أمور نهانا عنها الإسلام :
هناك أمور كثيرة نهانا عنها الإسلام هذا الدين العظيم ؛ حتى تنصلح أحوالنا وتستقيم على الجادة وسنتعرض إليها على حلقات بإذن رب الأرض والسماوات .
قال الله الملك الحق :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا يَسْخَرْ قَوْمٌ مِنْ قَوْمٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُونُوا خَيْرًا مِنْهُمْ وَلَا نِسَاءٌ مِنْ نِسَاءٍ عَسَىٰ أَنْ يَكُنَّ خَيْرًا مِنْهُنَّ ۖ وَلَا تَلْمِزُوا أَنْفُسَكُمْ وَلَا تَنَابَزُوا بِالْأَلْقَابِ ۖ بِئْسَ الِاسْمُ الْفُسُوقُ بَعْدَ الْإِيمَانِ ۚ وَمَنْ لَمْ يَتُبْ فَأُولَٰئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ “. (الحجرات : 11)
يحذرنا رب العزة سبحانه وتعالى من أمراض اجتماعية خطيرة تضرب في أعماق المجتمع المسلم ، من سخرية واستهزاء وهمز ولمز وتنابز بالألقاب ، وغير ذلك كثير ، مما نأتي على ذكره فيما بعد بإذن المولى عز وجل .
وفي التفسير الميسر :
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشريعته لا يهزأ قومٌ مؤمنون من قومٍ مؤمنين ؛ عسى أن يكون المهزوء به منهم خيرًا من الهازئين ، ولا يهزأ نساء مؤمنات من نساء مؤمنات ؛ عسى أن يكون المهزوء به منهنَّ خيرًا من الهازئات ، ولا يَعِبْ بعضكم بعضًا ، ولا يَدْعُ بعضكم بعضًا بما يكره من الألقاب ، بئس الصفة والاسم الفسوق ، وهو السخرية واللمز والتنابز بالألقاب ، بعد ما دخلتم في الإسلام وعقلتموه ، ومن لم يَتُب من هذه السخرية واللمز والتنابز والفسوق ، فأولئك هم الذين ظلموا أنفسهم بارتكاب هذه المناهي .
وفي الآية التالية لما سبق ، وهي الآية الثانية عشرة من سورة الحجرات ، يحذرنا الملك جل في علاه من أمراض أخرى تضرب المجتمع المسلم في الصميم ، ومنها : الظن ، والتجسس ، والغيبة .
قال سبحانه وتعالى :
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيرًا مِنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ ۖ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَبْ بَعْضُكُمْ بَعْضًا ۚ أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتًا فَكَرِهْتُمُوهُ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ ۚ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَحِيمٌ “. (الحجرات : 12)
ففي تفسير الجلالين : نرى هذه التحذيرات بوضوح في شرح مبسط للآية :
«يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرًا من الظن إن بعض الظن إثم» أي : مؤثم وهو كثير كظن السوء بأهل الخير من المؤمنين ، وهم كثير بخلافه بالفساق منهم فلا إثم فيه في نحو يظهر منهم ، «ولا تجسسوا» أي : لا تتبعوا عورات المسلمين ومعايبهم بالبحث عنها ، «ولا يغتب بعضكم بعضًا» لا يذكره بشيء يكرهه وإن كان فيه «أيجب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتًا» بالتخفيف والتشديد ، أي لا يحسن به «فكرهتموه» أي فاغتيابه في حياته كأكل لحمه بعد مماته وقد عرض عليكم الثاني فكرهتموه ؛ فاكرهوا الأول «واتقوا الله» أي عقابه في الاغتياب بأن تتوبوا منه «إن الله توَّاب» قابل توبة التائبين «رحيم» بهم .
وفي التفسير الميسر :
يا أيها الذين صدَّقوا الله ورسوله وعملوا بشرعه اجتنبوا كثيرًا من ظن السوء بالمؤمنين ؛ إن بعض ذلك الظن إثم ، ولا تُفَتِّشوا عن عورات المسلمين ، ولا يقل بعضكم في بعضٍ بظهر الغيب ما يكره .. أيحب أحدكم أكل لحم أخيه وهو ميت ؟!
فأنتم تكرهون ذلك ، فاكرهوا اغتيابه .. وخافوا الله فيما أمركم به ونهاكم عنه .. إن الله توابٌ على عباده المؤمنين ، رحيمٌ بهم .