من رحيق كلامهم

الغالي لمحمد الغزالي

الغالي لمحمد الغزالي :

نعرض كلامًا غاليًا للشيخ محمد الغزالي ، يعبر عن فكره ، وبراعته في الكتابة ؛ فهو أديب الدعوة -كما أطلقوا عليه- رحمه الله ، وجزاه خيرًا عن الإسلام والمسلمين .

والشيخ محمد الغزالي أحد دعاة الفكر الإسلامي في العصر الحديث ، عُرف عنه تجديده في الفكر الإسلامي ، وهو من المناهضين للتشدد والغلو في الدين .

عُرف بأسلوبه الأدبي في الكتابة ، واشتُهر بلقب ” أديب الدعوة “.

تُوفي يوم السبت العشرين من شوال 1416 هـ الموافق التاسع من مارس 1996م في الرياض في السعودية أثناء مشاركته في مؤتمر حول الإسلام وتحديات العصر الذي نظمه الحرس الوطني في فعالياته الثقافية السنوية المعروفة بـ ( المهرجان الوطني للتراث والثقافة ـ الجنادرية ).

دُفن بمقبرة البقيع بالمدينة المنورة .

– من أجمل ما قرأت له هذه الدرر :

  • بدا لي من دراسة التاريخ ومن دراسة الانسان العربي بالذات أن الأمة العربية تفقد إنسانيتها يوم تفقد الإسلام .
  • إن الانحطاط الفكري في البلاد المحسوبة على الإسلام يثير اللوعة ، واليقظة العقلية في الأقطار الأخرى تثير الدهشة .
  • الناس من خوف الفقر في فقر ، ومن خوف الذل في ذل .
  • لماذا تخامرك الريبة ويخالجك القلق ؟!
    عِش في حدود يومك ؛ فذاك أجدر بك ، وأصلح لك .
  • إذا كان السمك يحتاج إلى الماء ليحيا ، وإذا كان البشر يحتاجون إلى الهواء ليحيوا ، فإن الجنس العربي يوم يفقد دينه يفقد أسباب حياته ، ويستحيل أن يبقى له على ظهر الأرض وسمٌ ولا رسم .
    لا بد أن نعرف طبيعة جنسنا .
  • أتدري كيف يُسرق عمر المرء منه ؟ يذهل عن يومه في ارتقاب غده ، ولا يزال كذلك حتي ينقضي أجله ، ويده صِفر من أي خير .
  • إذا كان صاحب البيت جبانًا واللص جريئًا ؛ فالبيت ضائع لا محالة .
  • البشر لن يجدوا أبرَّ بهم ولا أحنى عليهم من الله عز وجل .
  • إن الفراعنة والأباطرة تألهوا ؛ لأنهم وجدوا جماهير تخدمهم بلا وعي .
  • انتهاك شرف البنت يقيم الدنيا و لا يقعدها في مجتمعنا ، لكن العدوان على شرف الأمة لم يعد يحرك ساكنًا فيها .
  • الحرية المطلقة لا تنبع إلا من العبودية الصحيحة لله وحده .
  • الرجل الخرب الذمة ، أو الساقط المروءة لا قوة له ، ولو لبس لبس السباع ، ومشى في ركاب الملوك .
  • كل تشويه يعترض عظمة الفطرة وروعتها هو شذوذ ينبغي أن يُذاد ويُباد ، لا أن يُعترف به ويُسكت عليه .
  • شتان بين شعورين : شعور الغيرة على حرمات الله والرغبة في حمايتها ، وشعور البغضاء لعباد الله والرغبة في إذلالهم .
  • لا يعرف محمدًا صلى الله عليه وسلم من احتبس في سجن الدنايا أو قعد عن نصرة الحق والخير .
  • مستحيل أن يجتمع أمران : حب الراحة وحب المجد .. وطاعة النفس وطاعة الله .
  • أساس التعامل الخلق الزاكي والإيثار الذي يرجح الفضل على العدل والترفع عن الصغائر .
  • الإيمان قوة ساحرة إذا استمكنت من شعاب القلب وتغلغلت في أعماقه تكاد تجعل المستحيل ممكنًا .
  • من المألوف في تاريخ النهضات أن اليقظة العقلية تسبق دائمًا النشاط السياسي والاجتماعي .
  • إذا وجدت الصبر يساوي البلادة في بعض الناس فلا تخلطن بين تبلد الطباع المريضة وبين تسليم الأقوياء لما نزل بهم .
  • مٌقتضى الإيمان أن يعرف المرء لنفسه حدودًا يقف عندها ، ومعالم ينتهي إليها .
  • الويل لأمة يقودها التافهون ، ويُخزى فيها القادرون .
  • الإكراه على الفضيلة لا يصنع إنسانًا فاضلًا ، كما أن الإكراه على الإيمان لا يصنع إنسانًا مؤمنًا .
  • لا أدري لماذا تهتاج أمة لهزيمة رياضية ولا تهتز لها شعرة لهزائمها الحضارية والصناعية والاجتماعية ؟!
  • التدين المغشوش قد يكون أنكى بالأمم من الإلحاد الصارخ .
  • إن إقامة صروح العدل الاجتماعي في بلد مختل كإقامة قواعد الأدب في بلد منحل .
  • إنما فسدت الرعية بفساد الملوك ، وفساد الملوك بفساد العلماء ، فلولا علماء السوء وقضاة السوء لقلّ فساد الملوك خوفًا من إنكارهم .
  • إذا أردت أن تغير وضعًا خاطئًا فعليك بتجهيز البديل أولًا قبل أن تبادر بتغيير هذا الوضع .
  • إن الحق إذا استنفد ما لدى الإنسان من طاقة مختزنة لم يجد الباطل بقية يستمد منها .
  • إن للإسلام فضلًا علينا ، و ليس لأحد فضل على الإسلام .. الفضل للإسلام في أنه زودنا بشخصية صلبة أبت أن تذوب أمام الميوعة والإباحية التي وفد بها سماسرة الغزو الثقافي من كل ناحية .
  • العيب في دراسة التاريخ أننا أحيانًا نـطالع صفحاته لنقرأ أنباء الانتصارات والهزائم ، وأخبار المواليد والوفيات ، ولـكن التاريخ شيء آخر وراء هذا الظاهر ، وهو أن تعرف ما المقدمات التي انتظمت حتى انتهت بالنصر أو الهزيمة .
  • إن القلب الخرب يجعل من العـلم سلاحًا للفساد « وما تفـرقوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيًا بينهم » ، فانظر إلى ضـراوة العلم عندما يفقد الإخلاص لله والرفق بالعباد ، كيف يثير التفرقة ، ويقطع ما أمر الله به أن يُوصل .
  • ربما وُجد في هذه الأمة المتعلمون والأغنياء وأصحاب القوة ، و لكنهم لا يغنون بعلمهم و لا بمالهم ولا بقوتهم شيئًا عن أمتهم المحتاجة إليهم ؛ والسبب أنهم لم يُرَبَّوا تربية تبصرهم بحسن استغلال المواهب التـي أفاءها الله عليهم ؛ ولذلك تُراق أموالهم ومواهبهم وقواهم على التراب.
  • إن خدمة الإسلام تحتاج الى رجل يجمع بين عنصـرين لا يغني أحدهما عن الآخر ؛ الأول : الإخلاص العميق لله ، والثاني : الذكاء العميق والفـهم الناضج في رؤية الأشياء على طبيعتها .
  • ليس الدين ابتعادًا عن المحذورات ابتعاد خائف من مجهول ، أو ابتعاد مكره مضطرب ، بل هو الوجل من عصيان مليك مقتدر ، سبقت نعماؤه ، ووجب الاستحياء منه .
  • حين تُصَاب أمة من الأمم بانهيار حضاري أو تراجع ثقافي يكون أقرب شيء إليها تمد يدها إليه لتناوله هو النقل لما عند الآخرين وتقليده ، ولكنها لا تلبث أن تكتشف بعد مدة أن ما أملت فيه الخلاص هو نفسه الذي جعلها في تبعية بعيدة المدى لأولئك الذين تنقل عنهم .
  • أروع رسالة ، وبها نختم : رسالة الإسلام هي ألا أحني جبهتي ولا صلبي ولا ضميري إلا الله وحده .

ندعوكم لقراءة : هكذا قال الشعراوي

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى