أبو الخطاب :
عالم في العربية واللغة وأيام العرب والنسب ، ولا تسأل عن السبب ، فهو أعجب من العجب .
هو تابعي ، مُحَدِّث ، مفسر ، حافظ ، علَّامة ، وكان ضريرًا أكمه .
وكان يقول : { ما قلت لمُحَدِّث قط أَعِد عليَّ ، وما سمعت أذناي قط شيئًا إلا وعاه قلبي }.
هو ابن دعامة بن قتادة بن عزيز بن عمرو بن ربيعة أبو الخطاب السدوسي البصري رحمه الله .
روى عن أنس بن مالك وأبي الطفيل وصفية بنت شيبة وسعيد بن المسيب وعكرمة وأبي الشعثاء جابر بن زيد وحميد بن عبد الرحمن بن عوف والحسن البصري وغيرهم .
وعنه أيوب السختياني وسليمان التيمي وجرير بن حازم وشعبة ومسعر ويزيد بن إبراهيم وهشام الدستوائي ومطر الوراق وهمام بن يحيى وسعيد بن أبي عروبة وخلائق .
كان آية في الحفظ ، إمامًا في الحديث والتفسير والفقه .
قال بكير بن عبدالله المزني : ما رأيت الذي هو أحفظ منه ولا أجدر أن يؤدي الحديث كما سمعه .
وقال ابن سيرين : هو أحفظ الناس .
وقال أبو حاتم : سمعت أحمد بن حنبل وقد ذكره فأطنب في ذكره فجعل ينشر من علمه وفقهه ومعرفته بالاختلاف والتفسير ووصفه بالحفظ والفقه .
وقال : قلما تجد من يتقدمه .
وقال له سعيد بن المسيب : ما كنت أظن أن الله خلق مثلك .
وعن سفيان الثوري قال : وهل كان في الدنيا مثله .
وقال ابن حبان : كان من علماء الناس بالقرآن والفقه ، وكان من حفاظ أهل زمانه .
وقال الذهبي : حافظ العصر ، قدوة المفسرين والمحدثين ، كان من أوعية العلم ، وممن يُضرب به المثل في قوة الحفظ .
من أقواله :
باب من العلم يحفظه الرجل لصلاح نفسه وصلاح من بعده أفضل من عبادة حَوْل .
لقد كان يستحب أن لا تقرأ الأحاديث التي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا على طهارة .
أتيت سعيد بن المسيب وقد أُلبِس تبان شعر وأُقيم في الشمس ( لما ابتُلي في أيام عبد الملك بن مروان ) ، فقلت لقائدي : أدنني منه فأدناني منه فجعلت أسأله خوفًا من أن يفوتني وهو يجيبني حسبة والناس يتعجبون .
لم يتتلمذ ابن الخطاب قط على عبدالله بن عباس رضي الله عنهما ، ولم يروِ عنه مباشرة ؛ وما رواه عن ابن عباس إنما رواه عنه مرسلًا ( أي روى عن أحد تلاميذ ابن عباس عن ابن عباس ، ثم أسقط الواسطة بينه وبين ابن عباس ) ، ولذا فهو من تلاميذ تلاميذه ، حيث تُوفي ابن عباس رضي الله عنهما سنة سبع أو ثمان وستين ، بينما وُلد قتادة سنة ستين ؛ أي كان عمره ثماني سنوات فقط عندما تُوفي ابن عباس رضي الله عنهما ، وأغلب الظن أنه لم يلتق به ؛ لأن قتادة بصري وابن عباس عاش آخر آيامه في الحجاز .
جزم الطبري في تفسيره بأن أبا الخطاب لم يلقَ ابن عباس ولم يسمع عنه .
هو ابن دعامة بن عكابة ، وهو حافظ عصره ، قدوة المفسرين والمحدثين .
كنيته أبو الخطاب السدوسي البصري الضرير الأكمه .
والأكمه هو من وُلد أعمى .
روى أحاديث عن أنس بن مالك رضي الله عنه وهو ممن عَمَّروا من الصحابة ، وروى أيضًا عن سعيد بن المسيب وهو من التابعين ، وروى عن عكرمة مولى ابن عباس رضي الله عنه .
كان رحمه الله من أوعية العلم ، وممن يُضرب به المثل في قوة الحفظ .
وُلد رحمه الله سنة 61 هـ ومات سنة 117 هـ .
قال أبو حاتم : تُوفي بواسط في الطاعون وهو ابن ست أو سبع وخمسين سنة بعد الحسن بسبع سنين .
وقال الحاكم في علوم الحديث : لم يسمع من صحابي غير أنس .
رحم الله الإمام العَلَم أبا الخطاب : قتادة بن دعامة بن قتادة .