اسم النبي ونسبه ﷺ
اسم النبي ونسبه ﷺ :
( ١ ) الحلقة الأولى من سيرة الحبيب ﷺ :
في البداية أود أن أقصَّ عليكم الحكاية التي كانت سببًا وراء كتابة هذه الحلقات .
الحكاية بطلتها امرأة كندية مسيحية كانت تعمل خادمة في الكنيسة ( ومعني ذلك أنها كانت تقوم بأعمال تطوعية لخدمة الكنيسة ) .. وكان أبوها قِسًّا كبيرًا في الكنيسة .
فأراد الله لها الهداية فاعتنقت الإسلام .. وذات يومٍ كانت تتحدث عن دينها الجديد واقتناعها به ، فسألها رجل عن رأيها في النبي محمد صلى الله عليه وسلم قبل اعتناقها الإسلام وبعده .. فأجابته بأنها قبل الإسلام كانت تنظر إلى النبي صلى الله عليه وسلم على أنه رجلٌ مجنونٌ شاهرٌ سيفه متعطشٌ للدماء يقتل كل من لا يؤمن بدينه .
أما بعد الإسلام فقد صارت تراه أعظم إنسان مشى على وجه الأرض .
فتعجب الرجل وسألها عن أغلى أمانيها .. فأجابته قائلةً : الموت .
فاندهش الرجل وسألها : أليس الإسلام هو دين التفاؤل وإعمار الحياة ، كما أسمع عنه ؟ فلماذا تتمنين الموت ؟
فأجابته : الموت هو سبيلي لرؤية النبي صلى الله عليه وسلم والتحدث إليه .
فسألها الرجل : ما هي الرسالة التي توجهينها للمسلمين الناطقين بلغة القرآن ؟
فقالت بِأَسى : سامحكم الله يا مسلمين إذ لم تُعرّفونا من هو محمد صلى الله عليه وسلم .
الله بيننا وبينكم يوم القيامة !!
إنه حقًا لموقفٌ مخجل لكل عربي مسلم حينما تقف تلك المرأة الأجنبية المسلمة أمام الله يوم القيامة وتشكو له أن المسلمين لم يبلغوها رسالة النبي صلى الله عليه وسلم ، ولم يتمثّلوا أخلاقه في تعاملاتهم .
وإنه لمن المُخجل أيضًا أن تكون معرفتنا بأعظم الناس حبًا لنا ، وهو نبينا وشفيعنا محمد صلى الله عليه وسلم ، بهذا الحجم من الضآلة.
لذلك فقد كانت إجابة المرأة الصادمة لكل مسلم هي المُحرّك الأساسي لكتابة هذه الحلقات التي تهدف للتعريف بسيرة النبي صلى الله عليه وسلم ونشرها على أوسع نطاق ، خصوصًا بين من لا يستطعون القراءة عنها في الكتب أو حضور دروس العلم في المساجد .
ولا يمكن لعاقل أن يحب من لا يعرف .. لذلك لابد من معرفة سيرة النبي صلى الله عليه وسلم حتي تمتلئ قلوبنا بحبه .
وهنيئًا لمن صدقت محبته للنبي صلى الله عليه وسلم ، فلذلك ثمرات كثيرة أعظمها مرافقته صلى الله عليه وسلم في الجنة .
قال النبي صلى الله عليه وسلم : ” المرءُ مع من أحبَّ “.
ندعوكم لقراءة : حب الصحابة للنبي ﷺ
ولتكن خطوتنا الأولى في مُدارسة سيرته العطرة هي معرفة اسم النبي ونسبه صلى الله عليه وسلم :
فالنبي صلى الله عليه وسلم هو ( محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيِّ بن كلاب بن مُرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النَّضر بن كنانة ).
والصحيح عند أئمة النسب أن قريشًا هو : ” فهر بن مالك بن النضر ” ، وهو : جماع قريش ، فكل من لم يلده ” فهر ” فليس بقرشي .
فالنبي صلى الله عليه وسلم قُرَشِىٌّ ، وهو سيد الخلق أجمعين وخيرهم نسبًا .
وقبل أن نستكمل مسيرتنا ، تعالوا أحدثكم عن حب الله تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم .
قال النبي صلى الله عليه وسلم :
” إنَّ اللهَ اصْطَفَى كِنانَةَ مِن ولَدِ إسْماعِيلَ ، واصْطَفَى قُرَيْشًا مِن كِنانَةَ ، واصْطَفَى مِن قُرَيْشٍ بَنِي هاشِمٍ ، واصْطَفانِي مِن بَنِي هاشِمٍ “.
وقال صلى الله عليه وسلم :
” إنَّ اللهَ اتَّخذَني خليلًا كما اتَّخذَ إبراهيمَ خليلًا “.
فالله تبارك وتعالى أحب نبيه صلى الله عليه وسلم ، ولم يخاطبه في القرآن الكريم أبدًا بقوله ” يا محمد ” ، وإنما بقوله تبارك وتعالى ” یَـٰۤأَیُّهَا ٱلنَّبِی ” أو ” یَـٰۤأَیُّهَا ٱلرَّسُول ” تشريفًا له وتكريمًا .
وقد زَكَّى الله نبيه صلى الله عليه وسلم في كل شيء :
زكّاه في عقله فقال : ” مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمۡ وَمَا غَوَىٰ “.
وزكّاه في صدقه فقال : ” وَمَا یَنطِقُ عَنِ ٱلۡهَوَىٰۤ “.
وزكّاه في علمه فقال : ” عَلَّمَهُۥ شَدِیدُ ٱلۡقُوَىٰ “.
وزكّاه في فؤاده فقال : ” مَا كَذَبَ ٱلۡفُؤَادُ مَا رَأَىٰۤ “.
وزكّاه في بصره فقال : ” مَا زَاغَ ٱلۡبَصَرُ وَمَا طَغَىٰ “.
وزكّاه في صدره فقال : ” أَلَمۡ نَشۡرَحۡ لَكَ صَدۡرَكَ “.
وزكّاه في ذكره فقال : ” وَرَفَعۡنَا لَكَ ذِكۡرَكَ “.
ثم أعطاه البشارة الكبرى والنعمة العظمى حيث زكّاه كله فقال : ” وَإِنَّكَ لَعَلَىٰ خُلُقٍ عَظِیم “.
فاللهم صلِّ على محمد عبدك ورسولك كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ، إنك حميد مجيد .
وإلى الحلقة القادمة بإذن الله تعالى .