فوائد في اللغة
فوائد في اللغة :
1- فعل ثلاثي الأبعاد :
قال الله تعالى : ” فَأَجَآءَهَا ٱلْمَخَاضُ إِلَىٰ جِذْعِ ٱلنَّخْلَةِ “. (مريم : 23)
لا عظمة فوق عظمة لغة القرآن ؛ فالفعل ( أجاء ) فعل يحمل ثلاثة معانٍ في قمة الدهشة :
الأول : جاءها وقت الولادة .
الثاني : ( فاجأها ) ؛ لأنها لم تكن تُصدّق .
الثالث : ألجأها ( جعلها تلجأ إلى جذع النخلة ).
( جاءها ، فاجأها ، ألجأها ) في فعل واحد ؛ والسبب في ذلك هو دخول ألف التعدية على الفعل ( جاء ).
كان الفعل ( جاءها ) وحيدًا فأدخل اللهُ عليه ( ألف التعدية ) حتى يتعدّى الفعل إلى معنيين آخرين مع المعنى الأصلي فأصبح فعلًا ثلاثي الأبعاد .
ما هذه اللغة العظيمة ؟
كل التقنيات الحديثة دون كلام رب السموات والأرض لا تساوي شيئًا .
2- كتابة الألف المقصورة والممدودة :
السؤال : متى تُكتب الألف مقصورة أو ممدودة ؟
مثاله :
( عفا أم عفى ) ،
( دعا أو دعى ) ،
( قضا أو قضی ) ،
( بكا أو بكی ) ،
(رجا أو رجی ) .. فأيهما أصح ؟
بكل سهولة تذكر المضارع من الفعل نفسه :
(1) فإذا كان الفعل المضارع منه ينتهي بحرف الـ واو فاكتب الفعل الماضي بألفٍ ممدودة .
مثاله :
( يدعو = دعا ) ،
( يعفو = عفا ).
(2) أما إذا كان الفعل المضارع منه ينتهي بحرف الياء فاكتب الماضي بألف مقصورة .
مثاله :
( يقضي = قضى ) ،
( يرمي = رمى ).
وطبق هذه القاعدة على كل اﻷفعال .
3- كمان :
مما استعملت العامة فيه النحت كلمة ( كمان ) ؛ فهي تعني : إضافة إلى ، أوزيادة على ؛ وهي منحوتة من كلمتين : ( كما ) ، و ( أن ) ، سهلت الهمزة الثانية ، أو حُذِفت حَذْفًا ، ونطقوا بها : ( كمان ).
فهي من العامي ذي الأصل الفصيح .
** نَحَتَ الكلمة : أي رَكَّبَهَا من كلمتين أو أكثر .
4- حُكم صِيَغ منتهى الجموع المنقوصة ، في حال تجرُّدها من ( أل ) ومن الإضافة :
وأما عند الجرّ ، فهُنا المشكلة الكبرى ؛ فكونُ الاسم منقوصًا يقتضي عدم ظهور الكسرة على يائه ، وكونُه ممنوعًا من الصرف يقتضي جَرَّهُ بالفتحة نِيابةً عن الكسرةِ وعدمَ تنوينِه تنوينَ صَرْفٍ .
ولكن الفتحة هنا مجرّد نائبة عن الكسرة .
ومن المقرر في العُرف والمنطق أن سُلطة النائب لا تفوق سُلطة المَنُوب عنه .
والكسرةُ في حالتنا لا سُلطة لها على الياء ، فكذلك نائبتُها الفتحة .
ولهذا كان العرب يقدّرون هذه الفتحة على الياء ، ثم يستثقلون بقاء الياء ساكنة ، فيُبدلونها تنوينًا ، هُوَ في الحقيقةِ تنوينُ عِوَضٍ ، لا تَنوينُ صَرْفٍ ، فتصير ( قَوَافٍ ).
وقيل : إن التنوين هنا عِوَضٌ عن الفتحة .
نقول : ( يا لها مِنْ قَوَافٍ جميلةٍ ) ؛ مجرورة بفتحةٍ نائبةٍ عن الكسرة ، مُقدَّرةٍ على الياء المحذوفة المعوّضِ عنها بالتنوين .
من شواهد القرآن الكريم :
- قوله تعالى : ” قَالَ آيَتُكَ أَلاَّ تُكَلِّمَ النَّاسَ ثَلاَثَ لَيَالٍ سَوِيًّا “. (مريم : 10)
- وقوله تعالى : ” سَخَّرَهَا عَلَيْهِمْ سَبْعَ لَيَالٍ وَثَمَانِيَةَ أَيَّامٍ حُسُومًا “. (الحاقة : 7)
- وقولُه تعالى : ” وَالْفَجْرِ * وَلَيَالٍ عَشْرٍ “. (الفجر : 1-2)
- ومن شواهد حديث رسول الله -صلى الله عليه وآله سلم- : ” لَيْسَ فيما دُونَ خمسةِ أَوْسُقٍ من التَّمْرِ صدقةٌ ، وليْسَ فيما دُونَ خَمْسِ ذَوْدٍ من الإبل صدقةٌ ، وليس فيما دُونَ خَمْسِ أَوَاقٍ من الوَرِقِ صدقةٌ “. (متفق عليه)
وعليه ، يكون جواب السؤال المطروح في أول الموضوع -على الأفصح- كالآتي :
- هذه قَوَافٍ جميلةٌ .
- قرأتُ قَوَافِيَ جميلةً .
- يا لها مِنْ قَوَافٍ جميلةٍ .
هذه فوائد في اللغة العربية .. وهي غيضٌ من فيض لغتنا الجميلة .