من عبق التاريخ

أم معبد

أم معبد :

يَا أُمَّ معبد كَرِّرِي أَوصَافَه … فَالضَّرعُ جَفَّ وشَاتُنَا عَجفَاءُ

يَا أُمَّ معبد بَلِّغِي عَن حَالِنَا … فَالقَلبُ غَاوٍ والخُطَا عَرجَاءُ

– ولله در الشاعر القائل :

جزى الله رب الناس خير جزائه … رفيقي قالا خيمتي أم معبد

هما نزلاهما بالهدى واهتدت به … فقد فاز من أمسى رفيق محمد

فيا لقصي ما زوى الله عنكم … به من فعال لاتُجارى وسؤدد

ليهن بني كعب مكان فتاتهم … ومقعدها للمؤمنين بمرصد

سلوا أختكم عن شاتها وإنائها … فإنكم إن تسألوا الشاة تشهد

دعاها بشاة حائل فتحلبت … عليه صريحا ضرة الشاة مزبد

فغادرها رهنًا لديها لحالب … يرددها في مصدر ثم مورد

– قصة مشهورة :

قصة نزول النبي صلى الله عليه وسلم على أم معبد الخزاعية في طريق هجرته مشهورة في كتب السيرة وبعض كتب السنة .

وأم معبد أسلمت مع زوجها أبو معبد ، وقد ذكرهما ابن حجر العسقلاني في كتابه [ الإصابة ] من جملة صحابة النبي صلى الله عليه وسلم إذ قال : { أم معبد الخزاعية التي نزل عليها النبي صلى الله عليه وسلم لما هاجر مشهورة بكنيتها ، واسمها عاتكة بنت خالد }. (انتهى)

وأم معبد رضي الله عنها هي أخت حبيش بن خالد الخزاعي الذي روى قصتها .

وقصة وصفها للنبي صلى الله عليه وسلم تناقلها الرواة وأصحاب السِيَّر .

وممن روى قصة أم معبد بطولها الإمام الطبراني في معجمه الكبير ، وابن هشام في السيرة النبوية ، والبيهقي في دلائل النبوة ، وقال عنها ابن كثير : { وقصتها مشهورة مروية من طرق يشد بعضها بعضًا }.

– في طريق الهجرة :

كانت أم معبد امرأةً عجوزًا كبيرةً ، تَسقي وتطعم من يمرّ بها ، وعندما خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم مهاجرًا من مكة إلى المدينة مع أبي بكر الصديق رضي الله عنه ، ومولاه عامر بن فهيرة ، ودليلهم عبدالله بن أريقط ، مرّوا على خيمتها ، وأرادوا أن يشتروا منها لحمًا وتمرًا ، فلم يجدوا عندها شيئًا ، فرأى رسول الله صلّى الله عليه وسلّم شاةً في الخيمة ، فسألها عنها ، فأخبرته أنَّها شاة مجهدة لا تستطيع الخروج للرعي مع الغنم ، فسمّى على الشاة ودعا ، ومسح بيده على ضرعها ؛ فدرّت الحليب ، فطلب وعاءً فحلبها ، وسقى أم معبد حتى رويت ، ثمَّ سقى أصحابه حتى ارتووا ، ثمَّ شرب هو صلى الله عليه وسلم ، ثمَّ حلبها مرة أخرى حتى ملأ الوعاء ، وبايعها وغادر هو وأصحابه .

وعندما عاد زوجها ومعه الأعناز العجاف ، ورأى اللبن ، تعجّب وسألها عن ذلك ، فأخبرته بما كان ، فطلب منها أن تصف له الرجل الذي مرّ بهم .

وعندما وصفته علِم بأنَّه النبي الذي خرج من مكة .

– وصف أم معبد للنبي صلى الله عليه وسلم :

” ظاهر الوضاءة ، أبلج الوجه ، حسن الخلق ، لم تعبه ثُجْلة ، ولم تزر به صعلة ، وسيم قسيم ، في عينيه دعج ، وفي أشفاره وَطَف ، وفي صوته صحل ، وفي عنقه سطع ، أحور ، أكحل ، أزج ، أقرن ، شديد سواد الشعر ، إذا صمت علاه الوقار ، وإن تكلم علاه البهاء ، أجل الناس وأبهاهم من بعيد ، وأحسنهم وأحلاهم من قريب ، حلو المنطق ، فضل ، لا نزر ، ولا هذر ، كأن منطقه خرزات نُظمن يتحدرن ، رِبعة ، لا تقحمه عين من قصر ، ولا تشنؤه من طول ، غُصن بين غصنين ، فهو أنظر الثلاثة منظرًا وأحسنهم قدرًا ، وله رفقاء يحفون به ، إذا قال استمعوا لقوله ، وإذا أمر تبادروا إلى أمره ، محفود محشود ، لا عابس ولا مفَنَّد “.

ندعوكم لقراءة : عن الرسول ﷺ – يقولون ونقول –

– كامل الأوصاف :

بأبي وأمي وروحي ، رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم ، صاحب الخُلُق العظيم ؛ كما وصفه ربه العليم الحكيم .

  • فهو أيضًا :

ظاهر الوضاءة : فيه جمال وحسن .

أبلج الوجه : وجهه مضيء مشرق .

لم تعبه ثجلة ولم تزر به صعلة : لم يكن بطنه بالكبير ، ولا رأسه بالصغير .

وسيم قسيم : فيه حسنٌ وضيءٌ ، وحسنه بيِّن واضح .

في عينيه دعج : شديد سواد العين .

في أشفاره وطف : شعر رموشه منثنٍ فيه طول .

في صوته صحل : فيه حدّة وصلابة بدون شدّة ، وهي بحة يسيرة ، أبلغ في الصوت الحِدّة .

في عنقه سطع : عنقه طويلة ، وفيها نور وبهاء .

أحور : عيناه مستديرتان واسعتان ، سوادهما شديد ، كما بياضها شديد .

أكحل : يعلو منابت جفونه سواد كأنَّه يضع الكُحْل .

أزج أقرن : حاجباه مقوسان ، وطويلان ، ودقيقان ، وفيهما اتصال .

إذا صمت علاه الوقار ، وإن تكلم سما : وقور بصمته ، وإذا تكلّم رفع رأسه بعلو وبهاء .

أجلُّ الناس وأبهاهم من بعيد ، وأحسنهم وأحلاهم من قريب : يبان جلاله وجماله وحسنه سواء من قريب أو من بعيد .

حلو المنطق ، فصلٌ لا نزر ولا هذر ، كأنَّ منطقه خرزات نظم يتحدرنَ : في كلامه حسن ، وبلاغة ، وفصاحة ، وبيان ، وحلاوة .

ربعةٌ لا تقحمه عين من قصر ، ولا تشنؤه من طول : هو أقرب إلى الطول ، فليس بالقصير ولا بالطويل .

له رفقاء يحفون به ، إن قال استمعوا لقوله ، وإن أمر تبادروا لأمره : مُعظَّم مُكرَّم ، يلتفّ أصحابه حوله ، ويسرعون في تنفيذ أمره .

محشود : يجتمع حوله الناس .

محفود : يخدمه أصحابه ويسرعون في طاعته ؛ لجلاله وعظمه عندهم ، ومحبته في نفوسهم .

لا عابس ولا مُفند : ليس كالح الوجه من عبوسه ، ولا منسوب إلى جهل ، أو قلة عقل ، فهو حسن الصحبة ، جميل المعاشرة .

– صدق محبتنا للحبيب المصطفى :

بأبي وأمي أنت يا خير الورى … وصلاةُ ربي والسلامُ مُعطرا

يا خاتمَ الرسل الكرام محمدٌ … بالوحي والقرآن كنتَ مُطهرا

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ … وبفيضها شهِد اللسانُ وعبّرا

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ … فاقتْ محبةَ كل مَن عاش على الثرى

لك يا رسول الله صدقُ محبةٍ … لا تنتهي أبدًا ولن تتغيرا

لك يا رسول الله منا نصرةٌ … بالفعل والأقوال عما يُفتَرَى

نفديك بالأرواح وهي رخيصةٌ … من دون عِرضك بذلها والمُشتَرَى

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى