الإخوة الخلفاء 1
الإخوة الخلفاء 1 :
عبد الملك بن مروان وأبناؤه : الوليد ، وسليمان ، ويزيد ، وهشام ، تولوا الخلافة الإسلامية ، في الدولة الأموية .
الأب واحد والأمهات شتى ؛ فالوليد وسليمان أمهما ولادة بنت العباس العبسية ، وأم يزيد هي عاتكة بنت يزيد ، وأم هشام هي أم هشام بنت إسماعيل بن هشام .
أما الأمير الضرغام ، والبطل الهمام ؛ فهو قائد الجيوش مسلمة بن عبد الملك الذي كان يُلقَّب بالجرادة الصفراء .
قالوا عن مسلمة : هو أولى بالخلافة من سائر إخوته .
وفيه قال أبو نخيلة :
أمسلم إني يا ابن خير خليفةٌ … ويا فارسَ الهيجاءِ يا جبلَ الأرضِ
شكرتُك إن الشكرَ حبلٌ من التُّقى … وما كل من أوليته نعمة يغضي
وأحسنت لي ذكري وما كنت خاملًا … ولكن بعض الذكر أنبه من بعضِ
أما فاطمة بنت عبد الملك ، فهي بنت الخليفة ، وزوج الخليفة ، وأخت الخلفاء ؛ فهي زوجة عمر بن عبد العزيز رحمه الله ، وأمها : أم المغيرة بنت المغيرة .
هيا معًا إلى الإخوة الخلفاء من أبناء عبد الملك بن مروان :
- أولًا : الوليد بن عبد الملك :
ولي الوليد الخلافة بعهد من أبيه في شوال سنة ست وثمانين ، ففي سنة سبع وثمانين شرع في بناء جامع دمشق ، وكتب بتوسيع المسجد النبوي وبنائه ، وفيها فتحت بيكند ، وبخارى ، وسردانية ، ومطمورة ، وقميقم ، وبحيرة الفرسان .
يلقب عصر الوليد بن عبد الملك بأنه العصر الذهبي للدولة الأموية ؛ حيث كان عصره في قمة ازدهار الدولة الأموية .
وجَّه الوليد القادة من دمشق لفتح البلاد في مختلف الاتجاهات حيث وصل الإسلام إلى الصين شرقًا وإلى الأندلس ( إسبانيا ) غربًا .
كان من رجاله محمد بن القاسم الذي فتح بلاد السند ، وقتيبة بن مسلم والي خراسان الذي فتح بلاد ما وراء النهر ، وموسى بن نصير الذي انضم إلى طارق بن زياد في فتح غرب أفريقية وفي فتح الأندلس .
بلغت الدولة الأموية في عهده أوج عزها حيث فتحت جيوشه بخارى وسمرقند وخوارزم ، وفرغانة والهند وطنجة والأندلس .
امتدت في زمنه حدود الدولة الإسلامية من المغرب الأقصى وإسبانيا غربًا ووصل اتساع الدولة الأموية إلى بلاد الهند وتركستان فأطراف الصين شرقًا في وسط آسيا ، لتكون بذلك الدولة الأموية أكبر إمبراطورية إسلامية عرفها التاريخ .
كان من أهم أعماله :
- تعهد الأيتام وكفلهم ، وخصص للمكفوفين من يقودهم ، ورتب لهم جميعًا الرواتب المنتظمة .
- وضع المجذومين جميعًا في بيت خاص يرعاهم فيه طبيب خاص .
- أعطى كل مُقعَد خادمًا يهتم به وأجرَى لهم الأرزاق .
- شجَّع العلم والعلماء ، وحفظة القرآن الكريم .
- أنشأ الطرق وحفر الآبار على طول الطرق العامة .
- اهتم بالعمران فبنى المسجد الأموي بدمشق ، ووسَّع المسجد النبوي بالمدينة المنورة ، وأعاد بناء المسجد الأقصى ، وبُني في عهده العديد من القصور الفخمة مثل قصر عمره .
ومن نوادر الوليد أنه كان لا يحسن النحو !!
سمع الوليد أباه ذات يوم يقول عنه : إنه لا يحسن النحو .
فقام من ساعته ، وجمع أصحاب النحو ، وجلس معهم في بيت ستة أشهر ، ثم خرج وهو أجهل مما كان ، فقال عبد الملك : أما إنه قد أعذر .
وقال أبو الزناد : كان الوليد لحَّانًا ، قال على منبر المسجد النبوي : يا أهلُ المدينة .
وقال أبو عكرمة الضبي : قرأ الوليد على المنبر : يا لَيْتُها كانت القاضية ، وتحت المنبر عمر بن عبد العزيز وسليمان بن عبد الملك ، فقال سليمان : وددتها والله .
ورغم ذلك فقد ضبط الأمور في طول البلاد وعرضها أتم ضبط !!
وقال ابن أبي عبلة : رحم الله الوليد وأين مثل الوليد ؟ افتتح الهند والأندلس ، وبنى مسجد دمشق ، وكان يعطيني قطع الفضة أقسمها على قراء مسجد بيت المقدس .
ونستكمل في الجزء الثاني مع سليمان ويزيد وهشام إن شاء الله تبارك وتعالى .