من هَدي الحبيب ﷺ

الأذان والمؤذنون

الأذان والمؤذنون :

– الأذان لغةً واصطلاحًا :

الأَذان لُغةً : الإعلام .

الأذان اصطِلاحًا : التعبُّد للهِ بذكرٍ مخصوصٍ ، بعدَ دخولِ وقتِ الصَّلاةِ ؛ للإعلامِ بها .

المؤذِّنُ يُغفرُ له مدى صوتِه ، ويشهدُ له كلُّ رطبٍ ويابسٍ .

المؤذِّنون لهم فضلٌ كبيرٌ وثوابٌ عظيمٌ ؛ وذلك لأنَّهم يُنبِّهونَ النَّاسَ بدُخولِ وقْتِ الصَّلاةِ ، ويَحُثُّون النَّاسَ على أدائِها في جماعةٍ .

و ” المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة ” ، كما روى معاوية رضي الله عنه ، عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ؛ ومعناه : أنَّهم أكثَرُ النَّاسِ تَشوُّفًا إلى رَحمةِ اللهِ تَعالَى ؛ لأنَّ المتشوِّفَ يُطيلُ عُنُقَه إلى ما يَتطلَّعُ إليه ، فمعناه : كَثرةُ ما يَرَونَه منَ الثَّوابِ ، وقيل : معناه أنَّهم إذا ألجَمَ النَّاسَ العَرَقُ يومَ القيامةِ طَالَت أعناقُهم ؛ لِئَلَّا يَنالَهم ذلك الكَربُ والعَرَقُ ، وقيل : معناه أنَّهم رُؤَساءُ النَّاسِ ؛ لأنَّ العَرَبَ تَصِفُ السَّادَةَ بطُولِ الأعناقِ ، وعلى كلِّ حالٍ : ففيه فَضلُ المؤذِّنين على سائرِ النَّاسِ ، وتَخصيصُهم بهذه الصِّفةِ يومَ القِيامةِ .

– أجر المؤذن :

ورد في السنة المطهرة من أحاديث المعلم صلى الله عليه وسلم ، ما يدل على أن المؤذن له فضل لم يرد لغيره مثله ، ومن ذلك :

  • عن عبد الرحمن بن عبدالله بن عبد الرحمن بن أبي صعصعة الأنصاري عن أبيه أنه أخبره أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال له : ” إني أراك تحب الغنم والبادية فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت بالصلاة فارفع صوتك بالنداء ، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة “.
    قال أبو سعيد : سمعته من رسول الله صلى الله عليه وسلم .
    ( رواه البخاري : 584 ).
  • عن معاوية رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ” المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة “.
    ( رواه مسلم : 387 ).
  • عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
    ” لو يعلم الناس ما في النداء والصف الأول ثم لم يجدوا إلا أن يستهموا عليه لاستهموا “.
    ( رواه البخاري : 590 – ومسلم : 437 ).
  • عن البراء بن عازب رضي الله عنه أن نبي الله صلى الله عليه وسلم قال : ” إن الله وملائكته يصلون على الصف المقدم ، والمؤذنُ يغفر له بمد صوته ، ويصدقه من سمعه من رطب ويابس ، وله مثل أجر من صلى معه “.
    (رواه النسائي : 646 ، وصححه المنذري والألباني كما في “صحيح الترغيب” : 235 ).

– فضل الإقامة :

وأما فضل الإقامة فقد تشملها الأحاديث السابقة في فضل الأذان ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم سَمَّى الإقامة أذانًا ، وذلك في قوله : ” بَيْنَ كُلِّ أَذَانَيْنِ صَلاةٌ “. (رواه البخاري : 598 ، ومسلم : 838)

قال الحافظ :
{ قَوْله : ( بَيْنَ كُلّ أَذَانَيْنِ ) أَيْ أَذَان وَإِقَامَة }. انتهى .

– وجبت له الجنة :

عن ابن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
” مَن أذَّن ثنتي عشرة سنة وجبت له الجنة ، وكُتِبَ له بتأذينه في كل يوم ستون حسنة ، ولكل إقامة ثلاثون حسنة “.
( رواه ابن ماجه : 728 ، وصححه المنذري والألباني كما في [صحيح الترغيب] : 248 ).

ندعوكم لقراءة : الأذان

– فرار الشيطان من الأذان :

عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
” إِذَا نُودِيَ لِلصَّلَاةِ أدْبَرَ الشَّيْطَانُ ، وله ضُرَاطٌ ، حتَّى لا يَسْمع التَّأْذِينَ ، فَإِذَا قَضَى النِّدَاءَ أقْبَلَ ، حتَّى إذَا ثُوِّبَ بالصَّلَاةِ أدْبَرَ ، حتَّى إذَا قَضَى التَّثْوِيبَ أقْبَلَ ، حتَّى يَخْطِرَ بيْنَ المَرْءِ ونَفْسِهِ ، يقولُ : اذْكُرْ كَذَا ، اذْكُرْ كَذَا ، لِما لَمْ يَكُنْ يَذْكُرُ حتَّى يَظَلَّ الرَّجُلُ لا يَدْرِي كَمْ صَلَّى“.
( متفق عليه ).

– مؤذنو الرسول :

هم مؤذنون نالوا الشرف ؛ فقد أذَّنوا في عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، وياله من شرف .

وها هي قائمة الشرف :

1- بلال بن رباح .

2- أبو محذورة .

3- عبدالله بن أم مكتوم .

4- سعد القرظ .

( رضي الله عنهم ).

روى ابن خزيمة في صحيحه ، والبيهقي في السنن ، وابن سعد في الطبقات ، عن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها ، قالت : ” كان للنبي صلى الله عليه وسلم ثلاثة مؤذنين ، بلال ، وأبو محذورة ، وعمرو ابن أم مكتوم “.
( وقال البيهقي إنه خبر صحيح ).

وكان له مؤذن رابع وهو سعد القرظ ، كان يؤذن بقباء ، كما في حديث الحاكم ، وقد ذكر هؤلاء ابن القيم في الزاد ، وابن تيمية في منهاج السنة ، وابن حجر في الفتح ، والكتاني في نظم المتناثر ، والذهبي في السير ، والشرواني في شرح المنهاج .

والحق كما قال ابن حجر في الفتح : أن المؤذن الراتب هو بلال ، أما ابن أم مكتوم فكان يؤذن في الفجر ، وأما سعد القرظ فكان مؤذنًا بقباء ، وأما أبو محذورة فكان بمكة .

– الأذان الصحيح :

الأذان الصحيح هو الذي علمه المعلم صلى الله عليه وسلم لأمته ، وكان يؤذن به بلال بن رباح رضي الله عنه ، بين يديه حتى توفاه الله ، وهو عبارة عن 15 جملة :

“ الله أكبر .. الله أكبر ، الله أكبر .. الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن لا إله إلا الله ، أشهد أن محمدًا رسول الله ، أشهد أن محمدًا رسول الله ، حي على الصلاة ، حي على الصلاة ، حي على الفلاح ، حي على الفلاح ، الله أكبر .. الله أكبر ، لا إله إلا الله ”.

وفي أذان الفجر فقط زيادة “ الصلاة خير من النوم ”.

النبي لم يؤذن : لم يثبت عن سيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم ، أنه أذن للصلاة في مدة حياته الشريفة ، وتبعه الخلفاء الراشدون في هذا الأمر ، وفي كل أمر رضي الله عنهم أجمعين .

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى