من رحيق كلامهم

عطور بين السطور

عطور بين السطور :

عندما نتحدث عن أناسٍ عظماء ، أجلاء ، كرماء ، نبلاء ، منهم العلماء ، والمحدثون ، والفقهاء ، وغير ذلك من الفضلاء ؛ ينبغي أن نقول : هذا جهد المقل من خلال هذه المدونة التي سجلت كلامًا عنهم أقل بكثير مما يستحقون ، ومن هؤلاء الأكارم :

– زيد بن حارثة :
( رضي اللّه عنه )

هو الحِب ، ويا له من حِب ، كان النبي له الأب ، ثم حُرِّم التبني من قِبَل الرب ، رعاه النبي حتى كبر وشبّ ، وكان عاقلًا وافر اللُّب .

هو الصحابي الوحيد الذي ذُكر اسمه في القرآن الكريم ، ويا له من تكريم ، أن يذكره ربه العظيم .

– عبدالله بن عمرو بن العاص :
( رضي الله عنهما )

الصَّوَّام ، القَوَّام ، أحد الصحب الكرام ، من العُبَّاد الزُّهَّاد ، ومن رواة الحديث العظام .

سكن مصر مع أبيه الداهية الهُمَام .

كان بينه وبين أبيه عمرو بن العاص اثنتا عشرة سنة على التمام .

يا سلام على هذا الكلام ، الجديد على الأفهام .

– الأرقم بن أبي الأرقم :
( رضي الله عنه )

صحابيّ من الأخيار ؛ ولم لا وهو صاحب الدار ، الذي آوى النبي المختار ، الذي استخفى فيه وصحبه الأخيار ، لما خافوا على دينهم من المشركين الفجار .

خرجوا من الدار عندما أسلم عمر الجبار ، الذي أرعب الكفار .

خرجوا في صفين في وضح النهار .

– حارثة بن النعمان :
( رضي الله عنه )

هو الصحابي البار حارثة بن النعمان ، الذي شهد له النبي العدنان ، سمع صوته في الجنة وهو يقرأ القرآن .
تكفل الله برزقه في الجنان .
كان غاية في البر والإحسان ، فقد كان نموذجًا في العطف والحنان ، وكان أبر الناس بأمه هو وعثمان بن عفان ، عليهما الرضوان .
له ثلاث بنات وولدان ؛ عبدالله وعبد الرحمن .

– أويس القرني :
( رحمه الله تعالى )

هو أويس بن عامر القرني المرادي اليماني ، الزاهد المشهور البر التقي .
ليس بصحابيّ ولكنه تابعي ، مستجاب الدعاء ببشارة النبي .
سأل عنه عمر الذكي الألمعي ؛ ليستغفر له الله الرب العَلي ، ففعل أويس النقي .
سأله عمر أين تريد ؟ قال : الكوفة ، وأكون في غبراء الناس أحب إليّ .
لَقِيَ الله شهيدًا في صفين وهو يقاتل بجوار عَلِيّ .

رحم الله هذا التابعي الأبي .

– إياس بن معاوية المزني :
( رحمه الله تعالى )

يُضرَب به المثل في الذكاء ، أكب على العلم ونهل منه ما شاء ، وفي البصرة تولى أمر القضاء ، فوفقه رب الأرض والسماء .

وهو يُعد من التابعين ، الراكعين الساجدين ، الورعين المخبتين .

– الليث بن سعد :
( رحمه الله تعالى )

فقيه مصر وإمامها .. اسمه من أسماء الأسد ، وكان كالأسد الهصور بل هو أشد .. كان حاسمًا في الحق ومن الحسام أَحَدّ ، راجت تجارته ؛ فما كسدت ولا كَسَد ، وكان للبخل عدوًا ألد .

– ابن الجوزي :
( رحمه الله تعالى )

هو الإمام العلامة ، والحبر الفَهَّامة ، ما أحسن كلامه ، وأتم نظامه .
يقول النظم الرائق ، والنثر الفائق .

كان ذا حظٍ عظيم ، وصيتٍ بعيد في الوعظ ؛ فكان يحضر مجالسه الملوك والوزراء ، وبعض الخلفاء ، والأئمة والكبراء ، ولا يكاد مجلسه ينقص عن الآلاف في المسجد وفي الخلاء .

مجموع تصانيفه مائتان ونيف وخمسون كتابًا ؛ منها الأذكياء .

وصيد الخاطر ، وتلبيس إبليس ، وأخبار النساء .

ومنها : صفوة الصفوة ، وأخبار الأخيار ( من الأتقياء ).

والمنتظم في التاريخ ، والمدهش ، والضعفاء .

وكَتَبَ عن خير الأنبياء ، كتابًا تحت عنوان : الوفا بفضائل المصطفى ( يا له من وفاء ).

وكتب عن الشيخين كتابين هما : مناقب أبي بكر ، ومناقب عمر ، وهما أول وثاني الخلفاء .

وكتب عن مناقب علي ، زوج الزهراء .

– البخاري ومسلم :

( رحمهما الله تعالى )

هما الشيخان المحدثان ، وهما إمامان علمان متقنان ، جمعا أحاديث النبي العدنان ، وقد برعا في هذا الميدان ، وقد أجمعت الأمة على أن كتابيهما هما أصح الكتب بعد القرآن ، وقد اتفق الشيخان ، في اللؤلؤ والمرجان ، في أحاديثَ كثيرةٍ تؤكد الصحة والرجحان .

سلامٌ عليهما في كل زمانٍ ومكان .
سلامٌ معطرٌ بالمسك والريحان .

– أصحاب السنن :

( أبو داود ، والترمذي ، والنسائي ، وابن ماجه ) :

( رحمهم الله جميعًا )

هم أصحاب السنن الذين يكملون الستة الصحاح ، هم غُرٌّ كأمثال النجوم صِبَاح ، حوائطهم كأنها عمود صَبَاح ، احتاجوا إلى طول اجتهاد واضطراد نجاح ؛ فقد أيقنوا أن الحياة كغدوةٍ ورواح ، والأناة عندهم سبيل كل فلاح ، تجملوا في طريقهم بمروءة وسماح ، وفي كل خطواتهم يثنون على الفتاح .

– ابن تيمية :
( رحمه الله تعالى )

تميز ابن تيمية بالجدية العلمية ، والتمكن المعرفي والموضوعية ، وانفرد بمسائل علمية وعملية ؛ سببت له مِحَنًا وعداوات ومناظرات منهجية ، وسُجِن أكثر من مرة ومات في قلعة دمشق السورية .

وكان رحمه الله ذكيًّا كريمًا شجاعًا ، عازفًا عن الراحة الدنيوية .
عاش في عصر انتشرت فيه العقائد المنحرفة الغبية ، وسادت فيه الفرق الضالة المفترية ؛ فانبرى على كل الأصعدة مُصلِحًا ما فسد من أمور العقائد والأوضاع السياسية والاقتصادية والاجتماعية .
تميز بذكاء العقل وزكاء القلب ؛ فاتصفت سيرته بالشمولية .
تشربت نفسه بالمعارف الإلهية ، وتدرج في العلم وفق منهجية .
قرأ الفلسفة اليونانية ، وكانت له مع خصومه أدلة قوية ؛ وذلك عن طريق الجدية العلمية ، والمنهجية المعرفية ، والقيم الأخلاقية .
حارب التتار بشجاعة عنترية .
ومن أشهر تلاميذه ابن قيم الجوزية .

– عبد العزيز بن باز :
( رحمه الله تعالى )

نكتب عنه بإيجاز ، بلا أدنى انحياز .

هو عالمٌ كبير قريب من أهل الحجاز ، كم فك من ألغاز ، وكم أحلّ وأجاز ، وإلى قضايا دينه قد انحاز ، وحقق الإنجاز تلو الإنجاز .

كم نافح وناضل واجتاز ، فيا له من عالم ممتاز .

– أبو إسحاق الحويني :
( حفظه الله تعالى )

قال عنه ابن جبرين :
” محدث مصر ” ؛ فهو محدثٌ مصري عصري ، يُحَدِّث عن حضرة النبي ، كان تلميذًا للعلامة الألباني .
لمع مع حسان ويعقوب ومصطفى العدوي ؛ فلهم دورٌ كبير في المجال الدَّعَوِي ، ولهم أسلوبٌ مختلف ولهم حضورٌ قوي .
في الجامعة التحق بالقسم الأسباني ، فكان من أوائل دفعته ؛ فهو ذكي ألمعي .
تحول إلى خدمة الدين الإسلامي .

– مؤلف نور البيان :
( الشيخ طارق السعيد )
( رحمه الله تعالى )

هو صاحب منهج نور البيان ، وهو لتعليم العربية وتحفيظ القرآن ، ويشترط لمن يعلمه أن يكون مُلِمًّا بأركان الإيمان ، مقتديًا بالنبي العدنان .
سخَّر الشيخ حياته لمنهجه الذي ملأ البلاد في كل مكان ، وانتشر خارج مصر في كثيرٍ من البلدان ؛ منها السعودية والكويت والسودان.
وصل منهجه بالأطفال إلى درجة الإتقان .
اللهم تغمده برحمتك في أعلى الجنان .

ندعوكم لقراءة : جماليات

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى