خير خلق الله
خير خلق الله :
قال الله عز وجل :
” لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ “. (سورة التوبة : 128)
- قال أهل التفسير :
لقد جاءكم أيها المؤمنون رسول من قومكم ، يشق عليه ما تلقون من المكروه والعنت ، حريص على إيمانكم وصلاح شأنكم ، وهو بالمؤمنين كثير الرأفة والرحمة .
- وفي تفسير آخر :
لقد جاءكم -يا معشر العرب- رسول من جنسكم ، فهو عربي مثلكم ، شاقٌّ عليه ما يشقُّ عليكم ، شديدة رغبته في هدايتكم والعناية بكم ، وهو بالمؤمنين خاصة كثير العطف والرحمة .
– وقفات سريعة :
- الاسم :
محمد بن عبدالله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان .
- الأم :
آمنة بنت وهب بن عبد مناف بن زهرة .
- المهنة :
راعي غنم ، ثم تاجر ، ثم خاتم الأنبياء والمرسلين .
- تاريخ الميلاد :
عام الفيل .
وقد كان مولده صلى الله عليه وسلم يوم الاثنين ، 8 من ربيع الأول ، أو 9 منه ، أو 12 منه ( وهو المشهور عند أهل السنة ) ؛ وذلك من عام الفيل .
ويوافق ذلك 20 من أبريل أو 22 منه سنة 571 م على الأصح .
والله تعالى أعلى وأعلم .
- مكان الميلاد :
مكة المكرمة .
- محل الإقامة :
مكة المكرمة إلى عمر 53 ، ثم هاجر إلى المدينة المنورة إلى عمر 63 عامًا .
- الزوجات :
1- خديجة بنت خويلد .
2- سودة بنت زمعة .
3- عائشة بنت أبى بكر .
4- حفصة بنت عمر بن الخطاب .
5- أم سلمة .
6- جويرية بنت الحارث .
7- أم حبيبة .
8- زينب بنت جحش .
9- صفية بنت حيي .
10- زينب بنت خزيمة .
11- ميمونة بنت الحارث .
( رضي الله عنهن جميعًا ).
- الأبناء :
1- القاسم .
2- عبدالله .
3- إبراهيم .
4- زينب .
5- رقية .
6- أم كلثوم .
7- فاطمة .
- تاريخ الوفاة :
يوم الاثنين 12 من ربيع الأول من السنة 11 بعد الهجرة .
– بدر التمام :
صلُّوا على بدرِ التَّمام
شفيعِ الخَلْق يومَ الزِّحام
صَلّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّم
– اسمه في البلاد الإسلامية :
اسم نبينا ” محمد ” صلى الله عليه وسلم ، هو أكثر الأسماء تداولًا في البلاد الإسلامية على الإطلاق ، وفي بلادنا العربية بصورة أوضح .
وفي بنجلاديش على سبيل المثال ، يندر أن يفلت اسم دون أن يبدأ باسمه صلى الله عليه وسلم ، وهي أسماء مركبة ؛ مثل : محمد ظهور الإسلام ، محمد الوعد الحق ، محمد نور الله ، محمد فضل الرحمن ، محمد ضياء الحق ، محمد رضاء الكريم ، محمد الهادي البشير .
أما في تركيا المسلمة ، فالأمر عكس ذلك تمامًا ؛ حيث لا تجد رجلًا يحمل هذا الاسم المبارك ؛ وذلك لحبهم وتقديرهم لصاحب الاسم ، فهم يرون ألا يشركوا معه في اسمه أحدًا .
وإذا كان -ولابد- ؛ فإنهم يقومون بتحريفه قليلًا حتى لا يتعرض الاسم الكريم للسب أو الإهانة على ألسنة بعض الناس .
اللهم صلِّ وسَلِّم وزد وبارك على صاحب الحوض المورود ، واللواء المعقود ، والمقام المحمود .
ندعوكم لقراءة : التعريف بالرسول الخاتم
– هذا هو النبي :
يقول الدكتور مصطفى محمود في كتابه [ الطريق إلى الكعبة ] :
{ هذا هو محمد البسيط المتواضع :
رأيته في بيته يغسل ثوبه ، ويرقع بردته ، ويحلب شاته ، ويخصف نعله .
ورأيته يأكل مع الخادم ، ويعود المريض ، ويعطي المحتاج .
ورأيته وهو يصلي وحفدته يتسلقون ظهره وهو ساجد فيتركهم حتى إذا وقف حملهم واستمر في صلاته .
كان الحنان والحب مجسدًا .
أحب الإنسان والحيوان حتى النبات حنا عليه فكان يوصي بالشجر ألا يُقطع .
حتى الجماد شمله بالحب فكان يقول عن جبل أحد : ” هذا جبل يحبنا ونحبه “.
حتى تراب الأرض كان يمسح به وجهه متوضئًا في حب وهو يقول : ” تمسحوا بالأرض فإنها بكم برة “.
هذا هو العظيم الذي كان يكره التعظيم ، وكان يقول لأصحابه حينما يقفون له : ” لا تقوموا لي كما تقوم الأعاجم يعظمون ملوكهم “.
وكان الكريم الذي وصفه أصحابه بأنه ينفق في سخاء من لا يخشى الفقر أبدًا .
لم يحدث أنه ادخر درهمًا ، وقد مات صلى الله عليه وسلم -كما هو معلوم- ودرعه مرهونة عند يهودي .
وعاش صلى الله عليه وسلم ولم يشبع قط ، ولم يذق خبز الشعير يومين متتاليين !
ومع ذلك لم يكن يرفض الهدية تأتيه بالشهي من المأكل والناعم من الملبس ولكنه يرفض أن يسعى لهذا العيش الليِّن أو يفكر فيه أو ينشغل به ؛ ولهذا كان يربي نفسه ويروضها على الجوع والقصد في المطالب والرغبات ؛ ليكون المثل والقدوة لما أراده الإسلام .
دين الإعتدال والتوسط فلا رهبانية وقتل للنفس ، ولا تهالك وإطلاق للشهوات ، وإنما توسط واعتدال }.
– فدته نفسي :
فدَتْهُ نَفْسِي ، فَمَا نَفْسٌ تُشَابِهُهُ … مَا مِثلُهُ بَشَرٌ والنَّاسُ أشْبَاهُ
القَلْبُ حَنَّ لهُ والعَيْنُ تَرْقُبُهُ … صَلُّوا عَلَيْهِ فَقَد أوصَاكُمُ اللهُ
– صاحب الذات الشريفة :
اللهم صلِّ على سيدنا محمد صاحب الذات اللطيفة ، والأنساب الشريفة ، فصلِّ اللهّم عليه صلاة تجعل قلوبنا طاهرة ونفوسنا عفيفة ، وننال بها حبه ووصله وقربه وتشريفه .
– خصيصة لنبينا :
” إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ “.
قال محمد بن طولون :
{ ومن خواصه ﷺ ؛ أنّهُ ليس في القرآن ولا غيره صلاة من الله على غيره ، فهي خصيصة لنبينا ﷺ اختصه الله بها دون سائر الأنبياء عليهم السلام }.
( مرشد المحتار إلى خصائص المختار ).
– صلوا عليه وسلموا تسليما :
قال الإمام النووي رحمه الله :
{ نصَّ العلماء على كراهية الاقتصار على الصَّلاة على النَّبِيَّ صلّى اللَّهُ عليه وسلَّم من غير تسليم ؛ لأنَّ الله تعالىٰ قد أمرنا بهما جميعًا ، فقال : ” صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلِّمُواْ تَسْلِيمًا ” (الأحزاب : 56) }.
( شرح النووي على مسلم ).
– حُبٌّ .. ودعاء :
ربَّاه ، أحببنا رسولنا ﷺ ولم نره ، وصدّقنا به ولم نخالطه ، واشتقنا إليه ولم نصاحبه ، وقرأنا أحاديثه ولم نجالسه .
اللهم كما أكرمتنا بحبِّه ، وهديتنا لشرعه وشرّفتنا بأن كنا من أُمتّه .. احشرنا في زمرته ، واجمعنا تحت لوائه ، وارزقنا شفاعته ، وأوردنا حوضه ، وأسعدنا بلقائه في الفردوس من جنتك .