ديننا الإسلام

التنكيس في القرآن

التنكيس في القرآن :

التنكيس في الصلاة ؛ يعني قراءة المتأخر قبل المتقدم من القرآن الكريم ، ويُراد من لفظ ” التنكيس“ بشكل عام قلب الشيء على رأسه وجعل أعلاه أسفله ومقدمه مؤخره .

التنكيس لغةً :

مأخوذ من النكس ، وهو : قلب الشيء على رأسه وجعل أعلاه أسفله ومقدمه مؤخره ؛ جاء في [ لسان العرب ] لابن منظور :
﴿ النكس : قلب الشيء على رأسه ، نكسه ينكسه نكسًا فانتكس .
ونكس رأسه : أماله ، ونكسته تنكيسًا .. النكس في الأشياء معنى يرجع إلى قلب الشيء ورده وجعل أعلاه أسفله ومقدمه مؤخره ﴾. اهـ.

التنكيس اصطلاحًا :

قراءة المتأخر قبل المتقدم من القرآن الكريم ، وهو أربعة أنواع :

  • تنكيس الحروف .
  • تنكيس الكلمات .
  • تنكيس الآيات .
  • تنكيس السور .

ويشرح العلامة ابن باز رحمه الله تعالى ، النوعين الثالث والرابع ، فيقول :

التنكيس يكون للسور وللآيات ، للآيات لا يجوز ، كونه يقرأ الآيات المتأخرة قبل المتقدمة ، ينكس القرآن ، ما يجوز بل يقرأ بالتسلسل ، من أعلى إلى أسفل ، من أول السورة إلى آخرها ، ولا ينكس ، هذا لا يجوز التنكيس . 
أما السور فلا بأس ، لكن تركه أولى ، كونه يقرأ آل عمران قبل البقرة ، أو يقرأ النساء قبل آل عمران ، أو يقرأ المائدة قبل ، هذا تركه أولى ، بل يرتب ، إذا بدأ بالبقرة ، آل عمران ، النساء ، المائدة ، هكذا حتى يختم القرآن ، كما رتبه الصحابة رضي الله عنهم وأرضاهم .

  • أما على موقع [ إسلام ويب ] الدعوي ، فكان هذا التوضيح من لجنة الفتوى عندهم للأنواع الأربعة :

تنكيس القرآن له أربع حالات : تنكيس السور ، وتنكيس الآيات ، وتنكيس الكلمات ، وتنكيس الحروف .

فأما تنكيس السور وهو أن يقرأ المصلي في الركعة الثانية سورة بعد الفاتحة يكون ترتيبها في المصحف قبل السورة التي قرأ في الركعة الأولى .
أو يقرأ في ركعة واحدة سورتين تكون الثانية منهما قبل السورة الأولى في ترتيب المصحف .
واختلف العلماء في ذلك بين الجواز والكراهة ، مع اتفاقهم على صحة الصلاة .
فذهب الحنابلة والمالكية إلى الكراهة وهو الأحوط .
وذهب الشافعية إلى الجواز وهو رواية عن أحمد .

وأما التنكيس بين الآيات ؛ وهو أن يقرأ آية قبل الآية الأخرى والتي هي قبلها في ترتيب المصحف فهذا محرم ، فإن تعمد ذلك بطلت الصلاة ، وقال بعض العلماء يُكره .
قال في [ بلغة السالك لأقرب المسالك ] : ( وحرم تنكيس الآيات المتلاصقة في ركعة واحدة ، وأبطل -أي الصلاة- لأنه ككلام الأجنبي).
وقال ابن قاسم الحنبلي في حاشيته على الروض : ( وأما تنكيس الآيات فقال الشيخ وغيره يحرم ؛ لأن الآيات قد وضعها صلى الله عليه وسلم ، ولما فيه من مخالفة النص وتغيير المعنى ، وقال ترتيب الآيات واجب لأن ترتيبها بالنص إجماعًا ).
وأما إن كان التنكيس بين الآيات عن غير عمد فالقول ببطلان الصلاة بعيد ، لاسيما أن من العلماء من قال إن التنكيس بين الآيات مكروه وليس بمحرم .

وأما تنكيس الكلمات فمحرم بالإجماع وتبطل الصلاة به وفاقًا ، سواء أكان عن عمد أم سهو ، قال في الروض : ( ويحرم تنكيس الكلمات وتبطل به ).

ومثله تنكيس الحروف .
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في شرح الزاد : ( هذا لا شك في تحريمه وأن الصلاة تبطل به ؛ لأنه أخرج القرآن عن الوجه الذي تكلم الله به ، كما أن الغالب أن المعنى يختلف اختلافًا كبيرًا ). ا.هـ .

والله أعلم .

ندعوكم لقراءة : اختلاف الأمة رحمة

  • وهذا شرح أوسع لدار الإفتاء المصرية ، تقول :

تنكيس الحروف هو أن يقرأ الحروف معكوسة فيقرأ الحرف الأخير من الكلمة أولًا ثم الذي قبله صعودًا وهكذا في جميع الكلمات ، فيقدم الحروف المتقدمة على الحروف المتأخرة ، فيقرأ ” بر ” بدلًا من ” رب ” ، وتنكيس الكلمات هو أن يقرأ الكلمات معكوسة فيقرأ الكلمة ثم التي قبلها صعودًا فيقدم الكلمة اللاحقة على سابقتها ؛ كأن يقرأ ” أحد الله هو قل ” بدلًا من ” قُلْ هُوَ اللهُ أَحَدٌ “. (الإخلاص : 1)

وتنكيس الآيات له صورتان :

الأولى : أن يقرأ الآيات معكوسة ؛ فيقرأ الآية ثم التي قبلها صعودًا وهكذا ؛ فيقدم الآية المتأخرة على المتقدمة كأن يقرأ : ” مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاس ” (الناس : 6) ، ثم : ” الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ ” (الناس : 5) ، ثم : ” مِن شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ ” (الناس : 4) ، وهكذا.

والأخرى : أن يقرأ مجموعة من الآيات من سورةٍ ما ، ثم يقرأ مجموعة أخرى من الآيات من السورة نفسها تتقدم على ما قرأه أولًا ، كأن يقرأ خواتيم سورة البقرة -الآيتين الأخيرتين- أولًا ثم يقرأ آية الكرسي ، سواء في ركعة أو ركعتين .

وتنكيس السور هو أن يقرأ السور معكوسة على خلاف الترتيب المصحفي ، فيقرأ السورة ثم التي قبلها صعودًا وهكذا ، فيقدم السور المتأخرة ترتيبًا على المتقدمة ؛ كأن يقرأ سورة الفلق قبل الإخلاص .

  • سؤال وجواب :

– السؤال :

قام إمام المسجد في صلاة العشاء بقراءة سورة بعد الفاتحة في الركعة الثانية تسبق السورة التي قرأها في الركعة الأولى في ترتيب المصحف ، فقام بعض المصلين بعد الصلاة بتخطئته حتى قال بعضهم بفساد الصلاة باعتبار أن هذا من تنكيس القراءة ، وهو ممنوع ، فنرجو الإفادة ، ولكم الأجر وزيادة .

– الجواب من دار الإفتاء المصرية :

قيام الإمام بقراءة سورة بعد الفاتحة في الركعة الثانية من الصلاة تسبق السورة التي قرأها في الركعة الأولى في ترتيب المصحف هو خلاف الأولى ولا تبطل به الصلاة .
وأما التنكيس في القراءة فعلى أربعة أنواع : في الحروف ، والكلمات ، والآيات ، والسور .

فيحرم تنكيس الحروف والكلمات وتبطل به الصلاة ؛ لأن القرآن يصير بإخلال نظمه كلامًا أجنبيًّا يُبطل الصلاةَ سواء كان عمدًا أو سهوًا .

وأما قراءة الآيات بدون مراعاة الترتيب الوارد في المصحف : فيحرم منه تنكيس الآيات المتلاصقة في ركعةٍ واحدةٍ ، وكذلك تنكيس آيات سورة واحدة بركعة واحدة أو زمن واحد ؛ لأن ترتيب الآيات توقيفي .. أما لو قرأ مجموعة من الآيات من سورةٍ ما ، ثم قرأ مجموعة أخرى من الآيات من السورة نفسها تتقدم على ما قرأه أولًا فهذا مكروه لا تبطل به الصلاة .

وأما تنكيس السور بعدم مراعاة ترتيبها في ركعات الصلاة فهو خلاف الأولى ، وخلاف الأولى لا يبطل الصلاة .

زر الذهاب إلى الأعلى