عمات النبي
عمات النبي ﷺ :
عمات النبي صلى الله عليه وسلم ستٌ ، وهنَّ : صفية ، وعاتكة ، وبَرَّة ، وأروى ، وأميمة ، وأم حكيم البيضاء .
أسلم منهنَّ : صفية ، واختُلف في إسلام عاتكة وأروى .
– أُم حكيم بنت عبد المطّلب :
اسمها البَيْضَاء بنت عبد المطلب ، تزوجها كُرَيْزُ بِن رَبِيعة بن حَبِيب ، فولدت له عامرًا ، وأرْوَى ، وطلحة ، وأمّ طلحة ، وقيل بأنها لم تدرك بعثة النبي محمد صلى الله عليه وسلم .
– عاتكة بنت عبد المطلب :
تزوّجها في الجاهليّة أبو أُميّة بن المغيرة ، فولدت له عبدالله وزهيرًا وقريبة .
ويعتبرها البعض والدة أم المؤمنين أم سلمة .
وهي صاحبةُ الرؤيا المشهورة في قصة بَدْر .
وقد اختُلف في إسلام عاتكة وأختها أروى بنت عبد المطلب ، ولم يُختَلف في إسلام صفية ، فَقَالَ ابن إسحاق وجماعة من العلماء أنّه لم يسلم من عمات النبي محمد صلى الله عليه وسلم إلا صفية ، وقال آخرون : إنّ أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وذكرهَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ فِي الصَّحَابَة وَذكر أروى بنت عبد الْمطلب ، وذكرها ابن منده في الصّحابة ، وذكرها ابْنُ فَتْحُون في ذيل الاسْتِيعَابِ ، واستدلَّ على إسلامها بِشعْر لها تمدح فيه النّبيّ محمدًا صلى الله عليه وسلم ، وتصِفُه بالنبوة .
وقال ابن سعد في الطبقات بأنها أسلمت وهاجرت إلى المدينة .
وذكر البلاذري بأنها أسلمت وماتت قبل الهجرة .
– برة بنت عبد المطلب :
تزوجها عبد الأسد بن هلال بن عبدالله ؛ فأنجبت له أبا سلمة ، ثم خلف عليها أبو رُهْم بن عبد العُزّى بن أبي قيس ؛ فأنجبت له أبا سَبْرةَ ولم تدرك المبعث النبوي .
– أميمة بنت عبد المطلب :
والدة أم المؤمنين زينب بنت جحش ، اختلف في إسلامها ، فقال ابن إسحاق إنه لم يسلم من عمات النبي إلا صفية ، وقال ابن سعد : « أطعم رسول الله صلى الله عليه وسلم أميمة بنت عبد المطلب أربعين وسقًا من تمر خيبر ».
– أروى بنت عبد المطلب :
اختُلف في إسلام أروى ، فَقَالَ ابن إسحاق وجماعة من العلماء أنّه لم يسلم من عمات النبي محمد إلا صفية ، وقال آخرون : إنّ أروى وصفية أسلمتا جميعًا من عمات رَسُول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ، وذكرهَا أَبُو جَعْفَر الْعقيلِيّ فِي الصَّحَابَة وَذكر عاتكة بنت عبد المطلب ، وقال ابن سعد : ثم أسلمت أروى بنت عبد المطلب بمكة وهاجرت إِلَى الْمَدِينَةِ .
– صفية المؤمنة التقية :
هي صحابية شجاعة قوية ، عمة النبي محمد صلى الله عليه وسلم ، وعلي بن أبي طالب رضي الله عنه ، وأم الزبير بن العوام رضي الله عنه .
أسلمت صفيّة رضي الله عنها ، وبايعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهاجرت إلى المدينة ، وأطعمها رسول الله أربعين وَسْقًا بخَيْبَر .
تُوفِّيت صفية في خلافة عمر بن الخطّاب سنة 20 هـ في المدينة المنورة ، ولها من العمر ثلاثٌ وسبعون سنة ، ودُفنت بالبُقِيع بفناء دار المغيرة بن شعبة .
– نسبها :
هي : صَفِيَّةَ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ بْن هَاشِمِ بْن عَبْدِ مَنَافِ بْنِ قُصَيٍّ بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
أمها : هالة بنت وُهَيب وقيل : بنت أهيب ، وَيُقال بنت وهْب بن عَبْد مَنَاف بن زهْرة بن كِلاب بن مُرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
وصفية هي شقيقة حمزة ، والمُقَوّم ، وحَجْل بني عبد المطلب .
– محطات في حياتها :
– ولادتها ونشأتها :
وُلدت صَفِيَّةَ بِنْت عَبْد الْمُطَّلِبِ في مكة ، قبل الهجرة بثلاثة وخمسين عامًا ، ونشأت في بيت والدها عبد المطلب بن هاشم الذي كان من سادات قريش ، وكانت له الرئاسة في قومه ، وكان في قومه شريفًا وشاعرًا ، ولم يدرك الإسلام .
– زواجها :
تزوجت الحارث بن حرب بن أمية أخا أبي سُفيانَ بنِ حَرْبٍ ؛ فأنجبت له صَيْفِيَّ بْنَ الْحَارِثِ أو الصفياء بنت الحارث ، ثم مات الحارث فتزوج صفيةَ العوامُ بن خويلد بن أسد أخُو السيدة خديجةَ بنتِ خُوَيْلِد رضي الله عنها ، فأنجبت له الزبير بن العوام ، والسائب بن العوام ، وأم حبيب بنت العوام ، وعبد الكعبة بن العوام .
وقد قُتِل العوام بن خويلد في حرب الفجار .
ندعوكم لقراءة : أخوال النبي وخالاته
– صفية والزبير :
كانت صفية تكني ابنها الزبير بن العوام أبا الطاهر بكنية أخيها الزبير بن عبد المطلب .
وكانت تضربه وهو صغير وتُغلِظ عليه ، فعاتبها عمه نوفل بن خويلد وقال : « ما هكذا يُضرب الولد ؛ إنك لتضربينه ضَرْب مُبْغضةٍ ».
فقالت القوية الأبية :
مَنْ قَالَ إِنِّي أُبْغضه فقد كـذب … وَإِنَّمَا أَضْرِبُهُ لِكَـي يَلَبْ
وَيَهْزِمَ الجَيْشَ وَيَأْتِـي بَالسَّلَبْ … وَلا يَكُن لِمَالِهِ خَبْأٌ مُخَبْ
– إسلامها :
عن عائشة بنت أبي بكر رضي الله عنهما قَالَتْ : لما نزلت « وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ » ، قَامَ رَسُولُ اللهِ ﷺ عَلَى الصَّفَا ، فَقَالَ : « يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ مُحَمَّدٍ ، يَا صَفِيَّةُ بِنْتَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَا أَمْلِكُ لَكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا ، سَلُونِي مِنْ مَالِي مَا شِئْتُمْ ». (رواه مسلم)
فخصّها رضي الله عنها بالذكر ، كما خصّ ابنته فاطمة الزهراء رضي الله عنها .
وروى مسلم أيضًا عن أَبَي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه ، قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللهِ ﷺ حِينَ أُنْزِلَ عَلَيْهِ : ” وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الْأَقْرَبِينَ ” :
« يَا مَعْشَرَ قُرَيْشٍ ، اشْتَرُوا أَنْفُسَكُمْ مِنَ اللهِ ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا ، يَا بَنِي عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللهِ شَيْئًا ، يَا عَبَّاسَ بْنَ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، لَا أُغْنِي عَنْكَ مِنَ اللهِ شَيْئًا ، يَا صَفِيَّةُ عَمَّةَ رَسُولِ اللهِ ، لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا ، يَا فَاطِمَةُ بِنْتَ رَسُولِ اللهِ ، سَلِينِي بِمَا شِئْتِ لَا أُغْنِي عَنْكِ مِنَ اللهِ شَيْئًا ».
– هجرتها :
هاجرت صفية بنت عبد المطلب من مكة إلى المدينة .
قال الذهبي : « وَهِيَ مِنَ المُهَاجِرَاتِ الأُوَل ».
وقال ابن حجر العسقلاني : « هاجرت مع ولدها الزبير ».
– جهادها في سبيل الله :
جاء في كتاب [ صحابيات حول الرسول ] أن صفية « شهدت مع رسول الله ﷺ المشاهد كلها ».
– غزوة أُحُد :
شاركت رضي الله عنها في غزوة أحد ، فكانت تنقل الماء ، وتروي العطشى ، وتبرى السهام ، وتصلح القسي .
وبعدما انتهت موقعة أُحد ، واستُشهِد أخوها حمزة بن عبد المطّلب ومُثِّل به ، أقبلت صفيّة ، فقال النبيّ صلى الله عليه وسلم لابنها الزبير : « رُدَّها ؛ لئلاّ ترى ما بأخيها حمزة » ، فلَقِيَها ابنُها الزبير فأعلَمَها بأمر النبيّ ، فقالت : « بلغني أنّه مُثِّل بأخي ، وذلك في الله قليل ، فما أرضانا بما كان من ذلك ، لأحتَسِبَنّ ولأصبِرَنّ ».
فأعلمَ الزبيرُ رسولَ الله بذلك ، فقال : « خلِّ سبيلها » ، فأتته وصلّت عليه واسترجَعَت ، فأمر رسول الله به فدُفِن .
– غزوة الخندق :
شاركت رضي الله عنها في غزوة الخندق ، وقتلت فيها يهوديًّا .
قالت صفية : لما خرج رسول الله ﷺ إلى الخندق جعل نساءَه في أُطُم يُقال له فارع ، وجعل معهن حسان بن ثابت ؛ فجاء إنسان من اليهود فرقي في الحِصْن ، حتى أطلّ علينا ، فقلت لحسان : قُمْ فاقتله ، فقال : لو كان ذلك فيَّ كنْتُ مع رسول الله ﷺ .
قالت صفية : فقمتُ إليه فضربتهُ حتى قطعت رأسه ، وقلت لحسان : قُم فاطرح رأسه على اليهود ، وهم أسفل الحِصْن ؛ فقال : والله ما ذاك .. قالت : فأخذت رأسه فرميتُ به عليهم ، فقالوا : قد علمنا أنّ هذا لم يكن ليتركَ أهله خلوفًا ليس معهم أحد ، فتفرقوا .
وذكره ابْنُ إِسْحَاقَ في رواية يونس بن بكير ، عن أبيه ، عن يحيى بن عباد بن عبدالله ابن الزبير ، عن أبيه ، قال : « كانت صفية في فارع …. القصة » .. وفيها : « اعتجرتُ وأخذتُ عمودًا ، ونزلتُ من الحصن إليه فضربْتُه بالعمود حتى قتلته ».
وزاد يُونُسُ عن هشام عن عروة بن الزبير عن أبيه عن صفية ؛ قال نحوه ، وزاد : « وهي أولُ امرأة قتلَتْ رجلًا من المشركين ».
– غزوة خيبر :
شهدت صفية غزوة خيبر ؛ وقد أطعمها رسول الله صلى الله عليه وسلم أربعين وَسْقًا بخَيْبَر .
– من مناقبها :
ذكر محمد بن حبيب البغدادي في كتاب [ المحبر ] أن من فضائلها أنه كان يدخل عليها اثنا عشر بدريًا من محارمها ، وهم :
- رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وهو ابن أخيها .
- حمزة بن عبد المطلب أخوها .
- علي بن أبي طالب وهو ابن أخيها .
- جعفر بن أبي طالب وهو ابن أخيها .
- الزبير بن العوام ابنها .
- السائب بن العوام ابنها .
- أبو سلمة بن عبد الأسد ابن أختها برة .
- أبو سبرة بن أبي رهم ابن أختها برة .
- عبدالله بن جحش ابن أختها أميمة .
- طليب بن عمير ابن أختها أميمة .
- عثمان بن عفان ابن بنت أختها ؛ فأمه أروى بنت كُريز وأمها أم حكيم «البيضاء» عمة رسول الله صلى الله عليه وسلم .
- ربيعة بن أكثم زوج ابنتها الصفياء .
- قُدامة بن مظعون زوج إحدى بنات الزبير ابنها .
وذكر نور الدين الهيثمي في [ مجمع الزوائد ومنبع الفوائد ] أن من مَنَاقِبِ صَفِيَّةَ :
« عَنِ الزُّبَيْرِ بْنِ بَكَّارٍ قَالَ : كَانَتْ صَفِيَّةُ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ لَا تُغَطِّي رَأْسَهَا مِنْ رَسُولِ اللَّهِ ﷺ ، وَلَا مِنْ عَشَرَةٍ مِنَ الْمُهَاجِرِينَ الْأَوَّلِينَ : حَمْزَةُ بْنُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ أَخُوهَا ، وَجَعْفَرٌ وَعَلِيٌّ ابْنَا أَبِي طَالِبٍ ابْنَا أَخِيهَا ، وَالزُّبَيْرُ بْنُ الْعَوَّامِ ابْنُهَا ، وَعُثْمَانُ بْنُ عَفَّانَ ابْنُ ابْنَةِ أَخِيهَا ، أَمُّهُ أَرْوَى بِنْتُ كُرَيْزٍ ، وَأُمُّهَا الْبَيْضَاءُ أُمُّ حَكِيمٍ بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأَبُو سَلَمَةَ بْنُ عَبْدِ الْأَسَدِ وَأَبُو سَبْرَةَ بْنُ أَبِي رُهْمٍ ابْنَا أُخْتِهَا بَرَّةَ بِنْتِ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأُمِّ طُلَيْبِ بْنِ عُمَيْرِ بْنِ وَهْبِ بْنِ عَبْدِ بْنِ قُصَيٍّ : أَرْوَى بِنْتُ عَبْدِ الْمُطَّلِبِ ، وَأُمُّ عَبْدِاللَّهِ ».
رضي الله عن صفية التقية النقية ، الشجاعة القوية ، المحتسبة الأبية .