حامل لواء اليمامة
حامل لواء اليمامة :
هو بطلٌ عظيم ، وأخٌ لرجل عظيم كريم .
أسلم قبل أخيه ونال الشهادة قبله .
البعض لا يعرفه للأسف ؛ مع أنه علم من الأعلام ، اهتدى إلى الإسلام ، قبل أخيه الخليفة الهمام ، عالي المقام .
شهد مع رسول الله صلى الله عليه سلم المشاهد والغزوات كلها .
وكان الخليفة الهمام يحبه حبًّا جمًّا .
في غزوة بدر قال له أخوه : البس درعي .
رد عليه قائلًا : إني أريد من الشهادة ما تريد .
فتركا الدرع !
وبعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم ، شارك بطلنا فى حروب الرّدّة وأبلى بلاءً عظيمًا .
وكان حامل راية المسلمين فى معركة اليمامة قبل أن ينتصر المسلمون انتصارًا ساحقًا على المرتدين فى اليمامة .
وفي بداية المعركة حدث تراجع للمسلمين في انهزام ، وعندما كان يتراجع بعض جنود المسلمين ، تقدّم البطل بالراية ، وقال : ” أمّا الرجال فلا رجال “.
وجعل يصيح بأعلي صوته : ” اللهم إني أعتذر إليك من فرار أصحابي ، وأبرأ إليك مما جاء به مسيلمة ومحكم اليمامة “.
وظل يسير براية المسلمين ويقاتل المرتدين بشدّة حتي قتله أبو مريم الحنفي واستُشهد البطل .
وبعد انتهاء المعركة وانتصار المسلمين ، عاد بعض الصحابة إلى المدينة ليُبشّروا الناس بالنصر في اليمامة ، وكان عبدالله بن عمر من ضمن الذين عادوا ، وبعد أن بشّروا الناس وعمّ الفرح ، ذهب عمر بن الخطاب لابنه عبدالله وسأله : ما صنع عمك ؟
فقال له : إنه استُشهد ؛ فغضب عمر بن الخطاب ونغز ابنه على كتفه قائلًا : ألا هلكتَ قبله ؟!
هلك .. وأنت حيّ ؟
ألا واريت وجهك عنّي !
فردّ عبدالله وقال : سألَ اللهَ الشهادة فأُعطيها ، وجَهِدتُ أن تُسَاق إليَّ فلم أُعطها .
فقال عمر : سبقني إلى الحُسنيين ، أسلم قبلي ، واستُشهد قبلي .
وكان يقول أيضًا :
ما هبت الصبا ، إلا وأنا أجد ريحه .
وبكى عمر وحزن علي أخيه حزنًا شديدًا .
وكان رضي الله عنه مقدامًا شجاعًا ؛ وظهر ذلك فى الغزوات مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ، وظهر أيضًا خلال حروب الرّدّة حتى آخر معركة والتى استشهد فيها وهي اليمامة .