كلاب وقطط بالعربي
كلاب وقطط بالعربي :
مليارات ومليارات ، تُدفَع من أولاد الذوات ، على كلاب وقطط وحيوانات ، أكل مستورد بالطائرات ، أفضل المأكولات ، من أفخم المطاعم والشركات ، وملابس آخر موضة من الماركات ، واكسسوارات ، وأطواق مخصصة تمنع الحشرات ، وبارفانات .
والأدهى من ذلك كله : مقابر خاصة مكتوب عليها عبارات !!
واللي اختشى مات .
– مقدمة للأستاذ عزت السعدني :
من لم يتعبوا في جمع القرش ينفقون نحو أربعة مليارات جنيه -أكرر لمن لم يسمع ومن لم يقرأ- 4 آلاف مليون جنيه على الكلاب والقطط لكي تعيش منعمة مرفهة تأكل أكلًا مستوردًا بالطائرات من بلاد الغرب والكرب ، وتنام على سندس أخضر ، وتلبس حريرًا وملابس آخر موضة من ” الماركات ” العالمية ، مع أحذية من باريس ، مع لزوم الشياكة من بارفانات قططية وروائح كلابية من سان لوران .
وأصبحت الكلاب والقطط الذواتي تذهب إلى الكوافير الخاص بها مرة في الأسبوع .
( تحقيق السبت – الأهرام – العدد ( 45106 ) بتاريخ 5 / 6 / 2010م ).
– عزت السعدني :
صحفي وكاتب مصري ساخر شهير ، وهو ابن عم الكاتب الساخر الكبير محمود السعدني ، وابن عم الفنان المصري الشهير صلاح السعدني ، وأول رئيس تحرير لمجلة علاء الدين ، وهي مجلة أسبوعية للطفل ، تهتم بالتربية والعلوم والفنون والرسوم .
ومن أبرز مؤلفات الكاتب الصحفي الراحل عزت السعدني : إعلان موت الحب ـ نساء بلا شاطئ ـ الشيطان يسكن المدينة ـ المقامات السعدنية في الحياة المصرية ـ سفر العشاق ـ 100 سنة سينما ـ خطوات الإنسان المصري على أرض مصر ـ هل هو يوحنا المعمدان ـ هي تسبق الشيطان بخطوة ـ عالم بلا رجال – عالم بلا نساء .
– تحقيق السبت :
وفي تحقيق السبت بجريدة الأهرام للكاتب الساخر الكبير عزت السعدني بتاريخ 15 / 8 / 2009م وتحت عنوان : عزيزتي بوسي !!
نتخير بعض فقرات مقاله :
قادتني داليا إلي أحد هذه المستشفيات الخاصة بالكلاب والقطط وحدها ؛ لأجد عالمًا آخر ، كأننا في مدينة والت ديزني في لوس أنجلوس .
مستشفي خاص شامل للقطط والكلاب وكل الحيوانات الأليفة والطيور أيضًا ؛ أقفاص + غرف + سراير مجهزة + أدوية مستوردة + أغذية مستوردة + أطباء وأخصائيين ؛ مصريين وأجانب .
مستشفي في عبارة موجزة : يتمني نصف سكان مصر الذين لا يجدون علاجًا في المستشفيات الميري يعني الحكومية والتي قال عنها الصديق حاتم الجبلي وزير الصحة ( الأسبق ) إنها مستشفيات غير آدمية ، أن ينالوا ولو واحدًا علي عشرة من الرعاية التي ينالها في بلادنا صنف الكلاب والقطط !!
كل ما يخطر علي بالك ، وما لا يخطر ، سوف تجده في هذا العالم العجيب ؛ عالم الكلاب والقطط .
اقرأوا وتعجبوا .. أو تعجبوا واقرأوا ، ولا تُصدموا .. لا فرق :
أطعمة مستوردة بالملايين ، وفنادق ومستشفيات خمس نجوم ، ومتنزهات ، ومقابر خاصة ، واكسسوارات من ذهب وفضة .
هذا هو حال القطط والكلاب في الدول العربية التي يُنفق عليها ما يزيد علي مليار دولار سنويًا تكفي لحل أزمة الغذاء في الوطن العربي كله وإطعام فقرائه !
القطط والكلاب في هذا العالم تتأفف من الأكل المحلي ، وتطالب بالمستورد ، في حين أن البشر يحلمون برغيف عيش بعد وقوف ساعات في طابوره !!
يقول خبراء الاقتصاد هنا : إن إجمالي ما يُنفق علي القطط والكلاب في الوطن العربي قد يتعدي المليار دولار سنويًا !!
نصيب مصر منها كما تقول التقارير غير المعلنة : نحو 30 مليون دولار سنويًا + حجم واردات الأغذية خمسة ملايين دولار سنويًا ، بخلاف ما يُنفق علي الاكسسوارات والرعاية الصحية .. ولم يدخل بعد دائرة الإحصاء .
هل يتصور أحد أن هناك مقابر خاصة لهذه القطط والكلاب محاطة بالورد والزهور وأشجار المانجو ، وأحد هذه المقابر يوجد في نادي الجزيرة الرياضي ، وهناك عبارات تكتب علي هذه المقابر تدعو إلي السخرية .
والتعجب أيضًا من حال فئة من البشر الذين يموتون دون أن يجدوا حتي مكانًا للدفن !
وإذا أردتم مزيدًا من السخرية فإنه من ضمن الاكسسوارات التي تُباع للكلاب والقطط أطواق مخصصة تمنع الحشرات والبراغيث من أجسامها ، بينما هناك أطفال ورجال ونساء يعيشون وسط الحشرات والفئران !!
وإذا دخل أحدكم -كما فعلت- لأي سوبر ماركت أو حتي المولات الكبيرة ، سيجد أن مأكولات القطط والكلاب تنافس مأكولات البشر ، وستجد جوانب وأرففًا كاملة مخصصة لها .
إن أسعار الوجبات تتراوح ما بين أربعين جنيهًا وحتي مائة وعشرين من الجنيهات ، وغالبيتها مستوردة من الخارج من أمريكا وأوروبا .. وكل وجبة مدون عليها اسم الدولة المنتجة وتاريخ الصلاحية .
والمكونات غالبًا ما تكون وجبات مكتملة العناصر حفاظًا علي صحة الحيوانات .
وهناك بعض الوجبات مخصصة لتسهيل الهضم !
بل إن الشركات المصدرة لطعام القطط والكلاب في مصر تصنع وجبات تحتوي علي اللحوم والرومي والجمبري والتونة والكبد !
- صاحب السوبر ماركت يقول لنا :
برغم أني أكسب من بيع هذه السلع فإنها في كثير من الأحيان تكون مستفزة وتثير الأحقاد !
في الوقت الذي يفترش فيه 32% من أهل مصر الأرض عند النوم إلا أنني وجدت محالًا لبيع سراير للقطط والكلاب ولعبًا وإكسسوارات وملابس الحيوانات !
وذهبنا إلي عدد من هذه المحال بادعاء أننا نريد الشراء ، وتجولنا ونظرنا علي الأسعار وشاهدت سريرًا للكلب ثمنه ثلاثمائة جنيه + فرشاة شعر للقطة بستين جنيهًا + سلاسل توضع حول رقاب الكلاب أسعارها تتراوح ما بين خمسين ومائة وخمسين جنيهًا + قصافة أظافر للكلاب وأخري للقطط .
تصوروا حتي قصافة الأظافر موجودة !
والأدهي والأكثر مرارة أننا وجدنا لعبًا مستوردة تساعد علي تقوية الذكاء عند القطط والكلاب ، وأطباقًا خاصة لأكل الكلاب والقطط ، سعر الطبق الواحد أربعون جنيهًا ، ورمال خاصة مستوردة سعرها خمسة وأربعون جنيهًا ، وألعابًا علي شكل عظام وفئران لتسلية الحيوانات. وما خفي كان أعظم !
وعندما سألنا أحد مسئولي الجمارك والمطار عن السلع الخاصة بالحيوانات بالقطط والكلاب التي تدخل عن طريقهم ؟
أجابنا : بصراحة أصبح يدخل البلد سلع غريبة مستفزة ؛ فهناك كميات كبيرة من البرفانات والشامبوهات والأحذية والملابس الخاصة بالقطط والكلاب بأسعار فلكية !
وشامبوهات برائحة جوز الهند والفراولة سعرها يصل إلي مائة جنيه ، وفرش أسنان ومعجون أسنان للكلاب والقطط !
طبعًا وأطواق تطوق أعناقها بكل الأشكال والألوان والماركات العالمية وأحذية يصل ثمن بعضها إلي مائتي جنيه ، وملابس أسعارها تتخطي المائة جنيه للقطعة الواحدة .
بل ونظارات شمس وكابات رأس !
تصوروا !!
- قال صاحب محل : هناك إقبال كبير ، وأصبح الناس يتنافسون علي لقب من يملك أشيك قطة وأجمل كلب .
ومنهم من يشتري ملابس وإكسسوار ماركات كالتي يرتديها هو ؛ خاصة الشباب والسيدات ولا يهمهم السعر غالٍ أم لا .
المهم عندهم هو شياكة الكلب أو القطة .
وهناك مايوهات أيضًا للكلاب والقطط ماركات عالمية ، وعليها إقبال كبير !
بل إن لدينا الآن عيادات الأطباء المتخصصين فيها لعلاج الكلاب والقطط ، وهي في كل مكان ، وأسعار الكشف والعلاج يتخطي أسعار كشف وعلاج الإنسان !
كما علمنا أن واحدًا من إياهم ، كلابه لها مدرب خاص وطبيب خاص يأتي إليها للمتابعة ، وأنه ليس الوحيد الذي يفعل ذلك ، بل إن هناك مدارس خاصة لتعليم الكلاب ، وتكلفة الكلب الواحد في الشهر ألف وخمسمائة جنيه !!
( انتهى ).
ندعوكم لقراءة : كلاب أولاد الفرنجة
– ومع الكاتب الساخر المبدع عزت السعدني في تقرير آخر بتاريخ 5 / 6 / 2010م – العدد ( 45106 ) لجريدة الأهرام – نتخير منه :
أصبحت الكلاب والقطط الذواتي تذهب للكوافير الخاص بها مرة في الأسبوع .
يوجد طبيب نفسي في ميدان الكربة في مصر الجديدة للكلاب ، و” الفوزيته ” عند السيكولوجي الإيطالي الجنسية 200 جنيه حتي ما بعد منتصف الليل !!
هناك عمليات تجميل تجري للقطط والكلاب لتحسين شكل الأنف ، أو تقصير الأذن أو الذيل ، وتتكلف هذه العمليات آلاف الجنيهات !!
وهذه بعض الإعلانات التي امتلأت بها مواقع الإنترنت والمجلات والمحلات الكبري ، ومنها :
* نقدم كل شيء في عالم الكلاب ودنيا القطط ، نقدم أقوي السلالات المستوردة ونشحنها لكم أينما كنتم في مصر أو خارجها .
* نقدم جميع الخدمات الطبية الخاصة : كشف طبي – علاج – تأمين صحي – مستلزمات قطط وكلاب – جميع تدريبات السلوكيات القويمة – خدمات كاملة لشحن القطط والكلاب برًا وبحرًا وجوًا !!
* مركزنا كائن بين ربوع جنة بين مسطحات النجيل وغابات النخيل ، وبين القصور والمنتجعات وحقول الورد وأشجار الفل (للكلاب).
* نقدم تصميمات عصرية رائعة من بيوت الكلاب والقطط الثابتة والمتحركة ، كما نقدم كل مستلزماتها وكل ملابسها وكل أدويتها وأغذيتها .
هذا هو نص الإعلان الكلابي القططي .. ما رأيكم دام فضلكم ؟!
– مساج للقطط :
جمعية مصرية لرعاية القطط قامت باستيراد مدلكة أمريكية لعمل مساج لقطط ” الماو ” لمساعدتها على مواجهة أعباء الحياة ومشاكلها العصبية والبدنية !!! (انتهى الخبر)
– مصطفى حمام ودلع الكلاب :
- ولله در شاعر العامية مصطفى حمام القائل :
يا مدلعين الكلاب والأدمى منسي !
ضحكي على الكلب بكاني على نفسي !
وفضلت أفكر فى سعد الكلب و ف نحسي !
وأقول مصير الدنيا تتعدل !
وأدخل فى جنس الكلاب وألعن أبو جنسي !
وعجبي !
– الرحمة بالحيوان :
رسول الإسلام الرحيم محمد صلى الله عليه وسلم دعا إلى الرحمة بالحيوان وإطعامه ، ونهى عن تعذيبه ، كما نهى عن جعل الحيوانات هدفًا للرماية .
هل تعلمون أن امرأة دخلت النار في هرة ، كما قال المعصوم صلى الله عليه وسلم :
” دخلت امرأة النار في هرة ربطتها ؛ فلم تطعمها ولم تدعها تأكل من خشاش الأرض ؛ حتى ماتت “. (انظر صحيح الجامع رقم : 3374)
ودخل رجل الجنة في كلب سقاه كما حدَّث رسول الله صلى الله عليه وسلم في حديثه الشهير :
” بينما رجل يمشي بطريق اشتد عليه العطش ، فوجد بئرًا فنزل فيها ، فشرب منها ، ثم خرج ، فإذا هو بكلب يلهث ، يأكل الثرى من العطش ، فقال : لقد بلغ هذا الكلب من العطش مثل الذي بلغ بي ، فنزل البئر فملأ خفه ماء ، ثم أمسكه بفيه ، ثم رقى ، فسقى الكلب ، فشكر الله له ، فغفر له ، في كل ذات كبد رطبة أجر “. (متفق عليه – انظر صحيح الجامع للألباني رقم : 2873)
وغفر الله لبغي من بغايا بني إسرائيل لمثل هذا الصنيع ، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” بينما كلب يطيف بركية ( بئر ) كاد يقتله العطش ، إذ رأته بغي من بغايا بني إسرائيل ، فنزعت موقها ( أي خفها ) فاستقت له به ، فغُفر لها “. (متفق عليه عن أبي هريرة – انظر صحيح الجامع رقم : 2876)
انظر كيف صنعت الرحمة بالحيوان من بني الإنسان ، وفضل الرحيم الرحمن ، الذي يغفر الخطايا حتى للزناة من البغايا .
دين عظيم ، ورب رحيم كريم .. ويقولون جمعيات الرفق بالحيوان !!!!
لقد حث الإسلام العظيم أتباعه على التراحم العام ، وجعله من دلائل الإيمان الكامل لقول رسول الإسلام صلى الله عليه وسلم :
” لن تؤمنوا حتى تراحموا ” ، قالوا : يا رسول الله ، كلنا رحيم ، قال : ” إنه ليس برحمة أحدكم صاحبه ولكنها رحمة عامة “. (انظر السلسلة الصحيحة للألباني)
وهذا فاروق هذه الأمة عمر بن الخطاب -رضي الله عنه- يرى رجلًا يسحب شاة من رجلها ليذبحها ، فقال له عمر :
” ويلك ، قدها إلى الموت قَوْدًا جميلًا “.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” إن الله تعالى كتب الإحسان على كل شيء ، فإذا قتلتم فأحسنوا القِتلة ، وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة ، وليحدّ أحدكم شفرته ، وليُرِح ذبيحته “. (رواه مسلم – انظر صحيح الجامع : 1795)
وتحضرني الآن حكاية تعبر عن قمة الرحمة بحيوان جائع : فقد خرج عبد الله بن جعفر بن أبي طالب إلى ضيعة له ، فمر على بستان به نخيل ، وبه غلام أسود يقوم على رعايته ، وأمامه ثلاثة أرغفة يهم أن يأكلها ، فدخل كلب ، فدنا منه ، فرمى إليه رغيفًا ، فأكله ، ثم رمى له بالثاني فأكله ، ثم رمى له بالثالث فأكله ، وعبدالله ينظر إليه. فقال له : يا غلام ، كم قوتك كل يوم ؟ فقال : ما رأيت. قال : ما حملك على إعطاء جميع طعامك للكلب؟ فقال الغلام : إن أرضنا ليست بأرض كلاب ، وقد جاء هذا الكلب من بعيد ، فكرهت أن أرده!!
قال عبدالله : فماذا تفعل الآن وقد نفد زادك ؟ قال : أطوي يومي هذا جائعًا ! قال عبد الله : هذا أسخى مني وأكرم. وسأل عن صاحب البستان ، فاشترى منه البستان ، واشترى العبد ، ووهبه البستان !!!
دين الإسلام دينٌ عظيم ، كرَّم الإنسان ، ورحم الحيوان .
فالحمد لله على نعمة الإسلام .
رضيت بالله تعالى ربًّا ، وبالإسلام دينًا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيًّا ورسولًا .