التمر والماء
التمر والماء :
عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ، قال :
” يا عائِشَةُ ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فيه جِياعٌ أهْلُهُ ، يا عائِشَةُ ، بَيْتٌ لا تَمْرَ فيه جِياعٌ أهْلُهُ ، قالَها مَرَّتَيْنِ أوْ ثَلاثًا “.
( مسلم : 2046 ).
وكانت عائشة رضي الله عنها تقول : كنا نعيش على الأسودين : التمر والماء .
عن عائشة رضي الله عنها ، أنها قالت لعروة : ابن أختي ، إن كنا لننظر إلى الهلال ، ثم الهلال ، ثم الهلال : ثلاثة أهلة في شهرين ، وما أُوقدت في أبيات رسول الله صلى الله عليه وسلم نار !
فقلت : يا خالة ، ما كان يعيشكم ؟ قالت : الأسودان : التمر والماء ، إلا أنه قد كان لرسول الله صلى الله عليه وسلم جيران من الأنصار ، كانت لهم منائح ، وكانوا يمنحون رسول الله صلى الله عليه وسلم من ألبانهم ، فيسقينا .
( متفق عليه ).
- كلمات ومعان :
( وما أوقدت ) : كناية عن طبخ شيء من اللحم أو سواه .
( يعيشكم ) : يقيتكم من الطعام .
( الأسودان ) : غلب التمر على الماء فقيل أسودان وكان الغالب في تمر المدينة الأسود .
( منائح ) : جمع منيحة وهي الشاة أو الناقة التي تعطي للغير ليحلبها وينتفع بلبنها ثم يردها على صاحبها وقد تكون عطية مؤبدة بعينها ومنافعها كالهبة .
( يمنحون ) : من المنح وهو العطاء .
هذا كان يحدث في أبيات خير خلق الله ، محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، على الرغم أنه كان من الأغنياء ؛ والدلائل على ذلك كثيرة ، ولكنه كان زاهدًا في الدنيا ، بأبي هو وأمي وروحي ، صلى الله عليه وسلم .
- خشونة عيشه ﷺ :
قالت أمنا عائشة رضي الله عنها : ما شبع آل محمد من خبز شعير يومين متتاليين حتى قُبِض !!
( متفق عليه ).
وها هو أبو هريرة رضي الله عنه ، يمر بقوم بين أيديهم شاة مَصْلِيَّة ( مشوية ) ، فدعوه فأبى أن يأكل ، وقال : خرج رسول الله ﷺ من الدنيا ولم يشبع من خبز الشعير .
( رواه البخاري ).
وهذا أنس خادم رسول الله ﷺ يقول : لم يأكل النبي ﷺ على خوان حتى مات ، وما أكل خبزًا مُرَقَّقًا حتى مات .
( رواه البخاري ).
فما بالنا نحن الآن ، لا نقنع بالكثير من الطعام والشراب ، ونريد المزيد والمزيد ، وكل ما هو جديد .
- الاعتماد على التمر :
كان كَثيرٌ مِن بيوت العربِ قَديمًا يَعتمِدون في طَعامِهم على التَّمرِ وما تُخرجه أرضهم ، بالإضافة إلى الماء واللبن ، ولذلك كانوا يَدَّخرون منه طعام سنةٍ كاملة ، وكان هذا يُوفِّرُ لهم طعامًا غير مُنقطِع .
وفي الحديثِ النبوي الشريف : تأكيد لفضيلة التمر .
ندعوكم لقراءة : الماء سر الحياة
- فوائد صحية مثبتة للتمر :
به نسبة عالية من الألياف ، حيث تحتوى تمرة واحدة على ما يكفي من الألياف للصحة العامة ، أي ما يقرب من 7 جرامات من الألياف ، لذلك فإن وجود التمر فى نظامك الغذائى ، هو وسيلة رائعة لزيادة كمية الألياف التي تتناولها ، ويمكن أن تفيد الألياف صحة الجهاز الهضمي عن طريق منع الإمساك ، كا يعزز حركات الأمعاء المنتظمة من خلال المساهمة في تكوين فضلات الطعام .
يتضمن التمر عددًا من مضادات الأكسدة التي تحمي خلاياك من الجذور الحرة ، وهي جزيئات غير مستقرة قد تسبب تفاعلات ضارة في جسمك وتؤدي إلى الإصابة بالأمراض ، مقارنة بأنواع الفاكهة المماثلة ، مثل التين والخوخ المجفف .
يعزز صحة الدماغ ؛ حيث يساعد تناول التمر في تحسين وظائف المخ .
يعزز الحمل الطبيعي ، حيث يعمل التمر على تعزيز وتخفيف المخاض المتأخر عند النساء .
التمر مصدر للفركتوز وهو نوع طبيعي من السكر الموجود في الفاكهة ، ولهذا السبب ، فإن التمر يكون حُلوًا للغاية وله طعم شبيه بالكراميل ، ويشكل بديلًا صحيًا رائعًا للسكر الأبيض في الوصفات بسبب العناصر الغذائية والألياف ومضادات الأكسدة التي يوفرها .
صحة العظام :
يحتوي التمر على عدة معادن منها الفوسفور والبوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم ، تمت دراسة كل هذه من حيث قدرتها على منع الحالات المتعلقة بالعظام مثل هشاشة العظام .
السيطرة على نسبة السكر في الدم :
التمر لديه القدرة على المساعدة في تنظيم نسبة السكر في الدم بسبب انخفاض مؤشر نسبة السكر في الدم والألياف ومضادات الأكسدة ، وبالتالي ، فإن تناولها قد يفيد إدارة مرض السكري .
- النبي الغني :
لم يكن النبي صلى الله عليه وسلم فقيرًا من ناحية الواقع ؛ فقد امتن الله عليه بقوله : « وَوَجَدَكَ عَائِلًا فَأَغْنَى ». (الضحى : 8)
وقد كان من أدعيته المأثورة :
” اللهم إني أسألك الهدى والتقى والعفاف والغنى “.
( رواه مسلم وغيره ).
ومنها قوله صلى الله عليه وسلم في دعائه :
” اقض عنا الدين وأغننا من الفقر “.
( رواه مسلم ).
وقد خيّر رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم بين أن يكون مَلِكًا أو يكون عبدًا ، فاختار أن يكون عبدًا .
وكانت تأتيه خيرات كثيرة ، فكان لا يتركها بين يديه حتى يوزعها وينفقها في سبيل الله ، ومواقفه صلى الله عليه وسلم معروفة لا تحتاج إلى إيراد ، ومن تواضعه صلى الله عليه وسلم وحرصه على طلب الآخرة أنه كان يعطي عطاء من لا يخشى الفاقة ، حتى إنه على كثرة ما يأتيه من الخير إلا أن أبياته كان لا يُوقد فيها نار لمدة شهرين ، حيث كان يعيش على الأسودين ؛ كما ورد ذلك عن عروة بن الزبير عن عائشة رضي الله عنهم جميعًا ، كما سبق وذكرنا .
فرسولنا صلى الله عليه وسلم كان من أغنى الناس ولكنه كان زاهدًا في الدنيا غير راغب فيها ، وكان حريصًا على الآخرة راغبًا فيها ، فصلوات ربي وسلامه عليه ما تعاقب الجديدان ؛ الليل والنهار .