دقائق وحقائق
دقائق وحقائق :
لله در أمير الشعراء القائل :
دَقّاتُ قَلبِ المَرءِ قائِلَةٌ لَهُ … إِنَّ الحَياةَ دَقائِقٌ وَثَواني
فَاِرفَع لِنَفسِكَ بَعدَ مَوتِكَ ذِكرَها … فالذِكرُ لِلإِنسانِ عُمرٌ ثاني
إي وربي إن الحياة دقائق وثوان ، والدقائق تجمع ساعات ، والساعات تجمع أيامًا ، والأيام تجمع شهورًا ، والشهور تجمع أعوامًا ، وهكذا حتى ينتهي عمر الإنسان ، وسبحان ربي القائل في القرآن : « وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٌ فَإِذَا جَاءَ أَجَلُهُمْ لَا يَسْتَأْخِرُونَ سَاعَةً وَلَا يَسْتَقْدِمُونَ». (الأعراف : 34)
فلنشمر عن سواعد الجد ، ولنعمل ولابد ، لمرضاة الله الواحد الأحد ، ولا نترك فرصة إلا ونجتهد في اغتنامها ، وهذه فرص سهلة ومضمونة .
هيا بنا ، والله المستعان ، وعليه التكلان :
- عندما نعلم أن : ” منْ غدَا إِلَى المَسْجِدِ أَوْ رَاحَ ، أعدَّ اللَّهُ لَهُ في الجنَّةِ نُزُلًا كُلَّمَا غَدا أوْ رَاحَ “. (متفقٌ عَلَيهِ)
فنتمسك بهذه الفرصة ، ولا نترك صلاة الجماعة في المسجد ؛ إنها نُزُلٌ في الجنة ؛ والسبب الذهاب والإياب ، هذا غير الثواب ، فالصلاة نفسها لها عظيم الأجر والثواب .
- عندما نعلم أن من توضأ مثل وضوء رسول الله صلى الله عليه وسلم ، القائل فيما ورد عنه : ” مَن تَوَضَّأَ هَكَذا غُفِرَ له ما تَقَدَّمَ مِن ذَنْبِهِ ، وكانَتْ صَلاتُهُ ومَشْيُهُ إلى المَسْجِدِ نافِلَةً “. (رواه مسلم)
لابد وحتمًا أن نحاكي وضوء المعلم صلى الله عليه وسلم ؛ لنتحصل على هذه المغفرة العظيمة ، وما أكثر ذنوبنا .
اللهم اغفر لنا الذنوب ، واستر لنا العيوب .
- عندما نعلم أن : ” من تصدق بعدل تمرة من كسب طيب ، ولا يقبل الله إلا الطيب ، فإن الله يتقبلها بيمينه ، ثم يربيها لصاحبها كما يربي أحدكم فلوه ، حتى تكون مثل الجبل “. (متفق عليه)
أنترك فرصة كهذه بالله عليكم ، عدل تمرة ، يتقبلها ملك الملوك جل في علاه بيمينه ، ويربيها لنا حتى تكون مثل الجبل من الحسنات .
ياله من إله كريم جواد .
- عندما نعلم أن ” قراءة سورة الإخلاص مرة واحدة تعدل ثلث القرآن الكريم “.
هيا نقرأها في أقل من دقيقة واحدة ؛ لنتحصل على أجرها في ثوانٍ قليلة .
- وعندما نعلم أن من ” قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة في ليلة كفتاه “.
أنعجز أن نقرأهما في وقت يستغرق دقيقة واحدة ؛ لتحصل لنا الكفاية ؛ كما وعدنا رسول الهداية ، صلى الله عليه وسلم .
ندعوكم لقراءة : ١٠٠ سنة من سنن الحبيب
- وعندما نعلم أن ” من قرأ آية الكرسي بعد كل صلاة ، لا يمنعه من دخول الجنة إلا أن يموت “.
فهل تستغرق قراءتها أكثر من دقيقة واحدة ؟
ونحن على وعد من الصادق المصدوق بدخول الجنة .
- وعندما نعلم أن من ” قرأ آية الكرسي عند النوم ، لا يزال عليه حافظ من الله حتى يصبح ولا يقربه شيطان “.
لنقرأها -إخوتاه- ، فهي والله لا تستغرق أكثر من دقيقة .
- وعندما نعلم أن من ” استغفر للمؤمنين والمؤمنات ، كتب الله له بكل مؤمن ومؤمنة حسنة ” ؛ هيا ، قل :
( اللهم اغفر للمسلمين والمسلمات ، والمؤمنين والمؤمنات الأحياء منهم والأموات ).
- وعندما نعلم أن قول : ” سبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ” خير مما طلعت عليه الشمس .
ونقول ذلك ، وهي لا تستغرق إلا ثواني معدودة ، بل ونرددها مئات المرات كل يوم ؛ لنحصل على أجر هذا الذكر العظيم .
- وعندما نعلم أن قول : ” لا إله إلا الله وحده لاشريك له ، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير (١٠) مرات ” بعد صلاة المغرب وبعد صلاة الفجر قبل أن تغير جلستك تعدل عتق (٤) رقاب من ولد إسماعيل ، عليه السلام ، فالواجب على العاقل اللبيب ألا يترك هذه الفرصة أبدًا أبدا .
- وعندما تعلم أن من قال بعد أن يسمع النداء : ” اللهم رب هذه الدعوة التامة والصلاة القائمة آت محمدًا الوسيلة والفضيلة وابعثه اللهم مقامًا محمودًا الذي وعدته ” تحل له شفاعة النبي ، صلى الله عليه وسلم يوم القيامة .
فهل نتركها بعد أن علمنا فضلها ؟!
- وعندما نعلم أن من قال : ” اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنْ الْهَمِّ وَالْحَزَنِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْعَجْزِ وَالْكَسَلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ الْجُبْنِ وَالْبُخْلِ ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنْ غَلَبَةِ الدَّيْنِ ، وَقَهْرِ الرِّجَالِ ” صباحًا ومساءً ؛ تُذهب عنه الهم وتقضي عنه الدين .
كلنا نحتاج وبشدة لهذا الدعاء ، ورب الكعبة .
- وعندما نعلم أن من قال : ” أستغفر الله الذي لا إله الا هو الحي القيوم وأتوب إليه ” (٣ مرات) ” تُغفر ذنوبه ولو كان قد فر من الزحف “.
الاستغفار سلاحك يا عبد الله ، فتمسك به ، ولا تتركه ؛ فهو حصنك الحصين .
- وعندما نعلم أن قول : ” سبحان الله وبحمده عدد خلقه ورضا نفسه وزنة عرشه ومداد كلماته (٣) مرات ” ، من أعظم الأذكار وأكثرها أجرًا كما ثبت ذلك في الحديث الصحيح .
فالواجب المحافظة على هذا الذكر والمداومة عليه .
وهذا والله ، غيضٌ من فيض الدقائق التي يجب استغلالها في حياة المسلم الحقيقي ؛ لنرضي ربنا العظيم ، الذي عمَّنا بفضله العميم ، وأرسل فينا هذا الرسول الكريم ، الرءوف الرحيم ، صلى الله عليه وسلم .
ومـما زادني شـرفًـا وتـيــهـا … وكدت بأخمصي أطأ الـثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي … وأن صـيَّرت أحمد لي نـبيـا