حكايات عصرية

منتخب الساجدين

منتخب الساجدين :

السجود لله جلَّ في عُلَاه ، شرف وعزة وشكر على توفيق الله .

فما أروعه من لقب ؛ ذلك الذي عُرف به المنتخب المصري لكرة القدم خلال المشاركات في بطولات أمم إفريقيا ، والتي فاز بها المنتخب المصري بالبطولة ثلاث مرات متتالية ؛ أعوام 2006 ، 2008 ، 2010 تحت قيادة المدرب الوطني القدير حسن شحاتة ، ومعه شوقي غريب وحمادة صدقي .

وفي هذا الصدد يقول الكابتن سمير زاهر الرئيس الأسبق لاتحاد الكرة المصري :
{ البداية جاءت من عند محمد أبو تريكة }.

وأضاف زاهر خلال الفيلم الوثائقي ” الجيل الذهبي ” والذي يُذاع عبر فضائية On Sport :
{ البداية كانت من عند أبو تريكة الذي عكف على السجود احتفالًا بالأهداف ، ثم بعد ذلك سار بقية اللاعبين على دربه }.

بينما أكد محمد أبو تريكة أن الأجواء في معسكرات المنتخب كان يغلب عليها الالتزام الديني :
{ كنا دائمًا نحرص على الصلاة ، وكانت هناك قاعة للصلاة وقاعة لقراءة القرآن ، أنا لم أفرض هذا النظام ، بل إنني دخلت المنتخب ووجدته }.

وقال محمد زيدان نجم المنتخب في ذلك الوقت :
{ عكفت على الصلاة في جماعة مع لاعبي المنتخب في هذه الفترة }.

  • توحد وألفة :

تعودنا على ظهور التوحد والألفة داخل معسكرات الفراعنة ، وكان مشهد الصلاة الجماعية أبرز المشاهد التى اعتادت أعيننا على رؤيتها ، فكان حينما يطلق اسم منتخب مصر ، تجد وبدون أن تشعر قد رُسمت صورة فى ذهنك وهم يقيمون الصلاة أو لحظة السجود الجماعى لهم عقب إحراز الأهداف .

  • اللقب الثاني :

كان اللقب الأول لمنتخب مصر الوطني هو : منتخب الفراعنة ، ثم أتى ” منتخب الساجدين “.

ولقب ” الساجدين ” وُجد قريبًا ، وكانت انطلاقته تحديدًا خلال حقبة المنتخب المصري تحت قيادة حسن شحاتة ، ليكون هو اللقب الثاني المرتبط بالمنتخب الوطني .

وجاء هذا الاسم بسبب تجمع كل لاعبي المنتخب فورًا بعد تسجيل أي هدف للسجود قبل أي احتفال ، وهو ما جعل وسائل الإعلام العربية والإفريقية يطلقون لقب ” الساجدين ” على منتخب مصر بداية من تلك الحقبة .

والمنتخب المصري هو البطل التاريخي لكأس أمم إفريقيا بعدما حصد اللقب 7 مرات ، منهم 3 مرات على التوالي أعوام ( 2006 ، 2008 ، 2010 ) في إنجاز غير مسبوق على الإطلاق .

ندعوكم لقراءة : مونديال قطر

  • سجود الشكر :

قال البهوتي في شرح الإقناع :
( وَتُسْتَحَبُّ سَجْدَةُ الشُّكْرِ عِنْدَ تَجَدُّدِ نِعْمَةٍ ظَاهِرَةٍ ، أَوْ دَفْعِ نِقْمَةٍ ظَاهِرَةٍ عَامَّتَيْنِ ).

هكذا فعل النبي : عن أبي بَكْرَةَ رضي الله عنه : أَن النبي صلى اللَّه عليه وسلم كان إذا أتاه أمر يُسَرُّ به ، خَرَّ ساجدًا .
( رواه أحمد والترمذي ).
( والعمل عليه عند أكثر العلماء ، وكذلك رواه الحاكم وصححه ).

( وَإِلَّا ) ؛ أَيْ وَإِنْ لَمْ تُشْتَرَطْ فِي النِّعْمَةِ الظُّهُورُ ( فَنِعَمُ اللَّهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ لَا تُحْصَى ) وَالْعُقَلَاءُ يُهَنِّئُونَ بِالسَّلَامَةِ مِن الْعَارِضِ ، وَلَا يَفْعَلُونَهُ فِي كل ساعة . انتهى .

فإذا حصل لك من هذا الجنس المشروع له السجود ما يشرع له ولو أكثر من مرة ، فلا حرج ، وإلا فلا تسجد .

  • الطهارة ليست شرطًا :

يقول ابن باز رحمه الله تعالى :
سجدة الشكر :
مثل الإنسان بُشٌّر بأن الله وهبه ولدًا ذكرًا ، أو أنثى ، فسجد شكرًا على هذه النعمة ، أو بشر بأن الله عافى ولده ، أو عافى أباه من مرضه ، أو أن الذين انقلبت بهم السيارة سلموا ، أو تصادموا ، بشر بأنهم سلموا ، وسجد لله شكرًا ، كل هذا طيب ، أو جاء فتح إسلامي ، إن الله فتح على المسلمين ، ونصرهم على عدوهم في حرب بين المسلمين وأعدائهم ، فبشر بأن المسلمين انتصروا ؛ فسجد لله شكرًا ، كما جاء عن الصديق رضي الله عنه لما بُشِّر بأن مسيلمة قُتِل في حرب اليمامة ؛ سجد لله شكرًا ، وروي عنه ﷺ أنه سجد لله شكرًا لما بلغه قتل الأسود العنسي .

فالمقصود : أن السجود لله شكر معروف ، وهو مثل سجود الصلاة ، سجدة واحدة يسجدها لله ، ويشكره على ما حصل من النعمة ، يقول : سبحان ربي الأعلى ، سبحان ربي الأعلى ، ويحمد ربه ، ويشكره ، ويدعوه على ما حصل من النعمة التي له ، أو للمسلمين .

الصواب لا تشترط الطهارة مثل سجود التلاوة ، الصواب لا تشترط الطهارة ، والجمهور على أنها شرط ، لكن الصواب أنها لا تشترط لعدم الدليل ؛ لأنها خضوع لله ، خضوع لله ، وذكر له فأشبه التسبيح والتهليل ، وأشبه القراءة عن ظهر قلب ، لا تشترط لها الطهارة .

وكان ابن عمر رضي الله عنهما يسجد وهو على غير الطهارة ، وكان الشعبي كذلك فيما صح عنهما .

والنبي ﷺ كان يقرأ القرآن في أصحابه في مجالسهم ، فإذا سجد ؛ سجدوا معه ، ولم يقل لهم : من كان على غير طهارة فلا يسجد ، ومعلوم أن المجالس تشمل من هو على وضوء ، ومن هو على غير وضوء ، فلو كانت الطهارة شرطًا ، لقال لهم عند السجود : من ليس على طهارة لا يسجد ، فلما سجد وسجدوا معه في مجالسهم دل على أن الطهارة ليست شرطًا ، إذ لو كانت شرطًا لنبههم -عليه الصلاة والسلام- ؛ لأن الله بعثه مبلغًا ومعلمًا ، والبيان لا يجوز تأخيره عن وقت الحاجة ، واجتماعهم معه في مجالس ، وسجودهم معه هو وقت الحاجة للبيان .

ندعوكم لقراءة : السجود للملك

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى