سيرة الحبيب ﷺ

موقف النبي ﷺ من حرب الفجار وحلف الفضول

موقف النبي ﷺ من حرب الفجار وحلف الفضول :

( ١٣ ) الحلقة الثالثة عشرة من سيرة الحبيب ﷺ :

نبدأ بالصلاة والسلام على خير الأنام محمد ﷺ وعلى آله وصحبه الكِرام .

وصلنا في الحلقة الماضية إلى أن بلغ النبي صلى الله عليه وسلم الخامسة عشرة من عمره ، ووقعت حرب تُسمَّى ( حرب الفِجار ) ، فماذا حدث فيها ؟؟

وقعت هذه الحرب في سوق عُكاظ بين قريش -ومعهم كِنانة- وبين قَيْس عَيْلان ، وسببها ‏:‏ أن أحد بني كِنانة ، واسمه البَرَّاض ، قتل ثلاثة رجال من قَيس عَيْلَان ، ووصل الخبر إلى عُكاظ فثار الطرفان .

وكان قائد قريش وكنانة كلها رجل يُسمَّى حرب بن أمية ؛ لمكانته فيهم سِنًّا وشرفًا .

وكان الظفر والفوز في أول النهار لقيس على كنانة ، حتى إذا كان في وسط النهار كادت الدائرة تدور على قيس ‏.‏

ثم دعي بعض الناس في قريش إلى الصلح على أن يحصوا قتلى الفريقين ، فمن وجد قتلاه أكثر أخذ دية الزائد .‏.‏ فاصطلحوا على ذلك ، وأوقفوا الحرب ، وهدموا ما كان بينهم من العداوة والشر ‏.‏

وقيل سُميت بحرب الفِجار ؛ لانتهاك حرمة الشهر الحرام فيها .

وقد حضر هذه الحرب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وكان ينبُل على عمومته ؛ أي يجهز لهم النبل للرمي‏ .

وبعد الحرب وقع حلف الفضول في ذى القعدة في شهر حرام دعت إليه قبائل من قريش وهم ‏:‏
بنو هاشم ، وبنو المطلب ، وأسد بن عبد العزى ، وزهرة بن كلاب ، وتَيْمِ بنِ مُرَّة .

فاجتمعوا في دار عبدالله بن جُدْعان التيمى ؛ لسنِّه وشرفه ، فتعاقدوا وتعاهدوا على :
ألا يجدوا بمكة مظلومًا من أهلها وغيرهم من سائر الناس إلا قاموا معه ، وكانوا على من ظلمه حتى ترد عليه مظلمته .

وشهد هذا الحلف رسول الله صلى الله عليه وسلم‏ ..‏ وقال بعد أن أكرمه الله بالرسالة ‏:‏ ‏(‏ لَقَد شَهِدتُ فِي دَارِ عَبدِاللَّهِ بنِ جُدعَانَ حِلْفًا مَا أُحِبُّ أنَّ لِي بِهِ حُمُرَ النَّعَمِ ، ولَوْ أُدعَى بِهِ في الإسلامِ لَأَجَبتُ‏ )‌‏.‏

وهذا الحلف روحه تنافي الحمية الجاهلية التي كانت العصبية تثيرها .

ويقال في سبب هذا الحلف ‏:‏ أن رجلًا من زُبَيْد ( بلد باليمن ) قدم مكة ببضاعة ، واشتراها منه العاص بن وائل السهمى ، وحبس عنه حقه ، فاستعدى عليه الزبيدي الأحلاف عبد الدار ومخزومًا ، وجُمَحًا وسَهْمًا وعَدِيّا فلم يكترثوا له ، لمكانة العاص فيهم ، فعلا الزبيدي جبل أبي قُبَيْس ، ونادى بأشعار يصف فيها ما وقع عليه من ظلم رافعًا صوته ، فمشى في ذلك الزبير بن عبد المطلب ، وقال ‏:‏ ما لهذا مترك‏ ! حتى اجتمع الذين مضى ذكرهم في حلف الفضول ، فعقدوا الحلف ثم قاموا إلى العاص بن وائل فانتزعوا منه حق الزبيدي ‏.

ولنا موعد في الحلقة القادمة إن شاء الله نستكمل فيها مواقف من حياة النبي صلى الله عليه وسلم .

ندعوكم لقراءة : محمد الصادق الأمين ﷺ

زر الذهاب إلى الأعلى