حكايات عصرية

وضعية السجود

وضعية السجود :

طبيب أميركي يشرح للناس أسرع طريقة لإيصال الأوكسجين إلى القلب والرئتين عند ضيق التنفس ؛ فكانت وضعية السجود .

تأمل يا عبدالله يا مسلم يا موحد آيتي سورة الحجر : 97 ، 98 ؛ يقول رب العزة سبحانه :

” وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ * فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُن مِّنَ السَّاجِدِينَ “. (الحجر : 97-98)

ضيق الصدر ، والتسبيح والتحميد والسجود ، على طرفي نقيض ، فالأول هو المرض ، والآخر هو العلاج .

فإذا شعرت بضيقٍ في صدرك ؛ قم واسجد لربك .

الله سبحانه وتعالى ، يعلم السِّرَّ وأخفى ، ومن باب أولى فإنه يعلم كل شيء عن حبيبه ومصطفاه ، محمد بن عبدالله ، فهو يعلم بانقباض صدره صلى الله عليه وسلم ؛ بسبب ما يقوله المشركون فيه وفي دعوته .

ويقول علماؤنا ومعلمونا :
إن الفاء في قوله جل في علاه : ” فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ… ” واقعة في جواب شرط .

والتسبيح لله تبارك وتعالى معناه : تنزيهه عز وجل عن كل ما لا يليق به .

والتحميد له تبارك وتعالى معناه : الثناء عليه بما هو أهله من صفات الكمال والجلال .

والمعنى : إن ضاق صدرك -أيها الرسول الكريم- بسبب أقوال المشركين القبيحة ، فافزع إلينا بالتسبيح والتحميد ، بأن تكثر من قول سبحان الله ، والحمد لله .

والمراد بالسجود في قوله تبارك وتعالى ” وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ ” : الصلاة .

وعبر عنها بذلك من باب التعبير بالجزء عن الكل ، لأهمّيّة هذا الجزء وفضله ، ففي صحيح مسلم عن أبى هريرة -رضى الله عنه- أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : « أقرب ما يكون العبد من ربه وهو ساجد فأكثروا الدعاء ».

ويؤخذ من هذه الآية الكريمة ، أن ترتيب الأمر بالتسبيح والتحميد والصلاة على ضيق الصدر دليل على أن هذه العبادات ، بسببها يزول المكروه بإذنه -تبارك وتعالى- ، وتنقشع الهموم .
ولذا كان صلى الله عليه وسلم إذا حزبه أمر لجأ إلى الصلاة .

روى الإمام أحمد وأبو داود والنسائي من حديث نعيم بن عمار -رضى الله عنه- أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول : قال الله -تبارك وتعالى- : « يا ابن آدم لا تعجز عن أربع ركعات من أول النهار ، أكفك آخره ».

فينبغي للمسلم إذا أصابه مكروه أن يفزع إلى الله -تبارك وتعالى- بأنواع الطاعات من صلاة وتسبيح وتحميد وغير ذلك من ألوان العبادات .

ندعوكم لقراءة : السجود للملك

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى