آباء وأبناء :
1- نوح وابنه :
قال الله تعالى :
” وَهِيَ تَجْرِي بِهِمْ فِي مَوْجٍ كَالْجِبَالِ وَنَادَى نُوحٌ ابْنَهُ وَكَانَ فِي مَعْزِلٍ يَابُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلَا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ * قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنَ الْمَاءِ قَالَ لَا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلَّا مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنَ الْمُغْرَقِينَ “. (هود : 42-43)
وبهذه الصورة الحزينة الرهيبة يكتمل مشهد الطوفان حيث عرض القرآن الكريم مشهد الطوفان في ثلاثة مشاهد :
أوّلها : سفينة في موج كالجبال .
ثانيها : موج يحول بين نوح وابنه الذي كان في معزل .
ثالثها : الماء المنهمر من أبواب السماء ، وهو يلتقي بالماء المتفجر من عيون الأرض .
ويعرض ما بعد هدوء ثورة الماء في ثلاثة مشاهد :
الأول : الأرض تبلع ماءها .
الثاني : السماء ينقشع غيمها .
الثالث : السفينة ترسو على الجودي .
2- إبراهيم وعتبة الباب :
قال عبدالله بن عباس رضي الله عنهما : جاء إبراهيم بعدما تزوج إسماعيل يطالع تركته ، فلم يجد إسماعيل ، فسأل امرأته عنه ، فقالت : خرج يبتغي لنا .
ثم سألها عن عيشهم وهيئتهم ، فقالت : نحن بِشَرٍّ ، نحن في ضيق وشدة ، فشكت إليه .
قال : إذا جاء زوجك فاقرئي عليه السلام ، وقولي له : يغير عتبة بابه !!
فلما جاء إسماعيل عليه السلام ، كأنه آنس شيئًا ، فقال : هل جاءكم من أحد ؟
قالت : نعم ، جاءنا شيخٌ كذا وكذا ، فسألنا عنك فأخبرته ، وسألني : كيف عيشنا ؟ فأخبرته أنّا في جهد وشدة .
قال : فهل أوصاكِ بشيء ؟ قالت : نعم ، أمرني أن أقرأ عليك السلام ، وأن تغير عتبة بابك ! قال : ذاك أبي ، وقد أمرني أن أفارقك ! الحقي بأهلك ، فطَلَّقَهَا ، وتزوج منهم بأخرى .
( رواه البخاري : 3184 ).
ندعوكم لقراءة : قصص عن الآباء والأمهات
3- داود وسليمان والغنم :
قال الله تعالى :
” وداودُ وسليمانُ إذْ يحكمان في الحَرْث إذْ نَفَشَت فيه غنمُ القوم وكنّا لحكمهم شاهدين . ففهَّمْناها سليمانَ وكلاًّ آتينا حُكماً وعِلما وسخَّرْنا مع داودَ الجبالَ يسبِّحْن والطيرَ وكنّا فاعلين “. (الأنبياء : 78-79)
وننقل الشرح عن موقع [ إسلام ويب ] :
واذكر هذين النبيين الكريمين داود وسليمان ، مثنيًا مبجلًا إذ آتاهما الله العلم الواسع والحكم بين العباد ، بدليل قوله : إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم ؛ أي : إذ تحاكم إليهما صاحب حرث نفشت فيه غنم القوم الآخرين ، أي : رعت ليلًا فأكلت ما في أشجاره ، ورعت زرعه ، فقضى فيه داود -عليه السلام- بأن الغنم تكون لصاحب الحرث ؛ نظرًا إلى تفريط أصحابها ، فعاقبهم بهذه العقوبة ، وحكم فيها سليمان بحكم موافق للصواب ، بأن أصحاب الغنم يدفعون غنمهم إلى صاحب الحرث فينتفع بدرها وصوفها ، ويقومون على بستان صاحب الحرث حتى يعود إلى حاله الأولى ، فإذا عاد إلى حاله ترادا ، ورجع كل منهما بماله ، وكان هذا من كمال فهمه وفطنته عليه السلام .
ولهذا قال : ففهمناها سليمان ؛ أي : فهمناه هذه القضية ، ولا يدل ذلك أن داود لم يفهمه الله في غيرها ، ولهذا خصها بالذكر بدليل قوله : وكلا من داود وسليمان آتيناهما حكمًا وعلما ، وهذا دليل على أن الحاكم قد يصيب الحق والصواب وقد يخطئ ذلك ، وليس بملوم إذا أخطأ مع بذل اجتهاده .
4- الفاروق عمر وابنه عبدالله :
خرج أمير المؤمنين عمر بن الخطاب رضي الله عنه يومًا إلى السوق ، فرأى إبلًا سمانًا ، فسأل : إبل من هذه ؟
فقيل له : هذه إبل عبدالله بن عمر بن الخطاب !!
انتفض عمر وكأن القيامة قد قامت !
وقال : عبدالله بن عمر !! بخ بخ … ابن أمير المؤمنين !
ائتوني به .
وأتي عبدالله رضي الله عنه على الفور ليقف بين يدي أمير المؤمنين ، فسأله :
ما هذه الإبل يا عبدالله ؟!
قال : يا أمير المؤمنين !
إنها إبلي .. اشتريتها بخالص مالي ، وكانت إبلًا هزيلة فأرسلت بها إلى الحمى ؛ أي : إلى المرعى ؛ أبتغي ما يبتغيه الناس ؛ أتاجر فيها.
قال الإمام العادل : نعم ، وإذا رآها الناس قالوا : ارعوا إبل ابن أمير المؤمنين ، واسقوا إبل ابن أمير المؤمنين ؛ فتسمن إبلك ويربو ربحك يا ابن أمير المؤمنين !
قال عبدالله : نعم يا أبتِ ، قال : اذهب وبع هذه الإبل كلها ، وخذ رأس مالك فقط ، ورُدّ الربح إلى بيت مال المسلمين .