فخرج إليه النبي صلى الله عليه وسلم وكان يصلي صلاة القيام ..
فجلس عبد الله الأنصاري إلى النبي ..
وقال : بأبي وأمي يا رسول الله ، لقد رأيت رؤيا أعظمتها فلم أملك نفسي بأن أبقى إلى الفجر ، فأتيتك من الساعة فاعذرني يا رسول الله ..
قال : هاتِ ما وراءك يا ابن زيد ؟
قال : بينما أنا بين النائم واليقظان ، أحمل هم النداء إلى الصلاة إذ رأيت كأني في الطريق ورجل عليه ثوبان أخضران وبيده ناقوس ( أي جرس ) ..
فقلت : هل تبيعني هذا الناقوس ؟
فقال : وما تريد منه ؟
قلت له ننادي به إلى الصلاة ، إلى أن نستقر إلى أمر ، فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يعجبه النداء في الطرقات ..
فقال : ألا أدلك على خير من هذا ؟
قلت له : بلى ..
قال : انطلق إلى رسول الله وأبلغه أن ينادي بهذا النداء الذي ستسمعه مني الآن ..
قال : فوقف أمامي ونادى :
{{ الله أكبر الله أكبر .. الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدًا رسول الله .. أشهد أن محمدًا رسول الله .. حيّ على الصلاة .. حيّ على الصلاة .. حيّ على الفلاح .. حيّ على الفلاح .. الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله }}

ثم استأخر غير بعيد ( أي ابتعد عنه ) ..
ثم قال : تقول إذا أقيمت الصلاة :
{{ الله أكبر الله أكبر .. أشهد أن لا إله إلا الله .. أشهد أن محمدًا رسول الله .. حي على الصلاة .. حي على الفلاح .. قد قامت الصلاة .. قد قامت الصلاة .. الله أكبر الله أكبر .. لا إله إلا الله }}
فقال النبي صلى الله عليه وسلم : رؤيا حق يا ابن زيد ، انتظر حتى يكون الفجر ، وتمليها على بلال الحبشي ، فإنه أندى منك صوتًا ..

وما هي إلا ساعة من وقت ، حتى أخذ الصحابة يحضرون إلى المسجد لصلاة الفجر ..
فلما دخل بلال قام عبد الله الأنصاري ، وعلّمه هذه الكلمات ، فوقف بلال ينادي بها ..
فما إن كَبّر تكبيرتين حتى جاء عمر بن الخطاب رضي الله عنه يجر رداءه ( من العجلة ) ..
فدخل فوجد النبي صلى الله عليه وسلم جالسًا ، وبلال يُكَبِّر ..
فأقبل على النبي صلى الله عليه وسلم ، ثم قال :
والذي بعثك بالحق ، لقد رأيت مثل هذا الليلة ، وكنت أريد أن أحدثك به بعد الصلاة !

فتم الأذان على هذه الصورة ليس فيها {{ الصلاة خير من النوم في الفجر }} ..
حتى كان يوم من الأيام وبلال يؤذن للفجر ..
فلما قال : {{ حي على الصلاة .. حي على الفلاح }} ..
وهو رافع بها صوته ..
تذكر أن الناس نيام ، وأنهم نائمون في مثل هذا الوقت فاجتهد من عنده ..
وقال : {{ الصلاة خيرٌ من النوم }} ..
فسمعها النبي صلى الله عليه وسلم ..
فقال له بعد أن أتم الأذان :
نِعم ما قلت يا بلال ، اجعلها في الفجر دائمًا ..

اللهم اجعلني مقيم الصلاة ومن ذريتي ربنا وتقبل دعاء ..
وصل اللهم وسلم وبارك على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ..

المؤذن يؤذِّن ..

والمذياع يؤذِّن ..

والجوال يؤذِّن ..

والمنبه يؤذِّن ..

والتلفاز يؤذِّن ..

والأكثر يتخلَّف عن الصلاة !

واللهِ ، إن لم يكن في قلبك مؤذِّن ، فلن ينفعك ألف مؤذِّن !

فالصلاة خيرٌ من النوم .

ندعوكم لقراءة : أركان الإسلام

Exit mobile version